دير الزور

دير الزور السّوريّة هي مدينة النهر العظيم التي كانت، وما تزال، الحضن الذي يأوي إليه نّهر الفرات بعد سفر طويل، ومن ثم يعاود مسيرته التي تمتدّ من هضبة أرمينيا في تركيا إلى الخليج العربي في العراق، بعد التقائه مع نهر دجلة.

تقع دير الزور في الجهة الشرقية للجمهورية العربية السورية. وهي مدينةٌ ذات تربةٍ خصبةٍ. وبحكم وفرة الماء والأراضي الشاسعة فإنّها تعتمد على الثروة الزراعية والحيوانية بشكلٍ أساسيٍ، وينشأ عن ذلك صناعة كل مشتقّات الحليب، من سمنة عربيّة وأجبان وألبان...الخ.

شعبها ودودٌ ويحبّ الصداقة. ومَن يَعِش في دير الزّور يشعر أنّه قد أصبح من أهلها بعد عدّة أيامٍ من زيارته لها.

سُمّيت بهذه التسمية نسبةً الى ديرٍ -أي معبد للرهبان- كان صورةً مصغّرةً للكنيسة. والشّق الثاني من الإسم "الزور"، تقول فيه الرّوايات بأن قبائل البدو العربية المسلمة فتحت هذه المنطقة التّي يقع بها الدّير، وهرب الرّهبان وأخذه البدو المسلمون بالقوّة أي بالزور فسُمّيت "دير الزّور".

رواية أخرى تقول لكون الدير يقع على ضفاف الفرات، وضفاف الفرات بشكلٍ عامٍ تُسمّى "أزوار" ومنها سُمّيَت "دير الزّور".

والرّواية الثالثة تقول إنّ جميع الأديرة تقع على قمم التّلال بشكلٍ عامٍ إلاّ هذا الدّير، فقد إزورّ أو إنحرف فبُنِيَ داخل تل والمساكن فوق التّل. وهذه المساكن تُسمّى دير العتيق. وجاءت تسمية "دير الزور" من هذا الدير المزور. وبالفعل قام محافظ دير الزور عام 1963 بردم هذه المنطقة و تسويتها ترابيًا؛ وعند العمل بالتّسوية اكتشفوا الدّير وكان داخل التّل، محفورًا فيه.