الجزء الأول - كتاب الجمانة في الوفود - وفود رسول المهلب على الحجاج

وفود رسول المهلب على الحجاج

بقتل الأزارقة أبو الحسن المدائني قال‏:‏ لما هزم المهلب بن أبي صفرة قطري بن الفجاءة صاحب الأزارقة بعث إلى مالك بن بشير فقال له‏:‏ إني موفدك إلى الحجاج فسر فإنما هو رجل مثل وبعث إليه بجائزة فردها وقال‏:‏ إنما الجائزة بعد الاستحقاق وتوجه‏.‏

فلما دخل إلى الحجاج قال له ما اسمك قال‏:‏ مالك بن بشير قال‏:‏ ملك وبشارة كيف تركت المهلب قال‏:‏ أدرك ما أمل وأمن من خاف قال‏:‏ كيف هو بجنده قال‏:‏ والد رءوف قال‏:‏ فكيف جنده له قال أولاد بررة قال‏:‏ كيف رضاهم عنه قال‏:‏ وسعهم بالفضل وأقنعهم بالعدل قال‏:‏ فكيف تصنعون إذا لقيتم عدوكم قال‏:‏ نلقاهم بحدنا فنطمع فيهم ويلقوننا بحدهم فيطعمون فينا قال‏:‏ كذلك الحد إذا لقي الحد قال‏:‏ فما حال قطري قال‏:‏ كادنا ببعض ما كدناه قال‏:‏ فما منعكم من إتباعه قال‏:‏ رأينا المقام من ورائه خيراً من إتباعه قال‏:‏ فأخبرني عن ولد المهل قال‏:‏ أعباء القتال بالليل حماة السرح بالنهار قال‏:‏ أيهما أفضل قال‏:‏ ذلك إلى أبيهم قال‏:‏ لتقولن قال‏:‏ هم كحلقة مضروبة لا يعرف طرفاها قال‏:‏ أقسمت عليك هل روأت في هذا الكلام قال‏:‏ ما أطلع الله على غيبة أحداً فقال الحجاج لجلسائه‏:‏ هذا والله الكلام المطبوع لا الكلام المصنوع‏.‏