معركة بني سليم

معركة بني سليم أو غزوة بني سليم من معارك العصر النبوي التي قادها رسول الإسلام محمد بن عبد الله بعد فراغه بسبعة أيام من غزوة بدر الكبرى فمكث ثلاثا ثم رجع ولم يلق حربا وقد كان استعمل على المدينة سباع بن عرفطة وقيل ابن ام مكتوم.

 

وقعت المعركة في 2 شوال من العام الثاني للهجرة في قرقرة الكُدر، وهو موضع في الجنوب الشرقي للمدينة ناحية مدح الذهب قريباً من الأرضحية وراء سد معونة وهو بئر لبني سليم.

 

كان هدف الغزوة القضاء على تجمع بني سليم وغطفان في قرقرة الكدر لأنهم تجمعوا لمهاجمة المدينة، إلا أن المسلمون حين وصلوا لم يجدوا أحداً، فجمعوا ما وجدوا من الإبل (500 بعير تقريباً) وأقاموا ثلاثة أيام ثم عادوا إلى المدينة.

 

جاء في كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير:

 

"قال ابن إسحاق: وكان فراغ رسول الله من بدر في عقب شهر رمضان -أو في شوال - ولما قدم المدينة لم يقم بها إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سليم، قال ابن هشام: واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري - أو ابن أم مكتوم الأعمى-.

 

قال ابن إسحاق: فبلغ ماء من مياههم يقال له: الكدر فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا فأقام بها بقية شوال وذا القعدة، وأفدى في إقامته تلك جل الأسارى من قريش.

 

قال السهيلي: والقرقرة الأرض الملساء، والكدر طير في ألوانها كدرة.

 

وورد في "سيرة ابن هشام" لابن هشام قوله:

 

"لليال خلون من جمادى الأولى، على رأس سبعة وعشرين شهرا، غاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرا.

 

حدثني معمر بن راشد عن الزهري قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من بني سليم كثيرا ببحران تهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ولم يظهر وجها، فخرج في ثلاثمائة رجل من أصحابه فأغذوا السير حتى إذا كانوا دون بحران بليلة لقي رجلا من بني سليم فاستخبروه عن القوم وعن جمعهم. فأخبره أنهم قد افترقوا أمس ورجعوا إلى مائهم فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فحبس مع رجل من القوم ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم حتى ورد بحران، وليس به أحد وأقام أياما ثم رجع ولم يلق كيدا، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل. وكانت غيبته عشر ليال. حدثني عبد الله بن نوح عن محمد بن سهل قال استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم ".