عين كارم

تبعد عين كارم مسافة سبعة كيلومتراتٍ عن مدينة القدس إلى الجنوب الغربي منها، وتبعد كيلومترًا واحدًا عن قُرى المالحة والجورة والولجة.

وعين كارم هي كُبرى قرى القدس مساحةً وأكثرها سكّانًا، وحدودها واسعة وتتماس وتتداخل مع حدود قُرى مُتعدّدة في لواء القدس. وهي إحدى أربع عشرة قريةٍ، تلك التّي تُسمّى بقُرى بني حَسَن؛ وفي رواياتٍ، عشر قرى؛ ورواية تقول إنّها إحدى عشرة قريةٍ؛ ورواية أخرى تقول إنّها إحدى تسع قرى؛ ويغلب الظّن أنّها إحدى أربع عشرة.

أمّا أصل هذه التّسمية (قرى بني حسن) ، كما تُرجِّحُ التّقاليد الموروثة، فإنّها نسبة إلى بني حسن (أيّ السّلطان حسن سيّد بني هلال)، كما ورد ذلك في "تغريبة بني هلال" المشهورة. وأمّا القرى الأربع عشرة، فهي: عين كارم، بيت جالا، المالحة، حوسان، بيت صفافا، بَتير القبو، رأس أبو عمّار، شرفات، الجورة، خربة اللّوز، الولجة، دير ياسين، الخضر.

تقع عين كارم جغرافيًا ضمن إقليم جوديا، على قمّة المُرتفعات الغربيّة العالية المكسوّة بأنواعٍ كثيرةٍ من الأشجار الباسقة، كأشجار السّرو والصنوبر، كذلك بأشجار الفاكهة المتنوّعة من اللّوزيات والتّفحيّات وغيرها، لاسيّما في المناطق التّي تقوم فيها الأديرة والأبنية الخاصّة الموغّلة في القدم، وهي مواقع أثريّة تحتوي على قبورٍ قديمةٍ منقورةٍ ومحفورةٍ بالصّخر على شكل فُسيفَساء جميلةٍ.

هذه السّلسلة من الجبال متّصلة، بدايةً، بجبال نابلس، امتدادًا بجبال القدس وانتهاءً بجبال الخليل التّي تتوازى معها وتتساوى بالإرتفاع، بإستثناء جبل الزّيتون (الطّور).

موقع عين كارم الصّحي أكسبه اهتمامًا من قِبَل الغُزاة. فقد اهتمّ بها الإفرنج أيّام الحروب الصّليبية قُبيل الحرب العالميّة الثّانية، وأقامت فيه إسرائيل مُستشفى "هداسا".

تبلغ مساحة عين كارم (القصبة والأراضي التّابعة لها) 30 كيلومترًا مربّعًا تقريبًا، وهي كُبرى قُرى القضاء إذ تبلغ مساحة قصبة البلد والمناطق الزّراعية والمُثمرة بالدّونمات والمُشجرة والمُخضرَّة15029 دونمًا، وتقوم القرية (المَساكن) على مساحة1034 دونمًا.

وقد ضمّت القريةُ مواقع كثيرةً ومتنوّعةً من خِرَبٍ وأطلالٍ وأديرةٍ وأمكنةٍ قديمةٍ. ومن هذه الخِرَب خربةٌ تُسمّى الحريش أو حاراش؛ وتعود تلك التّسمية إلى أيّام الرّومان، وهي في أقصى الغرب. وكذلك خربة الجبيعة وبيت مزميل وتسمى ببيت مدميل (خربة الحمامة) في أقصى الشّرق، بالقُرب من المالحة.

 

قَطَنَ "عين كارم" العديد من الأنبياء، كزكريا ويحيى. وكذلك مريم وعيسى قضيا بعضًا من سنوات عُمريهما فيها... وتبعًا لذلك، فقد حَظيت باهتمامٍ كبيرٍ من قِبَل المسيحييّن، فأُقيمت فيها الكنائس والأديرة، كدير الفرنسيسكان وكنيسة القدّيس يوحنا وكنيسة الزّيارة. وسُمّيت عين كارم، في العصر الوسيط في العهود الإفرنجية، بـ"سان جون آن".