الجزء الأول - كتاب الجمانة في الوفود - وفود طهفة بن أبي زهير على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفود طهفة بن أبي زهير على رسول الله صلى الله عليه وسلم

لما قدمت وفود العرب على النبي صلى الله عليه وسلم قام طهفة بن أبي زهير فقال‏:‏ يا رسول الله أتيناك من غوري تهامة بأكوار الميس ترمي بنا العيس نستحلب الصبير ونستخلب الخبير ونستعضد البرير ونستخيل الرهام ونستجيل الجهام من أرض غائلة النطاء غليظة الوطاء قد نشف المدهن ويبس الجعئن ومات العسلوج وسقط الأملوج وهلك الهدي ومات الودي‏.‏

برئنا يا رسول الله من الوثن والعنن وما يحدث الزمن لنا دعوة السلام وشريعة الإسلام ما طمى البحر وقام تعار ولنا نعم همل أغفال ما تبص ببلال ووقير كثير الرسل قليل الرسل أصابتها سنية حمراء مؤزلة ليس بها علل ولا نهل‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللهم بارك لهم في محضها ومحضها ومذقها وابعث راعيها في الدثر بيانع الثمر وافجر له الثمد وبارك له في المال والولد من أقام الصلاة كان مسلماً ومن أتى الزكاة كان محسناً ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مخلصاً‏.‏

لكم يا بني نهد ودائع الشرك ووضائع الملك لا تلطط في الزكاة ولا تلحد في الحياة ولا تثاقل عن الصلاة‏.‏

وكتب معه كتاباً على بني نهد‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى بني نهد بن زيد‏:‏ السلام على من آمن بالله ورسوله لكم يا بني نهد في الوظيفة الفريضة ولكم الفارض والفريش وذو العنان الركوب والفلو الضبيس لا يمنع سرحكم ولا يعضد طلحكم ولا يحبس دركم ما لم تضمروا الإمآق وتأكلوا الرباق من أقر بما في هذه الكتاب فله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاء بالعهد والذمة ومن أبى عليه فعليه الربوة‏.‏