الخشب في تونـس

رغم قلّة الغابات المُنتجة للخشب، فإن النّجارة متجذّرةٌ بعمقٍ في الصّناعات التّقليدية، ذلك أنّ الرّصيد التّراثي التونسي يحتوي على روائع منجَزَة من أصنافٍ مختلفةٍ لهذه المادّة، تُبرِزُ تنوّع التّقنيات المُستعملة.

إنّ ندرة الخشب مكّنت من تطوير فنون رائدةٍ مرتبطةٍ بهذه المادّة الرفيعة، كالنقش والتّخشيش والتّصوير.

ويُعتبر منبر الجامع الأعظم بالقيروان، الذي يعود تاريخ إنجازه للقرن الرّابع، من القِطع الفريدة لجمال قوائمه المنقوشة والمرصّفة (حوالى110 قائمًا). وهو يُعَدّ أقدم منبرٍ في العالم العربي والإسلامي.

لم يتميّز الحِرَفي التّونسي في نقش الخشب فقط، بل تعوّد على فنّياتٍ أخرى، مثل الخراطة والتّصوير على الخشب.

إنّ تطوّر العادات اليوم والإحتكاك بحضاراتٍ أخرى أدّيا إلى التّخلي عن فروعٍ عديدةٍ من هذه الحِرفة التّي أصبحت في طريق النّسيان. فقد حلّ محلّهُ الأثاث العصري الذّي يُنتَج في شكل مجموعاتٍ وبكميّاتٍ كبيرةٍ، وأصبح الأثاث العتيق قطعًا نادرةً وغير وظيفيّةٍ، تُستَعمل لأغراض التّزويق الدّاخلي في المساكن العصريّة.