باب التماس
الرزق وما يعود على الأهل والولد
قال النبي صلى الله عليه وسلم: العائد على أهْله ووَلده كالمُجاهد
المُرابط في سَبِيل اللّه.
وقال صلى الله عليه وسلم: اليد العُلْيَا خَيْرٌ من اليد السُّفلى وابدأ
" بنَفْسك ثم " بمَنْ تَعُول.
وقال عمرُ بن الخَطّاب: لا يَقْعُدْ أحدُكمِ عن طَلب الرِّزق ويقول:
اللهم ارزُقْني وقد عَلِم أن السَّماءَ لا تُمْطِرُ ذَهَباً ولا فِضة وإنّ
الله تعالى إنما يَرْزق الناسَ بعضهم من بعض وتلا قولَ الله جلّ وعلا:
" فإذا قُضيت الصَلاةُ فانتشروا في الأرْض وأبْتَغُوا مِنْ فَضْل الله
واذْكُرُوا الله كثيراً لَعَلَّكُم تُفلحُون ".
وقال محمدُ بن إدريس الشَافعي: احرصْ على ما يَنفعك ودَعْ كلامَ الناس
فإنّه لا سَبيل إلى السَّلامة من ألْسنة العامّة.
ومثلُه قولُ مالك بن دِينار: مَن عَرف نَفْسَه لم يَضِرْه ما قال الناسُ
فيه.
وقال كطاهر بن عبد العزيز: أَخبرنا علي بن عبد العزيز قال: أَنشدنا أبو
عُبيد القاسم بن سَلام: لا يَنْقص الكاملَ مِن كماله ما ساقَ مِن خير إلى
عِيالِه وقال عمرُ بن الخطّاب " رضى الله عنه ": يا معشرَ القُرَّاء
التًمسوا الرِّزْق ولا تَكُونوا عالةً على الناس.
وقال أكثمُ بن صَيْفيّ: مَن ضَيَّع زاده اتَكل على زادِ غيره.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: خَيْركم مَن لم يَدَع آخرتَه لدُنْياه
ولا دُنياه لآخرته.
وقال عمرو بن العاص: اعمل لدُنياكَ عَمل من يَعيش أبداً واعمل لآخرتك عمل
من يموت غداً.
وذُكر رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتهادِ في العِبادة والقُوَّة
على العمل وقالوا: صَحِبْناه في سَفر فما رأينا بعدك يا رسول الله صلى
الله عليه وسلم أعبَدَ منه كان لا يَنْفتل من صلاة ولا يُفْطر من صيام.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: فمن كان يَمُونه ويَقُوم به قالوا:
كلّنا قال: كلُّكم أعبدُ منه.
ومَرّ المسيحُ برجل من بني إسرائيل يتعبّد فقال: ما تصنع قال: أتعبد
قال: ومَن يقوم بك قال: أخي قال: أخوك أعبدُ منك.
وقد جعل الله طَلَب الرِّزق مَفْروضا على الخَلْقِ كلّه من الإنس والجنّ
والطير والهوام منهم بتَعْليم ومنهم بإلهام وأهلُ التَّحصيل والنَظر " من
الناس " يَطْلبونه بأحسن وُجوهه من التصرف والتَحرز وأهلُ العَجْز والكسل
يَطْلبونه بأقْبح وجوهه من السؤال والاتكال والخِلابة والاحتيال.