صنعاء

صنعاء كما جاءت في الاعمال الكاملة للدكتور نفولا زيادة --الجزء الثالث عشر

صنعاء هي عاصمة
اليمن. تقع في منطقةٍ جبليةٍ عاليةٍ وسط شمال البلاد. تتفرع منها عدّة طرقٍ رئيسةٍ، أهمها: طريق صنعاء- صعدة باتّجاه الشمال، وطريق صنعاء-الحديدة باتّجاه الجنوب الغربي، وطريق صنعاء- تعز، فعدن على ساحل خليج عدن باتّجاه الجنوب.

صنعاء مدينة تجارية وصناعية تُصنَع فيها البرود اليمانية المشهورة. فيها العديد من الصناعات اليدوية التقليدية المُتمثّلة بصنع الأسلحة والخناجر والسّيوف، والأخرى الحديثة المُتمثّلة بصنع المواد البلاستيكية والأدوات المنزلية. وفيها مصنع الغزل والنسيج الكبير. وفيها جامعة علميّة وطنية ناشئة، يُقدَّر عدد طلاّبها بخمسة وعشرين ألف طالب وما يزيد على هذا العدد، وهي أنشئت عام1970.

وفي صنعاء مطار دولي لإستقبال الطّائرات العاملة على الخطوط الجوية الدّولية والأخرى الداخلية. فيها سور ضخم من عهد الأيّوبييّن، وعشرات المساجد. وهي قاعدة محافظة صنعاء. من أقضيتها عمران والجوف وكوكبان.

تُعَدّ صنعاء من أقدم المُدُن التاريخية، وكان اسمها "أزال". فلّما دخلت الحبشة اليمن قالوا "نعم، نعم"، فسُمّي الجبل "نعم"، أي "أنظر!". فلمّا رأوا مدينتها، وجدوها مبنيةً بالحجارة، حصينة، فقالوا: "هذه صنعة ومعناه حصينة"؛ فسُمّيَت "صنعاء" بذلك. وقيل إنّما سُمّيَت "صنعاء" بإسم بانيها "صنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أوفخشذ بن سام بن نوح".

ولم يكن باليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلاً من صنعاء. وهي معتدلة المناخ رغم علوّها الشاهق فوق سطح البحر.

كان في صنعاء بناء قديم قد خُرِّب، وهو على تلٍ عالٍ يُعرَف بغمدان. وكان لها تسعة أبوابٍ، لا يدخلها غريب إلاّ بإذنٍ. وكان أهلها يعتقدون أنّ صنعاء لا تخرب إلاّ من رجلٍ يدخل من بابها المُسمّى بباب حقل. فكانت عليه الأجراس متى حُرّكت سمع صوتها من بعيد، وكانت مرتبة صاحبة الملك، أي إقامته، على ميل من هذا الباب. وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين كل واحد منهما إلى صاحبه رمية سهم، وكانت له سلسلة من ذهب محدودة، وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول أو بريد من بعض العمال، حركت السلسلة فيعلم الملك بذلك.

يُنسَب إلى صنعاء خلق كثير من أهل العلم، منهم عبد الرزاق بن همام بن نافع أبو بكر الحميري الصنعاني، أحد الثقات المشهورين. وروى عنه سفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعلي بن المديني، وأحمد بن منصور الرمادي، والشاذكوني. مات سنة 211 هـ.

 

 

                              صنفتها منظمة اليونيسكو مدينة تراثية عالمية عام  1986