الكتابة المسمارية

الكتابة المسمارية نظام للكتابة استخدمته شعوب حضارات الشرق الأوسط القديمة، وانتشر قبل تطور الحروف الهجائية الحديثة بزمن طويل. وتشبه الحروف المسمارية المسمار في شكلها، فهي عريضة من جهة ومسننة من الجهة الأخرى.

كانت معظم الحروف المسمارية منقوشة على ألواح فخارية، وتكتب الحروف عندما يكون الطين لينًا بأداة تسمى المرْقم ـ وهي أداة مسننة ـ ثم تُعرّض الألواح لحرارة الشمس حتى تجف وتصبح صلبة. وكانت الحروف تكتب أيضًا على المعادن والحجارة.

لقي العلماء صعوبة في ترجمة الكتابة المسمارية، لأن العديد من الحروف كان كلمات أو مقاطع. بالإضافة إلى ذلك فإن كثيرًا من الشعوب القديمة استنبطت تفاسيرها الخاصة لرموز الكتابة المسمارية. ولهذا فقد يكون للرمز الواحد معان عديدة.

ومن المحتمل أن يكون السومريون هم الذين ابتكروا الحروف المسمارية كشكلٍ مختصر من أشكال الكتابة المصورة. وقد وجدت أولى النقوش المسمارية في الوادي الأدنى لنهري دجلة والفرات، فيما يسمى الآن جنوب شرقي العراق. ويعود تاريخ هذه النقوش إلى عام 3000 ق.م. وقد كُتبَ أول لوح فخاري بالحروف المسمارية في العام الأول للميلاد.

والرموز المسمارية السومرية أكثر تعقيدًا من مثيلاتها لدى الشعوب الأخرى. فقد استعمل السومريون والبابليون نحوًا من 600 حرف تتراوح ما بين مسمار واحد ورموز معقدة مكونة من 30 مسمارًا أو أكثر. وقد استخدم الحيثيون نحو 350 حرفاً والعيلاميون نحو 200 حرف بينما استخدم الفرس 39 حرفًا فقط.

والكتابة المسمارية Cuneiform، هي نوع من الكتابة تنقش فوق ألواح الطين والحجر والشمع والمعادن وغيرها. وهذه الكتابة كانت متداولة لدى الشعوب القديمة بجنوب غربي آسيا.

أول هذه المخطوطات اللوحية ترجع لسنة 3000 ق.م. وهذه الكتابة تسبق ظهور الأبجدية منذ 1500 سنة. وظلت هذه الكتابة سائدة حتى القرن الأول ميلادي. وهذه الكتابات ظهرت أولا جنوب وادي الرافدبن بالعراق لدي السومريين للتعبير بها عن اللغة السومرية وكانت ملائمة لكتابة اللغة الأكادية والتي كان يتكلمها البابليون (مادة) والآشوريون.

وتم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد حيث كانت تدون بالنقش على ألواح من الطين أو المعادن أو الشمع وغيرها من المواد. وتطورت الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية. وأول كتابة تم التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة. وبحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين العربية والعبرية. وتواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحطيين (الحيثيين) واللغة الفارسية القديمة، وكانت تستعمل إلى نهاية القرن الأول الميلادي.

وتم فك رموز الخط المسماري في القرن التاسع عشر وبذلك تسنى للعلماء قراءة النصوص الإدارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم والرسائل والقواميس المسمارية. ويوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني. وكانت الكتابة المسمارية لها قواعدها في سنة 3000 ق.م.إبان العصر السومري حيث انتشر استعمالها. فدون السومريون بها السجلات الرسمية وأعمال وتاريخ الملوك والأمراء والشؤون الحياتية العامة كالمعاملات التجارية والأحوال الشخصية والمراسلات والآداب والأساطير والنصوص المسمارية القديمة والشؤون الدينية والعبادات. وأيام حكم الملك حمورابي (1728 – 1686ق.م.) وضع شريعة واحدة تسري أحكامها في جميع أنحاء مملكة بابل. وهذه الشريعة عرفت بقانون حمورابي أو مسلّة حمورابي الذي كان يضم القانون المدني والأحوال الشخصية وقانون العقوبات. وفي عصره دونت العلوم. فانتقلت الحضارة من بلاد الرافدين في العصر البابلي القديم إلى جميع أنحاء المشرق وإلى أطراف العالم القديم.

وكان الملك آشوربانيبال (668-626ق.م.) من أكثر ملوك العهد الآشوري ثقافة. فجمع الكتب من أنحاء البلاد وخزنها في دار كتب قومية خاصة شيّدها في عاصمته نينوى بالعراق. وجمع فيها كل الألواح الطينية التي دونت فوقها العلوم والمعارف والحضارة العراقية القديمة. وكان البابليون والسومريون والآشوريون بالعراق يصنعون من عجينة الصلصال (مسحوق الكاولين) ألواحهم الطينية الشهيرة التي كانوا يكتبون عليها بآلة مدببة من البوص بلغتهم السومرية. فيخدشون بها اللوح وهو لين. بعدها تحرق هذه الألواح لتتصلب .

الموسوعة المعرفية الشاملة/ ويكيبيديا.