طرابلس الغرب

طرابلس الغرب هي عاصمةُ ليبيا، أو كما تُعرَف حاليًا بإسم الجماهيريّة العربيّة اللّيبية وأكثر مُدنها سكّانًا. تقع المدينة على البحر الأبيض المتوسط، في سهلٍ ساحليٍ منبسطٍ. تكثر فيها البساتين، لاسيّما بساتين البرتقال واللّيمون وحقول الزّيتون. تشتهرُ بعمارتها الحديثة وشوارعها الفسيحة وجنائنها الرّائعة.

تُعتبر طرابلس الغرب مركزًا تجاريًا وصناعيًا مهمًا. تشهد فيها الصّناعة تطورًا ملحوظًا على صعيد صناعة تكرير البترول وتجهيزاته وصناعة المواد الغذائية والمنسوجات ومواد البناء والصّناعات التّعدينية. وتنتشر فيها المعامل، بينها معمل للمياه المعدنيّة ومصانع المعكرونة ومُنتجات الألبان ومصانع المواسير والأدوات الخزفيّة.

بالإضافة إلى أنّ العديد من المزارع تقوم بقربها لتربية الطّيور، وهي حديثةٌ، ومنها واحدة تَنتُجُ أكثر من 3 ملايين دجاجةٍ سنويًا.

من أبرز معالمها: جامعتها العلمية المتطوّرة التّي تضمّ كُلّياتٍ مُتعدّدة وتلقّن الإختصاصات كافّةً؛ ومطارها الدولي الضّخم الذي يستقبل أعدادًا كبيرةً من المُسافرين -ويبعد حوالى 35 كلم عن قلب العاصمة-، ومرفأها التّجاري المهمّ الذي يستوعب أكبر السّفن.

عُرِفَت قلعتها الأثرية القديمة بالسّراي الحمراء، وهي تقع على البحر من ناحية الغرب؛ وتضمّ الآن متاحف تحتوي على عددٍ كبيرٍ من الآثار. وقد كانت هذه القلعة في الأصل معبدًا رومانيًا، ثمّ زِيدَت فيها مبانٍ في العهد العثماني وتحصينات أخرى أقامها الإسبان لمّا غزوا المدينة عام1510 م.

تُعتبر مدينة الأندلس السّياحية من أهم المشروعات السّياحية في ضواحي طرابلس الغرب. وكذلك المدرج الرّوماني الكبير، وهو قريب من طرابس الغرب، وتقام فيه العروض الفنّية والموسيقيّة. وهناك أيضًا برج السّاعة الكبير، ومسجد أحمد باشا الجزّار الذي أقيم على أطلال المسجد القديم الذي بناه عمرو بن العاص، عندما دخل طرابلس الغرب.

تُعتبر طرابلس الغرب مدينةٌ أثريّةٌ تاريخيةٌ قديمةٌ تقوم على أنقاض مدينة أويا؛ ولم يبقَ من هذه إلاّ قوس ماركوس أوريليوس قرب البحر بالمدينة القديمة.

لفظة" طرابلس "روميّة إغريقيّة، وهي تَعني المدن الثلاث. وقد تحدّث عنها أصحاب السّير، فقالوا إنّها في آخر أرض "بَرقَة"، بناها أشباروس قيصر. وكان لها سور صخريّ جليل البُنيان، وبها أسواق حافلة. وكان فيها مسجد في العهد الإسلامي، يُعرَف بمسجد الشّعاب. وكان حولها بربر وأنباط. فتحها عمرو بن العاص سنة23 هـ، بعد حصارٍ استمرّ شهرين، فانتزعها من يد الرّومان.

يُنسب إلى طرابلس الغرب عددٌ كبيرٌ من أهل العلم والصّلاح، منهم: أبو سُليمان محمّد بن معاوية الأطرابلسي، وعبدالله بن ميمون الأطرابلسي، وموسى بن عبد الرحمن بن حبيب العطّار الأطرابلسي، وعبدالله بن أحمد بن عبدالله بن صالح العجلي الكوفي الأطرابلسي الذي كان أبوه من أهل الكوفة ونزل طرابلس الغرب. ثم هناك إبراهيم بن محمد الغافقي الأطرابلسي، قاضي طرابلس المتوفّي بالمغرب سنة 525 هـ؛ وإليها يُنسب أبو الحسن علي بن عبدالله بن مخلوف الطّرابلسي، مُصنّف التّاريخ الطّرابلسي المشهور، الذي أدركته المنيّة بمكّة سنة 522 هـ.

ومن شعراء طرابلس الغرب: أحمد بن الحسين بن حيدرة، المعروف بابن خراسان الطرابلسي.