الإحساء

لاسم الإحساء السعودية مدلول طبيبعي حيث يجمع الؤرخون على أن الإحساء جمع حسي وهو الأرض الصخرية المغطاة بطبقة رملية تختزن مياه الأمطار، بحيث يمكن الحصول عليها نقية عذبة بحفر عمق بسيط جدا. ولكثرة الأحسية في هذا الموقع عرفت المنطقة بالإحساء. وفي سنة 314 هـ أسست مدينة الإحساء السعودية.

 

كانت تعرف في زمن سابق بأحساء بني سعد وكان لها تاريخ طويل إذ عرفت قبل ذلك باسم هجر والبحرين وقامت في ربوعها عدة حكومات وممالك، منها إمارة الجرهاء التي قامت هنا في الفترة 500 ق.م إلى 300 ميلادية. وكانت لهذه الإمارة شهرة في الاوساط التجارية بين الأمم حيث اكتنز اهلها الذهب والفضة والاحجار الكريمة. وقد زالت هذه المملكة على يد القبائل العربية وخاصة قبيلة الأزد التي زحفت إليها بعد انهيار سد مأرب. كما انضمت إلى هذه العشيرة عشائر زياد وكندة وبكر بن وائل وتميم ومنهم بني سعد ثم قبيلة عبد القيس التي تزامن وجودها هنا مع ظهور الإسلام. وكان لهم السبق في اعتناقه والعمل بتعاليمه.

 

توالت الأمور هنا تحت ولاية الخلفاء الراشدين ثم قيام حركة القرامطة ثم العيونيون الذين أطاحوا بهم وحكموا حتى عام 630هـ . ثم العقيليون الذين أطاحوا بالعيونيين ثم بنو جروان حتى قامت دولة الجبريين. ثم بني خالد ثم العهد السعودي الاول. وتوالت الاحداث حتى عاد العثمانيون مرة أخرى وتم إخراجهم على يد الملك عبد العزيز بدخوله قلعة الكوت ليعلن ضم الإحساء إلى نفوذ الدولة السعودية الحديثة وكان ذلك ليلة الخامس من جمادى الاولى في سنة 1331هـ .

 

تشغل الإحساء مساحة كبيرة في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية. وكان هذا الإقليم يحده من الشرق الخليج العربي ومن الغرب صحراء الدهناء ومن الجنوب قطر ومن الشمال الكويت. وحسب التقسيم الإداري الحديث فقد تغيرت حدودها وأصبحت شمالاً محافظة بقيق، وشرقاً الخليج العربي وخليج سلوى وجنوباً الربع الخالي وغرباً صحراء الدهناء.

 

والإحساء ذات وضع جغرافي متميز، فهي تعتبر المنفذ البري الذي يربط المملكة العربية السعودية بدول الخليج. فهي تبعد عن قطر مسافة 150 كلم وعن مدينة الدمام مسافة 150 كلم وعن العاصمة الرياض مسافة 328 كلم.

 

تقدر مساحة محافظة الإحساء بحوالى 534000 كيلومتر مربع تمثل 24 % من إجمالي مساحة المملكة و67 % من مساحة المنطقة الشرقية، ويقدر عدد سكانها بمليون نسمة .

 

أهم مدنها المبرز والهفوف إضافة الى المدن الحديثة كالعيون والعمران والجفر. وهناك 42 قرية تشكل حواضر سكانية مشمولة بالخدمات والمرافق.

 

يتميز مناخ الإحساء بالاعتدال حيث يكون الجو في الغالب صحواً. وقد قالوا ليل الإحساء ونهاراً اسطنبول دلالة على اعتدال هوائها وجمال طقسها في الليل. وتصل درجة الحرارة في الصيف الى 48 درجة وفي الشتاء الى 10 درجات وتهطل الأمطار في الموسم وهو الخريف. وقد اسهمت كثافة النخيل وأشجارها في اعتدال المناخ هنا.