البيرة

البيرة مدينة فلسطينية ملاصقة لمدينة رام الله وتتداخل مباني المدينتين مع بعض بحيث تظهران كمدينة واحدة. يسكن المدينة 70،000 نسمة وترتفع عن سطح البحر 885 مترا. تبلغ مساحتها 22045 دونم (22.045 كم). تقع مستعمرة بسغوت على جبل الطويل إلى الجانب الشرقي من المدينة. يوجد في المدينة مكتبة عامة تحوي فيما يقارب العشرين ألف كتاب.

يعود تاريخ مدينة البيرة الكنعانية إلى القرن الخامس والثلاثين قبل الميلاد (حوالي سنة 3500 ق.م) ومنذ ذلك الحين وعلى مدى أكثر من خمسة آلاف سنة بقيت البيرة مأهولة بالسكان.

ورد ذكر البيرة في العهد القديم أكثر من مرة باسم بيئروت، وذلك في قصة كل من النبي هارون أخ النبي موسى عليهما السلام، وقصة احتلال بني إسرائيل لفلسطين زمن يوشع بن نون، ولكن المدينة لم تعتبر مقدسة لدى اليهود ولذلك لم تنضم إلى الممالك اليهودية التي نشأت في فلسطين في العهد الحديدي المتأخر. عرفت البيرة في العهد الروماني باسم بيرية، وأصبحت مدينة مهمة في هذه الفترة وخاصة في بداية العهد المسيحي، ويقال أن السيدة مريم العذراء وخطيبها يوسف النجار فقدوا المسيح بها وهو طفل في الثانية عشرة من عمره في طريق عودتهم من القدس إلى الناصرة، حيث شيد في المكان كنيسة بيزنطية ما زالت أثارها ماثلة حتى اليوم وسط البلدة القديمة، عرفت هذه الكنيسة باسم كنيسة العائلة المقدسة بعد الفتح الإسلامي.

لعبت البيرة دوراً مميزاً على مسرح الأحداث في فلسطين ويعتقد أن عمر بن الخطاب قد حل بها في طريقه من المدينة المنورة إلى القدس لاستلام مفاتيح القدس من البيزنطيين، وقد أقيم سنة 1195م في المكان الذي يقال أن عمر صلى فيه مسجداً يعرف بالمسجد العمري، وهو ما زال قائماً ومستخدماً حتى اليوم وهو ملاصق للكنيسة البيزنطية، وقد أعيد تجديده عام 1995م.

في الفترة الصليبية كانت البيرة قرية مهمة لقربها من القدس خاصة بعد استيلاء الصليبين على القدس سنة 1099م حيث أصبحت مركزاً للمقاومة الإسلامية ضد الصليبين، وبعد احتلال الصليبين لها أوقفها الصليبيون هي و 21 قرية فلسطينية أخرى من منطقة القدس على كنيسة القيامة، وكانت المدينة وكنيستها البيزنطية مركزاً لفرسان القديس يوحنا القادمين من إنجلتراعندما حرر صلاح الدين الأيوبي فلسطين، استولى على البيرة ودمر المستوطنة الصليبية فيها سنة 1187م ويقال أن عدد الصليبين الذين استسلموا له في البيرة بلغ 50000 أسير، وهكذا تعربت المدينة من جديد.

 

في العهد العثماني 1517-1918م كانت البيرة مركزاً سياسياً وإدارياً مهماً ومركز قضاء، سكنها المتصرف العثماني وكان فيها طابور عسكري عرف بطابور البيرة تشكل من أبنائها، وكان له دور في الدفاع عن عكا أثناء حملة الصليبين في أواخر القرن 18م. وفي عهد الانتداب البريطاني ألحقت البيرة بقضاء رام الله، واستمر الحال كذلك خلال الفترة من 1919-1994، بعد دخول السلطة الوطنية الفلسطينية إليها عام 1994 أصبحت البيرة مع توأمتها رام الله مركزاً لمحافظة رام الله والبيرة.

معالم البيــرة الأثرية

الآثار العربيـة: تعود هذه الآثار إلى ما قبل الغزو اليهودي بقيادة يشوع بن نون وهي الكهوف التي كان ينزل اليها من عل بدرج وفيها شبه محاريب وكلها منحوت بدقة، وقد وجدت بها عظام بشرية كما وجدت بها اسرجة وأدوات أخرى. يوجد ثلاثة أو أربع آثار لا تزال بارزة للعيان على جانب الطريق الممتدة من الشرق إلى الغرب أمام بيت السيد " مطـر فرهود" مختار المدينة سابقا، و آخر بالقرب من الطرق شمالي دار "عوض حسين أبو عليص"، و هناك آبار كثيرة وكبيرة تعود إلى اليبوسيين وهي تنتشر في جميع أنحاء المدينة، وتوجد من هذه الآبار زهاء عشرة في راس الطاحونة وفي حديقة البلدية. و أكثر من عشرة أبار في النتاريش. كما توجد آبار أخرى منتشرة في المدينة.

الآثار الرومـانية: ثلاث برك تقع كلها جنوبي نبع الماء " قرب الجامع القديم " .

الآثار الإسلامية: الجامع القديم الذي يقوم على نبع الماء " الطريق العام " و أبنية قديمة كثيرة عفت معالمها العليا. ولم يبق إلا أسسها و أضرحة المجاهدين والأتقياء التي تنتشر في جميع أنحاء البيرة و منها:

الشيخ نجم، الشيخ عبد الله، الشيخ مجاهد، الشيخ شيبان، أم خليـل، البطمـة، والشيخ يوسف.

الآثار الصليبيـة: الكنيسة التي لا تزال أسسها قائمة في وسط المدينة ثم الخـان و هو طراز البناء الروماني، وهناك اختلاف في الرأي فمنهم من يقول انه اثر روماني ومنهم من يقول انه اثر صليبي وقد كان مربطا لخيول فرسان القديس يوحنا. وقد وجدت في مدينة البيرة أبنية قديمة عريقة في القدم ولم يهتم أحد بنسبتها أو إلى من قام بإشادتها. كذلك وجدت في البيرة قطع نقدية كثيرة تعود إلى اليونان والعرب واليهود.