الجزء الأول - كتاب الجمانة في الوفود - وفود النخع على النبي

 وفود النخع على النبي

قدم أبو عمرو النخعي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إني رأيت في طريقي هذه رؤيا رأيت أتاناً تركتها في الحي ولدت جدياً أسفع أحوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل لك من أمة تركتها مصرة حملاً قال‏:‏ نعم تركت أمة لي أظنها قد حملت قال‏:‏ فقد ولدت غلاماً وهو ابنك قال‏:‏ فما له أسفع أحوى قال‏:‏ ادن مني فدنا منه‏.‏

فقال‏:‏ هل بك برص تكتمه قال‏:‏ نعم والذي بعثك بالحق نبياً ما رآه مخلوق ولا علم به قال‏:‏ فهو ذلك‏.‏

قال‏:‏ ورأيت النعمان بن المنذر عليه قرطان ودملجان ومسكتان قال‏:‏ ذلك ملك العرب عاد إلى أفضل زيه وبهجته‏.‏

قال‏:‏ ورأيت عجوزاً شمطاء تخرج من الأرض قال‏:‏ تلك بقية الدنيا‏.‏

قال‏:‏ ورأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو ورأيتها تقول‏:‏ لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم آكلكم أهلككم وما لكم‏.‏

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ تلك فتنة في آخر الزمان‏:‏ قال‏:‏ وما الفتنة يا رسول الله قال‏:‏ يقتل الناس إمامهم ثم يشتجرون اشتجار أطباق الرأس - وخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه - يحسب المسيء أنه محسن ودم المؤمن عند المؤمن أحلى من شرب الماء‏.‏