الجزء الأول - كتاب الجمانة في الوفود - وفود ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم

وفود ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم

وفدت ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم فكتب لهم كتاباً حين أسلموا‏:‏ إن لهم ذمة الله وإن واديهم حرام عضاهه وصيده وظلم فيه وإن ما كان لهم من دين إلى أجل فبلغ أجله فإنه لياط مبرأ من الله ورسوله وإن ما كان لهم من دين في رهن وراء عكاظ فإنه يقضى إلى رأسه ويلاط بعكاظ ولا يؤخر‏.‏

صلى الله عليه وسلم وفد ظبيان بن حداد في سراة مذحج على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ بعد السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والثناء على الله عز وجل بما هو أهله‏:‏ الحمد لله الذي صدع الأرض بالنبات وفتق السماء بالرجع‏.‏

ثم قال‏:‏ نحن قوم من سراة مذحج من يحابر بن مالك‏.‏

ثم قال‏:‏ فتوقلت بنا القلاص من أعالي الحوف ورؤوس الهضاب ترفعها عرر الربا وتخفضها بطنان الرفاق وتلحفها دياحي الدجى‏.‏

ثم قال‏:‏ وسروات الطائف كانت لبني مهلائيل بن قينان غرسوا وديانه وذللوا خشانه ورعوا قريانه‏.‏

ثم ذكر نوحاً حين خرج من السفينة بمن معه قال‏:‏ فكان أكثر بنيه بناتا وأسرعهم نباتا عاد وثمود فرماهم الله بالدمالق وهم الذي خطوا مشاربها وأتوا جداولها وأحيوا غراسها ورفعوا عريشها‏.‏

ثم قال‏:‏ وإن حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها وكهول الناس وأغمارها ورؤوس الملوك وغرارها فكان لهم البيضاء والسوداء وفارس الحمراء والجزية الصفراء فبطروا النعم واستحقوا النقم فضرب الله بعضهم ببعض‏.‏

ثم قال‏:‏ وإن قبائل من الأزد نزلوا على عهد عمرو بن عامر ففتحوا فيها الشرائع وبنوا فيها المصانع واتخذوا الدسائع ثم ترامت مذحج بأسنتها وتنزت بأعنتها فغلب العزيز أذلها وقتل الكثير أقلها‏.‏

ثم قال‏:‏ وكان بنو عمرو بن جذيمة يخبطون عضيدها ويأكلون حصيدها ويرشحون خضيدها‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن نعيم الدنيا أفل وأصغر عند الله من خرء بعيضة ولو عدلت عند الله جناح ذباب لم يكن لكافر منها خلاق ولا لمسلم منها لحاق‏.‏