دعاء المسافر
عِكْرمة عن ابن عبّاس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد
سَفَراً قال: اللهم أنت الصاحبُ في السفر والخَليفة في الحَضر.
اللهم إنَي أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحوْر بعد الكوْر ومن
سُوِء المنظر في الأهل والمال.
الشّعْبيُّ عن أمّ سَلَمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج في
سَفر يقول: اللهم إنِّي أعوذ بك أن أذِلّ أو أضلً أو أظلِم أو أُظْلَم أو
أجهل أو يُجْهل عليّ.
وقالت: مَن خرج في طاعة الله فقال: اللهم إنَي لم أخرج أشراً ولا
بَطَراً ولا رِيَاء ولا سُمعة ولكنّي خرجتُ اْبتغاءَ مَرْضاتك واتقاء
سُخْطك فأسألك بحقك على جميع خَلْقك أن تَرْزُقني من الخير أكثر ممّا أرجو
وتَصرْف عنّي من الشر أكثر مما أخاف.
استجيب له بإذن اللّه.
سعِيد بن جُبَير عن ابن عبّاس قال: إذا دخلتَ على السلطان وهو مَهيبٌ
تخاف أن يسْطو عليك فقُل: الله أكْبر وأعزّ مما أخاف وأحذَر اللهم ربّ
السَّموات السَّبع وربّ العرش العظيم كُنْ لي جاراً منِ عَبدك فلان وجنوده
وأشياعه وأتباعه تبارك اسمك وجلَّ ثناؤك وعزّ جارًك ولا إله غيْرك أبو
الحسن المدائنيّ قال: لما حَجّ أبو جَعْفر المنصور مَر بالمدينة فقال
للرَّبيع: عليَّ بجعفر بن مُحمد قتلني الله إن لم أقتله.
فمُطِل به ثم ألَحَ فيه فحَضر.
فلما كُشِف السِّتْر بينه وبينه ومَثُل بين يدَيْه هَمَس جعفر بشَفَتيه ثم
تقَرَب وسلّم فقال: لا سلّم اللهّ عليك يا عدو الله تُعْمِل على الغوائلَ
في مُلْكِي قَتلَني الله إن لم أقتُلك.
فقال له جعفر: يا أمير المؤمنين إن سُليمان صلى الله عليه وسلم أعْطِيَ
فشكر وإن أيوب ابتليَ فَصَبَر وإن يوسف ظُلِم فَغَفَر وأنت على إرْثٍ منهم
وأحَقُّ من تأسىَّ بهم فنكس أبو جعفر رأسه مَليًّا ثم رفع إليه رأسه
وقال: إلي يا أبا عبد الله فأنتَ القريبُ القرابة وإنك ذو الرَّحم
الواشِجة السَّليم الناحية القَليل الغائلة ثم صافحه بيَمينه وعانقه
بِيَساره وأجْلسه معه على فِراشه وانحرف له عن بَعْضه وأقْبل عليه بوَجْهه
يُسائله ويُحادثه ثم قال: عجلوا لأبي عبد الله إذنه وكُسْوته وجائزته.
قال الرّبيع: فلما خرج وأسْدل الستر أمسكتُ بثَوْبِه فارتاع وقال: ما
أرانا يا ربيع إلا قد حُبِسنا قلتُ: هذه منِّي لا مِنْه قال: فذلك
أيْسر قلْ حاجتَك قلت: إنِّي منذ ثلاثٍ أدافع عنك وأدَاري عليك ورأيتُك
إذ دخلتَ هَمَسْت بِشَفَتيك ثم رأيتُ الأمرَ انجلى عنك وأنا خادم سُلطان
ولا غِنى بي عنه فأًحِب منك أن تُعَلِّمَنيه قال: نعم قُل: اللهم
احرسني بعَيْنك التي لا تنام واكنُفْني بكنَفَك الذي لا يُرام ولا أهْلِك
وأنت رجائي فكم من نِعمة أنْعَمْتها عليّ قَلّ عندها شكْري فلمِ تَحْرِمْني
وكم من بليَّة ابتليتني بها قلّ عندها صبري فلم تَخْذًلْني اللهم بك أدْرأ
في نحْره وأعوذ بخيْرك من شرِّه.