وفود رسول
المهلب على الحجاج
بقتل الأزارقة أبو الحسن المدائني قال: لما هزم المهلب بن أبي صفرة قطري
بن الفجاءة صاحب الأزارقة بعث إلى مالك بن بشير فقال له: إني موفدك إلى
الحجاج فسر فإنما هو رجل مثل وبعث إليه بجائزة فردها وقال: إنما الجائزة
بعد الاستحقاق وتوجه.
فلما دخل إلى الحجاج قال له ما اسمك قال: مالك بن بشير قال: ملك وبشارة
كيف تركت المهلب قال: أدرك ما أمل وأمن من خاف قال: كيف هو بجنده
قال: والد رءوف قال: فكيف جنده له قال أولاد بررة قال: كيف رضاهم عنه
قال: وسعهم بالفضل وأقنعهم بالعدل قال: فكيف تصنعون إذا لقيتم عدوكم
قال: نلقاهم بحدنا فنطمع فيهم ويلقوننا بحدهم فيطعمون فينا قال: كذلك
الحد إذا لقي الحد قال: فما حال قطري قال: كادنا ببعض ما كدناه قال:
فما منعكم من إتباعه قال: رأينا المقام من ورائه خيراً من إتباعه قال:
فأخبرني عن ولد المهل قال: أعباء القتال بالليل حماة السرح بالنهار
قال: أيهما أفضل قال: ذلك إلى أبيهم قال: لتقولن قال: هم كحلقة
مضروبة لا يعرف طرفاها قال: أقسمت عليك هل روأت في هذا الكلام قال: ما
أطلع الله على غيبة أحداً فقال الحجاج لجلسائه: هذا والله الكلام المطبوع
لا الكلام المصنوع.