الجزء الأول - كتاب اليتيمة في النسب - عودة إلى كلام الأعراب

عودة إلى كلام الأعراب

َن كان ذابتً فهذا بَتِّي مقيِّظٌ مُصَيِّف مُشَتي َسَجْتُه من نَعجاتٍ سِت وقال أعرابي‏:‏ قالت سُلَيْمى ليت ليَ بَعْلاً بِمَنّ يَغْسِلُ أسي ويسلبني الحَزَنْ حاجة ليس لها عِنْدي ثَمَنْ مشهورة قضاؤُها منه وَهَن قالت جواري الحي يا سلمى وإنْ كان فقيراً معدماً قلت وإن قال الإعرابي‏:‏ جاريتان حَلَفتْ أماهما وأن ليس مغبوناً من أشتراهما والله لا أخْبركم أسماهما إلا بقولي هكذا هُما هُما ما اللِّتان صادَني سهماهما حيا وحيا الله من حياهما أمَاتَ رَبِّي عاجلاً أباهما حتى تُلاقي مُنْيتي مناهما وقال أعرابي‏:‏ إِن لنا لَكَنَه مِعَنَة مِفَنَه السٌمْعنة النَظْرنة‏:‏ المرأة التي إذا سَمِعت أو نَظرت فلم تَرَ شيئاً تَظنَت تَظنياً‏.‏

وأنشد أبو عبد اللّه بن لُبانة لأعرابي‏:‏ كَرِيمةً يُحبُّها أبُوها مَلِيحةَ العَيْنَينْ عَذْباً فُوها لا تُحْسِنُ السَّبَّ وإنْ سَبُّوها قال الأصمعي‏:‏ دخلتُ على هارون الرَّشيد وبين يديه بَدْرَة فقال‏:‏ يا أصمعي إن حدثتني بحديث العَجْز فأضْحَكتني وهَبتك هذه البدرة قلت‏:‏ نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا في صَحارَى الأعراب في يوم شديد البرد والريح إذا أنا بأعرابي قاعد إلى أجمة قد احتملت الرّيح كِساءَه فألقته على الأجمة وهو عُريان فقلت له‏:‏ يا أعرابي ما أجلسك ها هنا على هذه الحال فقال‏:‏ جارية واعدتُها يقال لها سَلمى أنا مُنتظر لها فقلت وما يَمنعك من أخذ كِسائك قال‏:‏ العَجز يُوقفني عن أخذه قلت له‏:‏ فهل قلتَ في سَلْمى شيئاً قال‏:‏ نعم‏:‏ قلتُ له‏:‏ أسمعني للّه أبوك قال‏:‏ لا أسمعك حتى تأخذ كِسائي وتلقيه عليّ‏.‏

قال‏:‏ فأخذتُه فألقيته عليه فأنشأ يقول‏:‏ لعل اللّه أن يأتي بسَلْمى فَيَبْطَحَها ويُلْقيني عليها ويأتي بعد ذاك سحابُ مُزْن يُطَهِّرُنا ولا نَسعى إليها أذكروا أنّ أعرابياً أتى عَيْناً من ماءٍ صافٍ في شهر رمضان فشرَب حتى رَوِيَ ثم أومأ بيده إلى السماء فقال‏:‏ إنْ كُنْتَ قدَرْتَ الصِّيا مَ فأعْفِنا من شَهْر آب أوْلا فإنّا مُفْطِرُو ن وصابرون على العَذابَ خَلا أعرابيّ بامرأة ليفسُق بها فلم يَنْتَشر له‏.‏

فقالت له‏:‏ قُم خائباً فقال‏:‏ الخائبُ من فَتَحَ فم الجراب ولم يُكَل له دقيق‏.‏

فخَجِلت ولم تَرُد جَواباً‏.‏