الجزء الثالث: الربع الأول من القرن العشرين - القسم الثالث: البحث الثاني : النظر العام في الآداب العربية حاضرا

البحث الثالث

نظر خاص في أنصار الآداب العربية حاضراً

كنا عولنا على أن نقف عند هذا الحد ولا نتصدى لذكر الأحياء من أرباب الأدب وخدمة الأقلام لعلمنا كم يصعب الكلام عمن لا يزالون في قيد الحياة إما بالتفريط وأما بالتقصير مع الخطر بنسيان من يستحقون الذكر فتفوتنا أسماؤهم أو أعمالهم. لولا أن بعض الأصحاب ألحوا علينا بكتابة هذا الفصل ليكون كخاتمة لما سبق مستندين على المثل (ما لا يستطاع جله لا يهمل قله). وإجابة لهذا الملتمس نقسم هذا البحث الأخير إلى أربعة أبواب فنذكر أولاً أعمال أرباب الكهنوت لخدمة الآداب العربية ثم نتخطى إلى ذكر أدباء الإسلام حاضرا فنلحقهم بالأدباء النصارى ونختم بذكر المستشرقين

الآداب العربية بين أرباب الكهنوت

يسرنا أن نرى في الأكليروس الوطني عالمياً كان أو قانونياً همة محمودة في خدمة الآداب العربية (الأحبار الشرقيون) على الرغم من الأعباء الثقيلة التي تهبط مناكب أحبار الطوائف الشرقية تراهم في خطبهم على المنابر وفي الحفلات الرسمية وفي مناشيرهم يراعون كل آداب اللغة لفظاً ومعنى. وكثيراً ما تنشر في الجرائد أو في نشرات منفردة هذه الآثار الجليلة فتستوقف نظر القراء ويحبذون قائليها. فلعمري لو جمعت مناشير غبطة البطاركة الإجلاء والسادة الأساقفة في أسفار خاصة لكانت أحسن شاهد على قولنا. وقد أمتاز في ذلك غبطة البطريرك الماروني (مار الياس الحويك) الكلي الطوبى فمناشيره تبلغ نحو 500 صفحة. وتقرأ اليوم على صفحات البسير منشور غبطة السيد (كليرس التاسع) مغبغب بطريرك الروم الملكيين الكرام في العدل وواجباته. ومثلهما بطريرك الكلدان السيد (عمانويل يوسف توما). أما السيد الجليل (أغناطيوس أفرام الثاني الرحماني) فلم يكتف بالمناشير وهاهو منذ العام الماضي يتحفنا بمجلة الآثار الشرقية المدبج معظمها بقلمه والمحتوية على درر معلوماته  ومثل غبطة البطاركة كثيرون من الأساقفة يخدمون أيضاً لساناً وقلماً آدابنا العربية. أفيجهل أحد تعريب سيادة المطران (بولس عواد) رئيس أساقفة قبرص لخلاصة القديس توما اللاهوتية في خمسة أجزاء؟ وهاهو ذا سيادة المطران (باسيليوس قطان) باشر بنشر مطرانية بيروت وجبيل. ونشر السيد (أغوسطين البستاني) رئيس أساقفة صيداء قبل تسقيفه الكوكب السيار في رحلة غبطة البطريرك الماروني إلى رومية وباريس والأستانة. ولرئيس أساقفة بيروت السيد (أغناطيوس مبارك) آثار دينية كخطب ومواعظ ومناشير جميلة. ومثله السيد (أنطون عريضة) رئيس أساقفة طرابلس. وقد نشر سيادة المطران (ميخائيل أخرس) رئيس أساقفة حلب كتباً دينية وتاريخية وطقسية نخص منها بالذكر الكنز العجيب وترجمة القس الحلبي يوسف الكلداني. وللسيد (بشارة) الشمالي رئيس أساقفة دمشق مقالات تاريخية واجتماعية وأخلاقية ثم كتابه الحديث في الشهداء الطوباويين الثلاثة الموارنة وذكرى أعيادهم

كهنة الموارنة

1 (كهنة الموارنة العلمانيون) أما الكهنة فلهم مآثر متعددة في كل مللهم. فمن الموارنة أشتهر في عهدنا كتبة متعددون بين العالميين فيفتخر الحلبيون بكاهنم الجليل المنسيور (جرجس منش) له تآليف قيمة ومقالات دينية وتاريخية وأدبية قد نشرنا قسماً منها في المشرق كترجمة الطيب الذكر السيد فرحات وله شذور الذهب والحق القانوني عند الموارنة وطرفة في الرهبانية الثالثة الفرنسيسية ونشر أعمال بعض المجامع المارونية وكتباً طقسية لطائفته. وفي حلب ينشر القس (أغناطيوس سعد) مجلته التقوية في القربان الأقدس يودعها مقالات حسنة في الدين والأخلاق والأدب وفي بيروت كهنة موارنة يشرفون طائفتهم بقلمهم كشعرائهم المفلقين الخوري (رافائيل البستاني) صاحب القصائد الرنانة المنشورة في البشير والمشرق. والخوري (بطرس البستاني) صاحب آداب المراسلة والرسائل العصرية والمنظومات البديعة والخوري (بولس البستاني) مؤلف رواية فتاة الناصرة التمثيلية ومعرب قدوة الحسان في ابنة رولان تمثيلية أيضاً. وفي عاصمة لبنان تنشر منذ تسع سنوات رسالة السلام لحضرة الخوري (أنطون عقل) وله آثار أخرى متفرقة. وقد عرب الخوري (الياس الحائك) رواية الأب لونجي اليسوعي التاريخية المعنونة فيليب أوغست في معركة بوفين ومن أفاضل كهنة بيروت ذوي الآثار الجميلة المنسنيور (مخائيل حويس) رئيس مدرسة الحكمة مؤلف كتاب الطالب المحتوي على واجبات طلبة المدارس. والخوري (يوحنا الحاج) مؤلف المقالات في المدارس العلمانية. والخوري (منصور عواد) واضع كتاب الزوجة الأمينة. وكتاب هل من جزية على الاكليروس أو خراج؟ وماذا عمل الخوري؟ وأفعال لا أقوال مع عدة قصائد نشرت في المشرق. (والخوري بطرس غالب) صاحب مختصر اللاهوت الأدبي وكتاب فرنسة (صديقة ومحامية) والمسيح الملك في طقوس الكنيسة السريانية المارونية ونوابغ المدرسة المارونية في رومية المنشورة في المشرق. وللخوري (أنطون يمين) كتاب سنت المراسلة وبنات الشرق. والظرف والأدب على منهاج الإفرنج والعرب. ولبنان في الحرب وحقائق تاريخية ودروس وطنية والمؤامرة اليهودية على الشعوب. ومن أغزرهم مادة حضرة الخوري (مارون غصن) فمن قلمه بستان السلوى والعثمانيات ودرس ومطالعة واللغة العامية وخطاب ومحاضرة في سر الزواج وقصائد وأناشيد شتى وترجمة الطوباوي كوتولنكر وروايات نثرية وتمثيلية ألفها أو عربها كرواية الشبح الهائل وهرقل الملك والكاهن أو الانتقام الشريف والبركة بعد اللعنة ودفاع الابن عن أبيه والملكين وإن صعدنا إلى لبنان وجدنا أيضاً كثيرين من أفاضل كهنة الموارنة خدموا الآداب العربية بتآليفهم النفيسة ففي الدار البطريركية المنسنيور الخوري أسقف (بطرس مبارك) معرب سيرة السيد المسيح للأب لاكماي (Le Gamus) وله مجموع مواعظ تحت عنوان تنبيه الغافل وشذور الذهب من حياة القديسة ترازيا الطفل يسوع وقد عرب كتاباً أوسع من تاريخ هذه القديسة حضرة الخوري (يوسف عواد) دعاه زهيرة حب في بستان الرب. وفي الدار البطريركية العامرة أيضاً حضرة الخوري (بولس طعمة) من كتبة أسرارها ومحرر سابقاً جريدة البشير زمناً طويلاً ومنشئ مقالات شتى فيها وفي المشرق. ومن مشاهير كتبة لبنان من كهنة الموارنة الخوري (يوسف العمشيتي) له كتاب الأجوبة السديدة على اعتراضات أعداء الدين وتعريب كلام التعاليم الإنجيلية والحقيقة المتسترة وصناعة الإنشاء في التأبين والرثاء ثم تأبين المطران يوسف النجم وفارس كرم وحقيقة الماسونية ومنشور البطريرك وأزاهير القلوب لعيد القلب المحبوب ورواية سجين جميجاج ومأساة الأميرين الأسيرين وترجمة الخوري يوسف طنوس يمين ثم مقالات أدبية وفلسفية ظهرت في مجلة المشرق. وفي جهات المتن حضرة الخوري (الياس الجميل) صاحب كتاب اللاهوت النظري في تسعة أجزاء وافية. وله لمحة تاريخية في البابا والمجامع السبعة السكونية. وفي المتن الخوري (يوسف أبو سليمان) صاحب الروايات التاريخية الشعرية والنثرية المعربة كوديعة الإيمان في ضواحي لبنان وابدالونيم ملك صيدون ولويس دي غونزاغا ومعرب كتاب الكوكب الشارق وناظم قصائد في المشرق.

واشتهر بكتاباته حضرة المرسل اللبناني الخوري (إبراهيم حرفوش) مجدد طبع اللاهوت الأدبي للأب غوري اليسوعي ومضيف إليه ملحوظات متعددة. وله قدوة الصلاح في ترجمة الأب اسطفان قزاح ومقالات نفيسة في المشرق عن أديار لبنان وآثارها الجليلة ومكاتبها وسياحات رسولية شتى. وفي بسكنتا المنسنيور البرديوط (بطرس حبيقة) مؤسس مدرستها ومنشئ التآليف الذائعة كالآلي الفلسفية وأنفاس الطلاب في مضمار الكتاب في ثلاثة أجزاء ونبذة في فن التلوين وخطبة في إثبات سر القربان الأقدس ومقالة في مار أفرام وسر الأفخار ستيا مع شهادات الكنيسة السريانية في هذا السر ثم أناشيد الموارنة السريان فيه وشهاداتهم في الألقاب المريمية وتأبين البطريرك بطرس الحاج والمطران بطرس البستاني ونشر رياضة روحية للسيد جرمانوس فرحات وله ستة تآليف نثرية وشعرية في ذكر ترجمة وأعمال ومحامد غبطة البطريرك ماري الياس بطرس الحويك.

وفي مزرعة كفر دبيان حضرة الخوري الواسع الفضل (جرجس فرج صفير) الذي تخصص بالدروس الفلسفية واللاهوتية فنشر كتابه في أصل الإنسان والكائنات دحضاً لمذهب التحول وكتاب الفلسفة (جزءان) والقواعد المنطقية وتعريب كتاب الأب تونجورجي اليسوعي ومناجاة النفس (بالشعر) والإخاء المتين بين العلم والدين وكشف الستار عن حرية الاختيار والاعتراف والمسيح في القرآن والقلادة الذهبية في التأملات الإنجيلية ومختصر التعليم المسيحي في الكنيسة والطوائف. ولابن أخيه الخوري (بطرس فرج صفير) مقالات دينية وأدبية في المشرق وكتاب التعليم المسيحي.

وقد خدم الآداب العربية شعراً ونثراً الخوري (يوحنا طنوس) طبع من رواياته التمثيلية: البطريرك جبرائيل حجولا الشهيد والنعمان ملك الحيرة في بني شيبان ونشر في البشير والمشرق قصائد رنانة. ومنهم في بيت شباب الخوري (ميخائيل غبريل) له مصنفات عديدة كأدب البشر في الصغر والكبر وتاريخ الكنيسة الإنطاكية السريانية المارونية في ثلاثة مجلدات ومشهد الكائنات في الأرض والسماوات وترجمة المطران يوسف الزغبي والدرة الفريدة في أفدوكيا الشهيدة ومختصر اللاهوت الأدبي مع الخوري بطرس غالب ومجموعة في مديح الوزير سايم الملحمة وكتاب صلوات ومختصر التاريخ المقدس وتعريب التلعيم المسيحي والبابا بيوس العاشر. وهناك أيضاً الخوري (حنا حائك) معرب كتاب الخوري كنيب (علاجي بالماء البارد) وكتاب تنشئة الصغير وألف كتاب تذييل الصعاب في علم الحساب.

ومثلهم نشاطاً بوفرة منشوراته الخوري (اسطفان البشعلاني) ألف كتاب لبنان ويوسف كرم وله كتب أدبية تاريخية عديدة كحياة الجنرال غورو الأمير سعيد وتنصر الأمير عبد الله اللمعي (في المشرق) وروايات أدبية شتى كحادثة أسقف وروبنصن كروزي الصغير والعواطف الشريفة والمركيز جان هنري ونزهة القراء الخ. ومنهم حضرة الخوري (أغناطيوس جعجع) مؤلف كتاب رياضة الكاهن ومعرب مختصر تأملات الأب لويس الجسري وقسماً من رياضات القديس أغناطيوس مع شروح الأب جانسو. ثم الخوري (يوسف داغر) الذي نشر كتابين نفيسين مصباح الحقائق والبرهان الصريح في الدين الصحيح - والخوري (بطرس القزح) انجلاء الأسرار المكنونة في يوم الدينونة ومقالة في الاعتقاد الباطل. والخوري (بطرس مراد) له كتاب دعوة الحبيب إلى السر العجيب وكلك جميلة ومصباح الرشد في عجائب لرد وكتاب في الحساب ورواية القديس أنطونيوس البادوي وعرب المبادئ الدينية لبلميس.

وخارجاً عن لبنان قد اشتهر من كهنة الموارنة في مصر حضرة الخوري (لويس ملحة) بمقالاته الأثرية والكتابية في مجلة المشرق. والخوري (بولس عوبس) صاحب التآليف القانونية في المجمع الإقليمي وفي مجمع الأبرشية وزيارة الأبرشية وقانون الدواعي الزواجية (جزءان) وشرح على حكم المجمع المقدس في التناول اليومي والموت الحقيقي والموت الظاهر وإكرام سيدتنا مريم العذراء وحريق مكتبة الإسكندرية وسير القديسين مارون ويوحنا مارون وأنطونيوس البدواني وروكز ويوحنا دي لاسال.

وفي فرنسة المنسنيور (ميخائيل فغالي) أحد أساتذة كلية بوردو ألف كتباً لغوية نفيسة في لغة وطنه كفر عبيدا وفي السرياني الدخيل في لهجة لبنان وأوصاف بناياته المنزلية وفي الدلالة على الأجناس في اللغات السامية.

وفي أميركا نشر الخوري (اسطفان خير الله) اللاهوت الأدبي والإنسان وعلم الطبيعة والكيان والمنطق الإنتقادي العلمي وعجالة البيان في الإشارة إلى ممالك الطبية والإنسان ولباب المباحث الجدلية وسبيل الوصول إلى الأصول - وهناك أيضاً المنسنيور (فرنسيس واكيم) المرسل الرسولي له كتاب لغز الحياة وكتاب سر التوبة والحرية ومختصر في المناولة المتواترة - ونرتاب هنا في ذكر كاهن ماروني آخر عدل إلى العيشة العالمية بعد نبذ كهنوته (حبيب اسطفان) وكان نشر عدة مقالات نثرية ونظمية دينية وفلسفية في المشرق وهو اليوم يحرر في الجرائد ويخطب في النوادي السياسية أناره الله! 2- (الكهنة القانونيون) ليست الحركة في خدمة الآداب العربية بين الرهبان الموارنة دونها بين الكهنة العالميين. فمن شاع فضله بين (الرهبان البلديين) حضرة القس (مبارك ثابت) الديراني نشر مع القس (مبارك مارون المزرعاني) مجموع اللآلئ بالسريانية والعربية. وقد عرب الجزء الثاني من الحقائق الدينية وثلاثة أجزاء من التأملات اليومية للكاهن شيفاسي وكتاب الأدب الرهباني وكتاب التعليم التقوي للأولاد للسيد دي سيغور والمباركيات اللآلئ وله روايتا الأم الذنبة والضمير واقطع البراهين في صحة حقائق الدين.

نقل حضرته هذا الكتاب عن الافرنسية بتصرف وهو للأب ديفيفيه (W. Devivier) اليسوعي وله أيضاً ردود العقل المستقيم ونبذة من دستور الرؤساء للأب فالوي اليسوعي. وشهر التكريم لدم الفادي الكريم لهالز والتعريج في الدين المسيحي. والمنهج الحسن في إسعاد الوطن. ورواية الرجل الواقف من روايات البشير وروايات أخرى أدبية وفكاهية. ومن الرهبانية اللبنانية البلدية الجليلة الذين يعنون حاضراً بالكتابة العربية: القس (لويس بليبل) ناشر تاريخ الرهبانية اللبنانية الذي أنجز من طبعه جزأين. ومن تآليفه الشذور الذهبية في حياة كوكب البرية. ومنتهى الخشوع في مناجاة قلب يسوع وتربية دود القز وله عدة مقالات في كوكب البرية ورسالة السلام والمشرق. ثم القس (يوسف حبيقه) البسكنتاوي نشر وعرب أناشيد الموارنة السريان في سر القربان وشهادات الكنيسة السريانية المارونية في سر الأفخارستية وفي حبل العذراء البريء من دنس الخطية الأصلية وفي انتقالها إلى السماء وشرح الليتورجية المنسوب للقديس يوحنا مارون. والمنارة اللبنانية ومرقاة الدارج في تفسير المدارج. والأب (بطرس سارة) الذي نشر في المشرق مقالات ممتعة طبعت على حدة كترجمة الناسك الفرنساوي في لبنان فرنسوا دي شطويل وترجمة السيد فرنسيس بيكيه قنصل حلب ثم قاصد رسولي في العجم. وترجمة الطيبي الذكر الأب مبارك المتيني وفريرون فرو ومقالات أدبية وتاريخية كالكشافة ورحلة الأباتي أغناطيوس التنوري إلى رومية. والقس (أنطانيوس شبلي) المستخرج الآثار الدفينة من مكاتب الأديرة نشرنا له في المشرق ترجمتي الأب شربل حبيس عنايا والأب مارون ايطو ورحلته إلى شمالي لبنان وإلى كسروان وآثار منسية للسمعاني في المجمع اللبناني ولفرحات كمجاوراته الرهبانية وصورة الراهب الكامل. والقس (بطرس الحائك بجدرفل) كتاب دليل للواعظين عنوانه كلمة الله ينبوع الحياة. وله مع أخيه (القس برنردوس) تعريب كتاب العفاف لأسقف فالنس السيد جيبر. والقس (الياس البكيفاوي) تعريب كتاب سبيل السعادة للأب برتيه. والقس (بطرس الجاجي) أبحاث في النذور والحالة الرهبانية وفي تفتيش الضمير. وللقس (جبرائيل محيلي السرعلي) رواية مجاعة لبنان. وللقس (بطرس زهره الأهمجي) الكتاب الأدبي شعاع النجاح. وللقس (مبارك المزرعاني مارون) لباب الكتاب لطلاب العلم والآداب ومجموع اللآلئ من كتابات جهابذة السريان. وللقس (بولس عبود الغسطاوي) تاريخ البطريرك يوسف اسطفان والراهبة هندية وبصائر الزمان في تاريخ البطريرك يوسف اسطفان والمجالي التاريخية في ترجمة الراهبة الشهيرة هندية وحياة القديس أنطونيوس أبي الرهبان وتقاليد فرنسة في لبنان واليهود في التاريخ. والقس (مبارك الحاج البسكنتاوي) يسوع قدوة الناشئة المسيحية. وقواعد قياسية لحل المسائل الحسابية. وللقس (أنطونيوس العنيسي الحاجب) ترجمة الأب يواصاف العنيسي. وللقس (واصاف كرم القرطباوي) خواطر روحية ومقالات وخطب.

(وللرهبانية المارونية الحلبية) آثار مشكورة أيضاً لبعض أبنائها. منهم الأب الفاضل (جبرائيل قرداحي) معلم السريانية والعربية في رومية. كان أول من نشر معجم اللغة السريانية في العربية دعاه اللباب في مجلدين ضخمين. وكرر طبع المناهج في النحو والمعاني عند السريان وألف كتاب الكنز الثمين في صناعة شعر السريان وتراجم شعرائهم المشهورين ونشر الإحكام من قصائد ابن العبري السريانية وكتابه المعروف بالحمامة ونشر أيضاً مقامات من فردوس عدن الصوباوي بالسريانية.

ومن أغزر الرهبان الحلبيين مادة الأباتي (أفرام حنين الديراني) من تآليفه تنشئة الصغير وطريق السماء والدر المنتقى لجيد ذوي التقى وطريقة اعتراف الأولاد والدليل في السبيل ورسالة في الديانة المسيحية والطقوس الرهبانية ومختصر التاريخ المقدس وكتاب الشبية بموجب طقس الكنيسة المارونية. وتسعوية وتأملات شهريات لأجل الأنفس المطهرية وتحفة المغارب في سيدة لوردام العجائب والعيشة الهنية في الحياة النسكية وسيرة القديس أنطونيوس والعرف المنتشر في سيرة البابا لاون الثالث عشر. والنهج القديم في تاريخ شعوب الشرق القديم ورواية الابن الشاطر وتعريب كتاب بورسو (كيف تصير رجلاً) ونشر كتاب المحاماة. ومن الرهبان الحلبيين الأفاضل القس (طوبيا العنيسي) الذي نشر مجموع الرسائل لكتبة العرب ومجموعة المناشير البابوية الخاصة بالموارنة مع ملحق عليها. والقس (يوسف الشبابي) مؤلف كتاب اجتناء الأثمار من تكريس شهر أيار. والقس (أغناطيوس الحائك الشبابي) له نهج الكمال في الصلاة العقلية للكهنة. وكما الرهبانيتان المارونيتان اللبنانية البلدية والحلبية كذلك (الرهبانية الأنطونية) أدت للآداب العربية خدماً مشكورة على يد بعض أبنائها منهم القس (عمانوئيل البعبداتي) الذي كتب تاريخ رهبانيته وأديرتها ومشاهير رهبانها. ونظن أنه هو أيضاً مؤلف الكتاب المعنون بالصادق في خدمة الحقائق المطبوع سنة 1901. وله تاريخ آخر يدعى تاريخ العصور لم ينشر منه سوى بعض القطع - ومنهم حضرة الهمام القس (يوسف الجعيتاوي) عني بنشر مراقي الطالب إلى بحث المطالب وفيه إعراب ما ورد من الأمثال في كتاب السيد جرمانوس فرحات. ثم ألحقه بكتاب كفاية الطالب وبغية الراغب في جزأين يبلغان نيفاً و700 صفحة في الصرف والنحو. ومنهم القس (برنردوس غبيره الغريري) له مجموع واسع في تاريخ وآثار الطائفة المارونية في اللغات الشرقية والغربية. ومنهم القس (بطرس الجديدي) مؤلف التحفة الأدبية في القراءة العربية. والقس (يوسف الشدياق) صاحب مجلة كوكب البرية حررها أربع سنين وضمنها عدداً عديداً من المقالات التاريخية والأدبية والاجتماعية والانتقادية ساعده في ذلك الأب (مبارك صقر) معرب سياحة السيد ميسلين إلى الشرق. ومثلهما الأب (أقليموس هراوي) من كتبة تلك المجلة. ومن كتبهم أيضاً القس (مبارك مارون) ألف السياحة الأرضية في الجمهورية الفضية. وصرف القس (بولس أشقر) همته إلى الموسيقى الشرقية له مبادئ موسيقية عربية وشرقية ولحن القداس الماروني ونشيد كلية القديس يوسف.

ولا يسعنا أن ننسى حبراً جليلاً يشرف الطائفة المارونية في رومية نريد به السيد (نعمة الله أبي كرم) أسقف مندو شرفاً. له آثار نفيسة في العربية ما خلا كتاباته في جريدة البشير التي حررها عدة سنين منها تعريبه لذخيرة الألباب في بيان الكتاب وقسطاس الأحكام في جزأين وتعريب كتاب فلسفة الكردينال مرسياه في عدة أجزاء وقد نقل إلى اللاتينية كتاب ابن سينا المعروف بالنجاة. ونضيف إلى سيادته بعض الذين أدوا خدماً حسنة في طائفتهم المارونية للغة العربية. منهم الخوري (اسطفان ضوء) صاحب مجلة العثماني ومؤلف كتاب حديقة الجنان في تاريخ لبنان. وناظم الشاديات في التواريخ الشعرية. والخوري (رميا دميان) الكاتب الضليع في الجرائد الوطنية. له بحث في تلاوة القداس في الأجيال الثلاثة الأولى. وللخوري (شكر الله الشدياق) بحث تاريخي في درب الصليب. وللخور أسقف (يوسف شبيعة) اللاذقي في نيويورك كتاب الميامر الكنسية للطائفة المارونية. ونشر الخوري (بولس السمعاني الماروني) نفح الياسميتن في نادرة فلسطين في سيرة الراهبة يسوع مصلوب بواردي. وللخوري (لويس الحازن) مقالات عديدة في مجلة كوكب البرية وفي جريدة الأرز. وعرب الخوري (يوسف الحداد) رواية آرثور دوق بريطانية التمثيلية. ونشر الخوري (يوسف ميلاد الحائك) كتاب الكاثوليكي العامل. وكل يعرف زجليات الخوري (سمعان الفغالي) الدينية والأدبية. وكان قبل كهنوته نشر شمس المعنى في ثلاثة أجزاء. وللخوري (يوسف فياض) السحر الحلال والماء الزلال مقالات بليغة. ونشر الخوري (جبرائيل قرقماز) في فيلادلفيا القول الصحيح في دين المسيح. وعني الخوري (فرنسيس نجم) بتعريب رواية شهيد الدين وإبطال المروءة. ومنذ العام 1926 يتحفنا صاحب المجلة السورية حضرة (الخوري بولس قرأالي) بمقالات تاريخية وأثرية نادرة. ونشر الخوري (الياس الزيناتي) قوانين المجمع اللبناني بعد جمعها وترتيبها. وللخوري (جرجس عزيز الجزيني): قسطاس المزامير أناشيد الكنيسة المارونية. وللخوري (جرجس السبعلاني) نظر في وصف مالطة وتاريخها وقراءة لعتها. وللخوري (بطرس خويري) الرحلة السورية في الحرب العمومية. وللخوري (لويس جبر) الكلام المستفاد في سيادة المطران يوحنا مراد. ووصف الخوري. (منصور اسطفان) شهامة ملك سويني اللورد محافظ كورك. ونشر الخوري (نعمة الله الأسمر) نظم كليلة ودمنة لابن الهبارية. وعرب الخوري (يوحنا رزق) كتاب الجلاء المسيحي. وألف البرديوط الخوري (داود أسعد) مقالته الجميلة في البابا ورومية.

كتبة الروم الكاثوليك الملكيين

اشتهر (الروم الكاثوليك) بانصبابهم على درس اللغة العربية منذ القرن الثامن عشر. وهم لا يزالون في الوقت الحاضر رافعي لواء الآداب العربية سواء كانوا في مصاف الأكليروس أو في العيشة العالمية. فمن أحبارهم السيد (باسيليوس قطان ق. ب) رئيس أساقفة بيروت نشر في مجلات رومية ثم في مجلة صوت الحق عدة مقالات تاريخية وأدبية وطقسية وقد باشر سيادته أخراً بنشر مجلة هي لسان حال طائفته الكريمة. وللسيد (نيقولاوس القاضي) رئيس أساقفة بصري وحوران رحلتان إلى جبل الدروز. وللسيد (غريغوريوس حجار ب. م) أسقف عكا مناشير ومقالات شتى في مجلة المسرة. وللسيد (يوسف الصائغ) رئيس أساقفة صور كتاب دعاة الضلال وهو بحث انتقادي اجتماعي ثم مقالات واسعة في مجلة المسرة. ولمطران اللاذقية السيد (أنطون فرج) النشرات الصادقة وتعريب الرواية في ظلمات القصر الشمالي والتربية الطقسية. وألف السيد (بولس أبي مراد ب. م) النائب البطريركي في القدس الشريف كتاب البرهان السديد في خلود النفس.

وقد اشتهر بين كتبتهم (الآباء البولسيون). فإن مجلتهم المسرة طافحة بالمقالات الحسنة المتينة بأقلام الآباء (بولس الأشقر) و (إندراوس الياس) و (أنطون حبيب) و (جرجي جنن) مؤلف مغالط الكتاب ومناهج الصواب وقد فقدوا قبل سنتين الطيب الذكر الأب (بولس سيور) ذا المآثر العديدة.

ولكثير من كهنتهم العالميين تآليف مشكورة. فإن لحضرة الخوري (ميخائيل ألوف) كتاب ترجمة أم الله البتول العظيمة. وللاكسرخوس (يوحنا الحداد) نخبة النخب وجداول تاريخية وإحصائية نشرها في أميركا. وللخوري (دانيال شريم) الرزنامة الدائمة. وللارشمندريت (ميشال عساف) رسائل ومكاتبات ومقالات ورحل غاية في الحسن كتبها من مصر وأميركة ومن وراء عبر الأردن. وللخوري (يواكيم اسطفان) رواية كرستوف كولمب. وللخوري (تاوفانس شار) روايات ومقالات مختلفة في المسرة. وفيها أيضاً كتب الأرشمندريت (باسيليوس حجار) والخوري (جبرائيل ربّاط) والخوري (يوحنا الهندي). ولحضرة (الخوري بولس سلمان) دروس ممتعة نشرت في المشرق عن عرب البلقاء وما وراء الأردن وصف فيها أحوالهم الاجتماعية من دين وقضاء ولغة كلها مبهجة مؤثرة.

وقد جارى فضلاء رهبانهم كهنتهم العالميين. فمن (الرهبانية المخلصية) نال السبق بتآليفه حضرة الخوري (قسطنطين باشا) نذكر منها بحثه الانتقادي في أصل الروم الملكيين. ولمحه التاريخية في الرهبانية المخلصية وفي أعمالها في خلال الحرب وفي أحوال طائفة الروم الملكية للطيب الذكر مكسيموس مظلوم ومحارتيه في تاريخ مدرسة دير المخلص تذكاراً لمائة سنة منذ تأسيسها. ومن منشوراته دفع الهمم لأيليا الصوباوي وميامر ثاوذورس أبي قرة مع ترجمة ميمر منها إلى الافرنسية ويسرة مؤلفها. وكتاب الكهنوت للقديس يوحنا فم الذهب وسيرة القديس يوحنا الدمشقي ومذكرات تاريخية في ثورة الشام وحوران ولبنان في عهد إبراهيم باشا ومعالم الكتابة ومغانم الإصابة لعلي بن شيث ونخبة من سفرة البطريرك مكاريوس الحلبي. وعرب عن الفرنساوية كتاب العفة وبهجتها ورواية فتاة الإسكندرية هذا فضلاً عما نشره من المقالات في مجلات الضياء والمشرق والمسرة والآثار والمجمع العلمي الدمشقي وفي بعض المجلات الافرنسية.

وجاراه في الكتابة أخوه في الرهبانية حضرة الخوري (نقولا أبي هنا) فمن آثار قلمه رواية تنصر الملك كلوفيس. ومنظومته البديعة في وصف الحرب وويلاتها وانتصار دول الحلفاء في 360 بيتاً تحت عنوان (وقفة بين الماضي والحاضر) وله في المسرة والمشرق وبعض الجرائد كالبشير والوطن وقصائد ومقالات شتى منها في المسرة مخمسة في تذكار المائة الثالثة عشرة لتحرير الكنيسة على يد قسطنسيطن الكبير. ومنهم أيضاً الخوري (بطرس أبو زيد) معرب كتاب العفاف للأب غيتون اليسوعس وناشر مقالات مختلفة في المسرة. والأرشمندريت (جبرائيل نبعة) صاحب رسالة مستفيضة تذكاراً للمائة الثانية لقيامة دير المخلص. والأب (ألكسيوس شتوي) الذي عرب عن اليونانية كتاب خدمة القداس واستشهاد القديس بوليكربوس. والخوري (فيليمون كاتب) معرب رواية آدم وحواء وناشر كتاب زجر النفس. والخوري (يواكيم القرداحي) مؤلف رواية تمثيلية أدبية في عواقب العشق الرديئة مع بعض المقالات في المسرة. وبين الرهبان الروم (الكاثوليك الحنّاويين) اشتهر بالكتابة حضرة الخوري (برنردوس غصن) له كتاب في تربية الولد والمدرسة حرر نحو سنتين مجلة صوت الحق فضمنها مقالات بليغة في الدين والأدب والتاريخ وفي تفنيد آراء بعض الملحدين. ولشقيقه الخوري (اكلمنضوس غصن) مقالات في تلك المجلة. وللخوري (فلابيونوس كفوري) لمحة تاريخية من مجامع الروم الكاثوليك مع مقالات أخرى في المسرة. وفي صوت الحق. وكذلك الارشمندريت (ألكسيوس كاتب) مطبوعات تاريخية في طائفة الروم الملكية.


ومن الرهبان (الروم الملكيين الحلبيين) الخوري (لاونديوس كازي) نشر خطاباً للقديس باسيليوس. وأثراً قديماً للقديس يوحنا فم الذهب. والخوري (دميانوس شبارخ) مدير المدرسة البطريركية نشر عدة مقالات في مجلة المسرة.


نضيف إلى السابقين بين الروم الأورثذكس سيادة المطران (جراسيموس مسرة) مؤلف كتاب تاريخ الشقاق وبعض كتب طقسية وجدلية. كتب في جريدتي المحبة والهدية والخوري (يوحنا حزبون) اشتغل في التأليف فنشر كتباً حسنة كالطرفة الشهية في انتصار الإنجيل على الأضاليل الوثنية وبهجة الفؤاد في تفسير أناجيل الآحاد في جزأين وكتاب تفسير الرسائل وكنز النفائس في اتحاد الكنائس وتاج العروس في تاريخ الشهيد جاورجيوس والرسالة البهية في الكرازة الإنجيلية. (والخوري (عيسى أسعد) صاحب الطرفة النقية من تاريخ الكنيسة المسيحية (راجع المشرق 22 (1924): 401 - 412) والماسونية بقلم أحد العارفين (كذا). والشماس (ثيودورس) مطلق الناصري الحمامة البيضاء في عجائب سيدتنا العذراء. وللشماس (توما دوبو) تعريب خطبة بوسويه في ظفر الصليب وخطبة فنيلون في ظلم العالم لأهل الخير. وللأرشميندريت (ايليا ديب) مؤسس الجلاس بمفاخر العباس. وللأرشمندريت (يوسف أبي طير) خلاصة الأبحاث في علم الميراث.

السريان الكاثوليك

يسير في مقدمة إكليروسهم في تعزيز الآداب غبطة بطريركهم (أغناطيوس أفرام الثاني الرحماني) بوفرة منشوراته الجليلة في السريانية والعربية واللغات الأوربية. فمن آثار غبطته في العربية كتابه النفيس المباحث الجليلة في الليتورجيات الشرقية والمنارة اللبنانية في الطقوس والرتب والعوائد الدينية في الكنيسة الإنطاكية وقد نشر في مجلة الآثار الشرقية عدة مقالات تاريخية وأثرية أطرأها العارفون مدارها على الممالك الآثورية والبطريركية الإنطاكية وغيرها. وللحبر السيد (غريغوريوس بطرس هيرا) رئيس أساقفة دمشق تعريبه لتأملات الخوري هامون لكل أيام السنة.

أما كهنة السريان ذوو المآثر الكتابية فمنهم الخورفسقفوس (جرجس شلحت) له نخبة من أمثال فنيلون عربها نثراً ونظماً وكتاب النجوى في الصناعة والعلم والدين ثم الكون والمعبد ونشره في مجلة المشرق. وحبك الدراري أو حسن النظام والسلوك ومديحه لمار أفرام كنارة الروح القدس وقلادة الذهب في فرنسة والعرب والشكوى أو محاورة الحكيم ومناجاة الأرواح. ومنهم الخوري (جرجي عبد الأحد) نشر كتاب المسلك الحميد من مريم العذراء إلى يسوع المجيد والكتب الكنبيسية في السيرة القدسية في سنة أجزاء وله نشرة الأحد وهذه سنتها الرابعة لصدورها في بغداد.

وأغزر منها مادة حضرة القس (اسحق أرملة) فإن تآليفه كلها تشهد له بطول الباع في تاريخ طائفته وعاداتها وطقوسها ولغتها مع وقوفه على أحوال الوطن. فمن ذلك كتابه الزهرة الزكية في البطريركية السريانية الإنطاكية واللمحة التاريخية في أديار ماردين القديمة وتاريخ السريان في القطر المصري وسياحة في طور عبدين وسلسلة بطاركة السريان وجثالقة المشرق ومفارنة السريان والطائفة السريانية والقنصلية الفرنساوية في بغداد والقصارى في نكبات النصارى. والرجعة تفنيد الردعة للراهب أفرام برصوم. ثم عدة كتب في درس اللغة السريانية كالأصول الابتدائية في اللغة السريانية وقواعد اللغة السريانية ومبادئ القراءة والترجمة في اللغة السريانية ورغبة الأحداث وتراجم كثيرين من مشاهير السريان في المشرق. ومن كهنة السريان ذوي الآثار الكتابية القس (روفائيل جبري) ألف مختصراً من التواريخ المقدسة لإفادة الصغار ثم سلم العبادة. والقس (جرجي صقال) الرد الصريح على تشنيع سليم جقي القبيح. وللقس (بولس سباط) كتاب المشرع مع أوصاف مختلفة لمخطوطات مكتبته الخاصة. ونشر القس (حنا الرحماني) رواية غفران الأمير والقس (يوسف ربّاني) رواية الكونت والمركيز والدوك المحتالين. وأولع القس (يوسف ربّاط) بنشر العبادة لسيدة بومباي فنشر تساعيها ودليل المشتركين فيها. ونشر القس (جبرائيل بخاش) أنودة العرس في الشهباء. والخوري (جرجس ابرهمشا) نشر عدة مقالات في مجلة الآثار الشرقية ومثله الخوري (جرجس ستيته). ولولا عدول الدكتور (لويس صابونجي) عن دينه لذكرناه هنا: وقد ذكرنا سابقاً ديوانه شعر النحلة. وللكاهن اليعقوبي (أفرام برصوم) تاريخ دير الزعفران.

الأكليروس الكلداني الكاثوليكي

للحبر الجليل (بطرس عزيز) مطران سلمست تآليف مفيدة فإنه نشر تقويماً قديماً للكنيسة الكلدانية النسطورية وردعاً للوقاحات البروتستانية ومقالات لاهوتية وتاريخية في مجلة المشرق. ونشر السيد (يعقوب أوجين منا) دليل الراغبين في لغة الآراميين ثم المروج النزهية في آداب اللغة السريانية (جزءان) وطبع المطران (ارميا مقدسي) نحو اللغة السريانية للسريان والخوري (باسيل بشوري) نشر عدة مقالات في نشرة الأحد ومقالة في المطهر في المشرق. وطبع القس (سليمان صائغ) الجزء الأول من تاريخ الموصل. وللقس (يوسف كوكي) المنتخبات الطقسية وردود على مقالات ماسونية. واختصر القس (يوسف تفنكجي) حالة الكنيسة الكلدانية حاضراً وهيئتها النظامية. ومن كهنة الكلدان القس (ألفنس منجنه) الذي عدل إلى البروتستانية وقد نشر بعض الآثار الكلدانية والعربية مما ارتاب في صحته العلماء. ونشر القس (منصور قرياقوس) المجلة الآشورية الكلدانية.

الأرمن الكاثوليك

منهم الخوري (ميخائيل قديد) نشر حياة القديس غريغوريوس المنور وترجمة الكاهن الشهيد غوميداس. وعرّب حضرة الأب (سوكياس جريان) سنين عديدة مطبوخ الأرمن. وللقس (بولس قوشاقبجي) كتاب يومية المسيحي وحرر جريدة الكلمة. وللقس (كر كور الأرمني) كتاب ليترجية القداس على حسب القطس الأرمني.

ومما نعرفه (للكهنة الأقباط) متفرقات في المذهب البروتستاني وتاريخهم وفي السلطة البابوية للخوري (أثناسيوس سبع الليل). ورد الثلاثة والأربعين سهم في نحر البراموسي العليل بالجدال والوهم للمنسنيور (فرنسيس قزمان). فترى من هذا الجدول الطويل ما للاكليروس الشرقي الكاثوليكي من الخدم الجليلة التي يؤديها للغة العربية بمنشوراته العديدة في كل فنون الكتابة. فلا ينكر أنه من أنصار لغتنا في كل أنحاء الشام ومصر والعراق والجزيرة.

المرسلون اللاتينيون

لم يقتصر المرسلون همتهم على الخدم الروحية التي يؤدونها للبلاد التي يحتلونها. فإنهم كثيراً ما يهتمون بكل ما من شأنه أن يساعد على ترقية تلك المواطن في العلوم والآداب كما رويناه سابقاً. وهانحن نلحق بذكر الأكليروس الشرقي العالمي والقانوني المرسلين الذي يسعون حاضراً سعياً مشكوراً في نشر الآداب العربية. لهم فيها منشورات وخدمات شتى نذكرهم على ترتيب حروف المعجم.

(الدومنيكيون) أدّت مطبعتهم الموصلية خدماً جليلة للآداب العربية إلى أن قضت عليها آفات الحرب ولم يتمكنوا حتى الآن من استئناف أشغالها. وبين أساتذتهم في المدرسة الكتابية في القدس الشريف آباء يتقنون اللغة العربية ويلقون فيها الدروس المختلفة كالأب (يوحنا دومط) ثم الأب (أوغسطينوس مرمرجي البغدادي) كاتب نوابغ في المشرق (18 (1920): 366) وقد عني مرسلوهم بالآثار العربية والسياحية في جزيرة العرب. فالأبوان (جوسن وسافنياك) نشر أخبار سياحتيهما العلميتين بين العرب في مدائن صالح وإلى العلى في تيماء وحرة تبوك. ووصف الأب جوسن عادات العرب في مؤاب في كتاب ضخم سنة 1908 (السالزيان) معظم اهتمامهم بالصنعة والأيتام. نشر أحدهم (الأب يوحنا النحاس السالزي) حياة الأب أنطون بلوني مؤسس مدارس الأيتام في فلسطين. (الصعوديون) لهم منشورات عديدة في كل معارف الشرق وتواريخه المسيحية. أخصها مجلة (أصداء الشرق) الحافلة بالمقالات الجليلة عن الكنائس الشرقية وتراجم رجالها وتعريف سائر شؤونها. ولهم نشرة خاصة عن أورشليم ودليل الأراضي المقدسة. ومن تآليفهم الممتعة كتاب الأب (مرتينوس جوجي) في الكنائس الشرقية والطقوس الشرقية الذي ظهرت أخراً طبعته الثانية. وله كتاب (اللاهوت النظري للمسيحيين الشرقيين) طبع في باريس السنة الماضية 1916. ولهم دليل فلسطين.

(الفرير) منذ حل أخوة المدارس المسيحية إرجاءنا لم يهملوا تدريس العربية. فنشر منهم (الأخ بلاج) في مصر عدة كتب مدرسية كبحر الآداب وسفينة النجاة. وقد توفي حديثاً الأخ (ساروفيم فيكتور) الماروني رشيد عطا الله مؤلف تاريخ الآداب العربية الذي سبق لنا وصف طبعته. وله مجموع مقالات أدبية ودينية وقد عرب روايات فكاهية وتمثيلية نشرت جريدة البشير بعضها وله مجموع مقالات أدبية ودينية وقد عرب روايات فكاهية وتمثيلية نشرت جريدة البشير بعضها وله ديوان شعر دونك مثالاً منه مما قاله في شوقه إلى وطنه:  

يا ربوعَ الشام لا زال الـهـنـا

 

شاملاً أهليكِ طُـرّاً لـلـدوامْ

لسواكِ القلب لم يعـرف هـوىً

 

وهون الأوطان ما فيهِ مـلامْ

لن تزالـي فـي فـؤادي أبـداً

 

في فمي ذكرك أشهى من مُدامْ

أنـتِ فـردوسُ نـعــيمٍ دائمٍ

 

تِرْبُك العنَبرُ في رباًّ الـخـزامْ

نسماتٌ منك تحيي مهـجـتـي

 

ماؤك العذبُ شفاءٌ للـسـقـامْ

هل إلى لبنان لـي مـن عـودةٍ

 

فترى عيناني هاتـيك الأكـامْ

أن يشأ يجمعْ إلهي شمـلـكـم

 

وبَمرْآكم يبلّغـنـي الـمـرامْ

وإذا بالـبُـعْـد يقـضـي أبـداً

 

فعليكم وعلى الشام الـسـلامْ

ولغيرهما أيضاً فصول ومقالات نشرت في المجلات والجرائد الوطنية تدل على عناية الفرير باللغة الوطنية.

(الفرنسيسيون) ضارعوا الآباء الدومنيكان في خدمة الآداب العربية فإن مطبعتهم القدسية في فلسطين تعتبر كلسان حال رهبنتهم لنشر المطبوعات التقوية والمدرسية والأدبية. ومما نشره هناك الأب (لاونردس النحو الطرابلسي) مناط الرغائب في تاريخ قديس العجائب مار أنطونيوس البادوي وعرب قبله سيرة القديس فرنسيس الأسيزي للقديس بوناونتوا. وللأب (كميل مارون) الحلبي منهاج الخشوع في حب يسوع ومفتاح الفلاح في تقديس الأرواح. ونشر الأب (يواكيم الدعبول الناصري) ضياء الألباب في علم الحساب ونشر غيره مهد الأدب لولد العرب. وللأب (برنباي ميسترمان) وصف الأراضي المقدسة. منه مختصر السير السليم في يافا ورملة أورشليم. ووصف دار ولاية بيلاطوس وقبر العذراء في أورشليم وجبل الطور.

(الكبوشيون) ينشر حضرة الأب (يعقوب حداد الغزيري) مجلته التقوية المعنونة صديق العائلة. ومن مطبوعاتهم الشرق الكاثوليكي ظهر أولاً سنة 1915. ومنهم الأب (جبرائيل ماريا كنيدر) الحلبي أستاذ العربية في المدرسة العمومية الرسالات الإيطالية الخارجية في بالرمو نشر في مطبعتنا الكاثوليكية سنة 1902 غراماطيق اللغة العربية لفائدة الإيطاليين.

(الكرمليون) نعرف منهم حضرة الأب (أنستاس الكرملي) صاحب مجلة لغة العرب التي ظهرت سنة 1911 له في العشر السنين الأولى من المشرق وفي مجلات أخرى عدة مقالات باسم حضرته صريحاً أو تحت أسماء مستعارة. ومن تآليفه التعبد لقلب يسوع طفل براغ وغير ذلك. (اللعازريون) تعددت منشورات حضرة الأب (يوسف علوان اللعازري) منها روحية كنشرته نزاع السيد المسيح والجسمانية وكتاب أخوية النزاع الإلهي وكتاب أخوية الملائكة الحراس وكتاب أخوية بنات مريم. ومنها تاريخية كالدر المختار في نظم حياة الشهيد بربوار وحياة الطوباوي راجيس كله الشهيد اللعازري والمثال الصحيح لكاهن المسيح في حياة القديس خوري ارس وحياة القديسة جان درك وتاريخ فردريك اوزنام ونبذة تاريخية في ظهور الأيقونة العجائبية وتاريخ مدرسة عين طورا في (المشرق). ومنها مدرسية كفرائد المجاني وفرائد الأمثال الجليلة ومختصر بحث المطالب ومختصر الصرف والنحو ومرقاة المترجم في اللغتين الفرنسية والعربية (أربعة أجزاء) ومنها تعريبات كتعريب مبادئ التعليم المسيحي للبابا بيوس العاشر والتعليم الصغير لقداسته وتعريب الكتاب المقدس ليوستينوس كنيخت وتعريب أخوية الحرس الشرفي لقلب يسوع الأقدس - ولحضرة الأب (قيصر الخوري) كتاب دروس في الديانة المسيحية ظهر بالفرنسوية وسيظهر في العربية تقريباً. (اليسوعيون) عنيت الرهبانية اليسوعية بتعزيز لغة سورية الوطنية عنايتها بكل لغات الأمم التي ترسل إلى تبشيرها. وفي الحاضرة لعشرة من اليسوعيين الأحياء تآليف تشهد على غيرة رهبانيتهم في تعزيز العربية. وقد وجدوا في مطبعتهم الكاثوليكية معيناً كبيراً قرّب إليهم العمل فدونك أسماءهم بالترتيب. الأب (شرل أبيلا) له رواية ابن وائل ومقالات لاهوتية في الوحي نشرها في المشرق مع بعض آثار السيد فرحات. الأب (خليل أدّه) نشر كتاباً في مبادئ القراءة العربية وطبعة جديدة لكتاب المرحوم جبرائيل أدّه القواعد الجليلة في علم العربية والعلم الصحيح في حياة السيد المسيح ومقالات ممتعة في المشرق منها فلسفية ومنها اجتماعية ومنها انتقادية خص منها بالذكر أصول البلاغة عند العرب وفي الشعر العربي ثم انتقاده النفيس لتعريب الإلياذة. الأب (فردينان توتل) وصف سياحاته الرسولية في جهات حيفا وفي حوران وكتب مقالات شتى في المشرق وفي رسالة القربان. الأب (الياس جبارة) كتب في حالة الكنيسة الانكليكانية ونشر كتاب صلوات ورياضات وأناشيد روحية وله بعض المنظومات في المشرق. الأب (لويس شيخو) مدير مجلة المشرق. له مصنفات مختلفة منها دينية ولاهوتية كالبرهان الصريح في لاهوت السيد المسيح ومجموعة مقالات دينية لقدماء كتبة النصرانية. وتراجم بعض القديسين كالقديس يوحنا الدمشقي والقديس بطرس كانيزيوس والطوبوي بلرمينوس وأولياء الله في لبنان والتعبد لطفولية السيد المسيح. ومنها جدالية كالأناجيل القانونية وأناجيل الزور ومحاورات جدالية وردود مختلفة على التنير والمجلات الوطنية وكشف أسرار الشيعة الماسونية. ومنها فلسفية كمجموعة مقالات فلسفية لقدماء الفلاسفة ومقالات في النفس والضمير والتساهل الديني والألفاظ السحرية. ومنها كتابية في شرح مشاكل واردة في الأسفار المقدسة وتفنيد آراء فاسدة فيها. ومنها تاريخية كبيروت: أخبارها وآثارها وكتاريخ جزيرة العرب حاضراً. وتاريخ الحرب الكونية وتاريخ النصرانية وآدابها في عهد الجاهلية وتاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر وفي الربع الأول من القرن العشرين والمخطوطات العربية لكتبة النصرانية. وتاريخ أساقفة طور سينا. وتاريخ الطباعة في الشام وفلسطين والعراق ووصف مخطوطات المكتبة الشرقية (خمسة أجزاء) وتاريخ الرهبانية اليسوعية والطائفة المارونية وتاريخ النهضة الأدبية في حلب وتاريخ القصادة الرسولية في الشام وابن العبري: تاريخه وآثاره. ونشر من التواريخ تاريخ بيروت وأمراء الغرب لصالح بن يحيى وتاريخ شاكر بن الراهب وتاريخ سعيد بن بطريق مع ملحقه لسعيد بن يحيى الإنطاكي وتاريخ محبوب المنبجي وتاريخ طبقات الأمم لأبي القاسم صاعد الأندلسي وتاريخ حوادث لبنان ودمشق سنة 1860. وله في اللغة كتاب نزهة الطرف في مختصر الصرف والوسائل لترقية اللغة العربية واللغة العامية بازاء اللغة الفصيحة. ونشر من كتب اللغة: الألفاظ الكتابية للهمذاني وفقه اللغة للثعالبي وتهذيب الألفاظ لابن السكيت وكتاب الكتاب لابن درستويه. والبلغة في شذور اللغة وغراماطيق عربي في اللاتينية مع منتخبات ومعجم. وفي الأدبيات الشعرية كتاب شعراء النصرانية في عهد الجاهلية ثم بعد الإسلام ونشر دواوين الخنساء والخرنق والسمؤل والمتلمس وسلامة بن جندل وأبي العتاهية ومراثي شواعر العرب وحماسة البحتري. وله في الأدبيات النثرية والمنتخبات ترقية القارئ ومرقاة المجاني ومجاني الأدب مع شروحه وأطرب الشعر وأطيب النثر والأحداث الكتابية والتشابيه النصرانية في شعراء الجاهلية وأطيب الفكاهات في أربع روايات وروضة الأحداث في أطايب الأحداث. ونشر منها كليلة ودمنة عن أقدم نسخة مؤرخة وكتاب فضائل الكلاب لابن المرزبان وقانون وزارة بني عثمان أصاف نامه. وله أسفار وسياحات شتى كسفره من بيروت إلى الهند وأسفاره وإلى حمص وحماة وحلب ودمشق وجبيل مع ذكر آثار كل مدينة. وكتب فنية كمقالة الضوء لأرسطو والآلات المنغمة لمورستوس والآلات المزمرة لبني موسى والمكحلة للصقلي. وللأب (أنطون صالحاني) مدير البشير سابقاً من المطبوعات النفيسة ما قدرها العلماء قدرها مباشرة بنشره لتاريخ ابن العبري ثم تصحيحه لكتاب ألف ليلة وليلة مع إضافته إليها طرائف وفكاهات في أربع حكايات. وقد عشق شعر الأخطل فنشر أولا ديوانه عن نسخة بطرسبرج ثم ألحقها بنسختي بغداد واليمن مع شروح وروايات وتصحيحات في ثلاثة أجزاء وملحق عنوانه الشذر الذهبي على شعر الأخطل التغلبي. ونشر نقائض الأخطل وجرير عن نسخة الأستانة مع تعليقات مهمة. وله في جزأين منتخبات عن كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني كرر طبعها مرارا وذيلها بالحواشي اللغوية والتاريخية. وطبع له في مصر ملحوظات دقيقة على كتاب التنبيه لأبي عبيد البكري. ومن منشوراته اللاهوتية والدينية. شروحه على آيات الأناجيل الأربعة وكتابه الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة ضمنه مقالات متفرقة سبق له نشرها في جريدة البشير أو في مجلة المشرق. وله مقالات أخرى كردوده على المقتطف قبل الولادة وبعد الموت وغير ذلك وله مقالة واسعة في كتاب لبنان عن جغرافية لبنان الطبيعية والإدارية ومن تأليفه كتاب شهر قلب يسوع لفائدة العمال ورتبة درب الصليب والكنز الروحي وإصلاح التعليم المسيحي الصغير. وللأب (لويس معلوف) مدير البشير منذ السنة 1905 معجمه البديع المنجد الذي اتسع في مواده وصوره وأشكاله في طبعته الجديدة وأضاف إليها مجموعاً واسعاً من الأمثال ونشر عدة سنين تقويم البشير وكتاب حوادث الشام ولبنان لمخائيل الدمشقي عن نسخة لندن. ومن منشوراته في المشرق كتاب السياسة لابن سينا ومقالة آليا مطران نصيبين في تعاليم الآخرة وأقدم أثر نصراني لأبي قرة وفصول عديدة في البشير الأب (سليمان غانم) مدير البشير عدة سنين ألف كتاب طغمة يسوع والباباوات وكشف عن معميات الشيعة الماسونية ورد على المقتطف في تأييده لمذهب النشوء والارتقاء. وجمع في كتاب شهادات آباء الكنيسة الشرقية وطقوسها في الرئاسة البطرسية. وقد نشرنا له في المشرق مجموعة من أمثال عكار ومن عادات أهل دمشق الأب (روفائيل نخلة) مدير رسالة قلب يسوع له فيها فصول عديدة نثرية وشعرية دينية وتاريخية واجتماعية. وقد نشر في المشرق مقالات حسنة لا سيما في العلوم الفلكية والطبيعية والكيموية والاختراعات الحديثة كالمدافع البعيدة المرمى وعجائب التلفون اللاسلكي والتصوير. وقد عرب عن الروسية والفارسية مقالات أخرىهذا وللآباء اليسوعيين المستشرقين خدم أخرى في نشر المعلومات الشرقية لهم في ذلك مجموعة جليلة دعوها بمجموعة آثار المكتب الشرقي (Melanges de la Faculte Orientale) وهي تدعى اليوم مجموعة كلية القديس يوسف (Melanges de Puniversite St - Joseph) قد بلغت اليوم مجلدها الثاني عشر. فكتبتها قد استحقوا ثناء أكبر علماء العالمين وفي مقدمتهم الأب (هنري لامنس) مدير البشير سابقاً ألف كتاب الفروق والألفاظ الفرنسوية المنقولة عن العربية وكتاب الترجمة العربية والفرنساوية وزين المشرق بمقالات واسعة أثرية وتاريخية واجتماعية كتسريح الأبصار في ما يحتويه لبنان من الآثار وكرواية حبيس بحيرة قدس وفراغريفون ولبنان وملحوظات على جغرافية لبنان ومقالات أخرى ثم نشر بالإفرنسية تاريخ معاوية ويزيد ابن معاوية وتاريخ فاطمة ابنة محمد وتاريخ مكة قبل الإسلام وتاريخ الطائف وتاريخ سورية في جزأين وخلاصة الإسلام ومقالات عديدة في أكبر مجلات أوربة كمجلة العالمين ومجلة المباحث ومجلات مصر العلمية. ومنهم حضرة الأب (سبستيان ونزفال) الذي روى تاريخ زينب ملكة تدمر مع ما ثبت من أخبارها وآثارها. وله مقالات أثرية في العاديات الشرقية والفينيقية والتدمرية لا تكاد تحصى جارى فيها أساطين العلوم الأثرية وقد اكتشف هو ببحثه الخاص وسياحاته قسما صالحاً من تلك الآثار فأحسن وصفها. ومنهم حضرة الأب (رينه موترد) مدير مجلة مجموعة القديس يوسف. وهو اليوم من أفراد العلماء الأثرية الشرقية لا سيما اليونانية واللاتينية وقد نشر فيها عدة مقالات مستحسنة في المشرق وفي مجلة (Syria) وغيرهما. وخدم الأب (لويس جلابرت) الآداب الشرقية بأبحاثه التي نشرها في المشرق عن آثار بلاد الشام واختصر تاريخ الكنيسة السورية في روايته الجميلة يمين العلي ومعظم كتاباته اليوم في باريس عن أحوال الشرق والانتداب الفرنسوي في الشام. وبحث (الأب ألكسيس مالون) عن آثار مصر وتاريخ الأزهر ومآثر الأقباط التاريخية والطقسية وله غراماطيق اللغة القبطية في اللغة الفرنسوية. وعني الأب (غودفريد زموفن) بجيولوجية لبنان وعلم طبقاته الأرضية وآثار النصرانية. ونشر الأب (ألبرتوس فكاري) غراماطيقياً عربياً لفائدة أهل طرابلس الغرب مع عدة مقالات كتابية وأثرية. وتجول الأب (لادسلاس شيبلنسكي) (الذي نعي إلينا في الأسبوع الماضي) في أنحاء فلسطين وعيون موسى وجزيرة سينا فوصفها. وعنها كتب أيضاً الأب (بوناو نتوره أوباخ) الراهب البندكتي خريج مكتبنا الشرقي. ويقوم بأعباء مرصد كساره الآباء (برلوتي وكومبيه وهران). وللأب (بولس بيترس) البولندي البلجكي مطبوعات جديدة في الشرق النصراني وتراجم قديسين كثيرين منها بالعربية والسريانية والأرمنية نشرها في مجلة الآباء البولنديين في بروكسل وفي المشرق وفي مجموعة آثار كلية القديس يوسف. ونشر الأب (أدمون بوور) انتقاداً على شعر أمية ابن أبي الصلت ومقالات في القرآن والدين الإسلامي في الإنكليزية.
ونشر الأب (ماريوس شان) غراماطيق اللغة الحبشية وآثاراً أدبية للحبش. وللأب (بولس جوون) مقالات جليلة في آثار حمص وجبل سمعان وفي اللغات السامية لا سيما العبرانية هذا مجمل أعمال اليسوعيين المرسلين الذين في قيد الحياة. وفيها شاهد حي على همتهم بالآداب الشرقية والوطنية ولا سيما العربية ومن مجمل هذا الفصل المنبئ بنشاط الأكليروس سواء كان من رؤساء الكنائس الشرقية وأحبارها أم من كهنته العالميين أو من رهبانه الوطنيين أو من المرسلين المنتمين إلى الرهبانيات اللاتينية يتقرر ما طالما ثبت بالاختبار أن الكنيسة تخدم العلوم خدمتها للدين والأدب وأن الكاهن بموجب دعوته قد عهد إليه صيانة كنز العلوم كما قال النبي ملاخي (7:2): (إن شفتي الكاهن تحفظان العلم ومن فيه يطلبون الشريعة إذ هو ملاك رب الجنود) وللأكليروس فضل آخر تخريجه لألوف مؤلفة من الناشئة الذين أخذوا عن أساتذتهم في مدارسهم الدينية حبهم للغتهم الوطنية فنبغ بينهم كثيرون وأصبحوا في الوطن والمهجر ومن حملة الأقلام كما سترى.