الجزء الأول - كتاب الجمانة في الوفود - وفود عمرو بن معد يكرب على مجاشع بن مسعود

وفود عمرو بن معد يكرب على مجاشع بن مسعود

وفد عمرو بن معد يكرب الزبيدي على مجاشع بن مسعود السلمي - وكانت بين عمرو وبين سليم حروب في الجاهلية - فقدم عليه البصرة يسأله الصلة فقال‏:‏ اذكر حاجتك فقال له‏:‏ حاجتي صلة مثلي‏.‏

فأعطاه عشرة آلاف درهم وفرساً من بنات الغبراء وسيفاً جرازاً ودرعاً حصينة وغلاماً خبازاً‏.‏

فلما خرج من عنده قال له أهل المجلس‏:‏ كيف وجدت صاحبك قال‏:‏ لله در بني سليم ما أشد في الهيجاء لقاءها وأكرم في اللأواء عطاءها وأثبت في المكرمات بناءها والله يا بني سليم لقد قاتلناكم في الجاهلية فما أجبناكم ولقد هاجيناكم فما أقحمناكم وقد سألناكم فما أبخلناكم‏.‏

فلله مسؤولاً نوالاً ونائلاً وصاحب هيج يوم هيج مجاشع الوفود على معاوية وفود الحسن بن علي رضي الله عنهما على معاوية رضي الله عنه أبو بكر بن أبي شيبة قال‏:‏ وفد الحسن بن علي رضي الله عنهما على معاوية بعد عام الجماعة فقال له معاوية والله لأحبونك بجائزة ما أجزت بها أحداً قبلك ولا أجيز بها أحداً بعدك فأمر بمائة ألف‏.‏

وفي بعض الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته فاطمة فوجد الحسن طفلاً يلعب بين يديها فقال لها‏:‏ إن الله تعالى سيصلح على يدي ابنك هذا بين فئتين عظيمتين من المسلمين‏.‏

على معاوية رحمه الله العتبي قال‏:‏ قدم زيد بن منية على معاوية من البصرة - وهو أخو يعلى بن منية صاحب جمل عائشة ومتولي تلك الحروب ورأس أهل البصرة وكان عتبة بن أبي سفيان قد تزوج يعلى بن منية - فلما دخل على معاوية شكا إليه ديناً لزمه فقال‏:‏ يا كعب أعطه ثلاثين ألفاً فلما ولى قال‏:‏ وليوم الجمل ثلاثين ألفاً أخرى‏:‏ ثم قال له‏:‏ الحق بصهرك - يعني عتبة - فقدم عليه مصر فقال‏:‏ إن سرت إليك شهرين أخوض فيهما المتالف ألبس أردية الليل مرة وأخوض في لجج السراب أخرى موقراً من حسن الظن بك وهارباً من دهر قطم ودين لزم بعد غنى جدعنا به أنوف الحاسدين فلم أجد إلا إليك مهربا وعليك معولاً فقال عتبة‏:‏ مرحباً بك وأهلاً إن الدهر أعاركم غنى وخلطكم بنا ثم استرد ما أمكنه أخذه وقد أبقى لكم منا ما لا ضيعة معه وأنا واضع يدي ويدك بيد الله‏.‏

فأعطاه ستين ألفاً كما أعطاه معاوية رحمه الله‏.‏