الجزء الأول - كتاب الجمانة في الوفود - وفود حسان بن ثابت على النعمان بن المنذر

وفود حسان بن ثابت على النعمان بن المنذر

قال‏:‏ وفد حسان بن ثابت على النعمان بن المنذر قال‏:‏ فلقيت رجلاً ببعض الطريق فقال لي‏:‏ أين تريد قلت‏:‏ هذا الملك قال‏:‏ فإنك إذا جئته متروك شهراً ثم تترك شهراً آخراً ثم عسى أن يأذن لك فإن أنت خلوت به وأعجبته فأنت مصيب منه خيراً وإن رأيت أبا أمامة النابغة فاظغن فإنه لا شيء لك‏.‏

قال‏:‏ فقدمت عليه ففعل بي ما قال‏:‏ ثم خلوت به وأصبت مالاً كثيراً ونادمته‏.‏

فبينما أنا معه إذا رجل يرتجز حول القبة ويقول‏:‏ أنام أم يسمح رب القبة يا أوهب الناس لعنس صلبه ضرابة بالمشفر الأذبة ذات نجاء في يديها جذبه فقال النعمان‏:‏ أبو أمامة‏!‏ ائذنوا له‏.‏

فدخل فحياه وشرب معه ووردت النعم السود ولم يكن لأحد من العرب بعير أسود غيره ولا يفتحل أحد فحلاً أسود‏.‏

فاستأذنه النابغة في الإنشاد فأذن له فأنشده قصيدته التي يقول فيها‏:‏ فأمر له بمائة ناقة من الإبل السود برعاتها‏.‏

فما حسدت أحداً قط حسدي له في شعره وجزيل عطائه‏.‏