الجزء الأول - كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك - تحامل الجاهل على العالم

تحامل الجاهل على العالم

قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَيْل لعالم أمْرٍ من جاهله‏.‏

وقالوا‏:‏ إذا أردتَ أن تُفْحم عالماً فأحْضره جاهلاً‏.‏

وقالوا‏:‏ لا تُناظر جاهلاً‏.‏

وقالوا‏:‏ لا تُناظر جاهلاً ولا لجوجاً فإنه يجعل المُناظرة ذريعة إلى التعلّم بغير شكر‏.‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ آرحموا عزيزاً ذلّ اْرحموا غنيّاً افتقر آرحموا عالماً ضاع بين وجاء كَيْسان إلى الخليل بن أَحمد يَسأله عن شيء ففكَّر فيه الخليلُ ليُجيبه فلما استفتح الكلام قال له‏:‏ لا أَدري ما تقول فأنشأ الخليل يقول‏:‏ لو كنتَ تَعْلم ما أقولً عَذَرْتَتي أو كنتُ أَجْهل ما تقولُ عذلْتُكا لكن جَهِلْت مَقالتي فعَذلْتَني وعلمتُ أنك جاهل فعَذَرْتُكا وقال حَبِيب‏:‏ وعاذِلٍ عذلتُه في عَذْله فظَنَّ أنيِّ جاهلٌ مِن جَهْلِه ما غبن المَغْبُونَ مثل عَقْلِه مَن لكَ يوماً بأخيك كُلِّهِ تبجيل العلماء وتعظيمهم الشِّعبي قال‏:‏ رَكب زيدُ بن ثابت فأَخذ عبد الله بن عبَّاس بركابه فقال‏:‏ لا تَفعل بابن عَمَّ رسول الله صلى الله عليه فقال‏:‏ هكذا أُمِرْنا أن نَفعل بعُلمائنا‏.‏

قال زيد‏:‏ أرني يدك فلما أَخرَج يدَه قبَّلها وقال‏:‏ هكذا أًمرنا أن نَفعَل بابن عمِّ نبِّينا‏.‏

وقالو‏:‏ خِدْمة العاِلم عبادة‏.‏

وقال عليُّ بن أبي طالب رضوان الله عليه‏:‏ من حق العاِلم عليكَ إذا أتيتَه أن تُسَلِّم عليه خاصَّة وعلى القوم عامَّة وتَجْلس قُدَامه ولا تشِر بيدك ولا تَغْمِز بعَيْليْك ولا تَقُل‏:‏ قال فلان خلافَ قولك ولا تأخذ بثَوْبه ولا تُلحَّ عليه في السؤال فإنما هو بمنزلة النَخلة المرطبة التيِ لا يزال يَسْقط عليك منها شيء‏.‏

وقالوا‏:‏ إذا جلستَ إلى العاِلم فَسَلْ تَفَقُّهاَ ولا تَسَلْ تعَنَتاً‏.‏