حرفيات البلاد المقدسة

الصّناعات الحرفيّة في البلاد المقدّسة عريقةٌ في القِدَم. منها ما يعودُ تاريخه إلى عهد السّيد المسيح، ومنها ما يعود إلى العهد الصّليبي. وقد تركّزت في مناطق القدس وبيت لحم ورام الله، وانحصرت في سكّان هذه المناطق المقدّسة، فكانت مصدر دخلهم الرّئيسيّ.

منذ ولادة السّيد المسيح وهذه المناطق محطّ أنظار سكّان العالم؛ يحجّون إليها ويتجمّعون فيها من كلّ الجهات. فمِنَ الطّبيعيّ أن تكون مصدرًا يتزوّد منه الحجّاج بالهدايا والعطايا والهِبات، ويتزوّدون بما تنتجُ أرضها من سِلَعٍ للذّكرى والتّبرك. فقامت فيها صناعاتٌ تنتج مختلف السّلع الدّينية من شجرة الزّيتون والتّماثيل الدّينية والجمال ومُختلف التّماثيل التّي تُبيّن طبيعة حياة هذه المنطقة وسكّانها في مختلف العهود السّابقة.

نشأت في القدس حرفة الحُلي والمصاغ الفضّي الشّرقية التي تحمل مُختلف الشّعارات التّاريخيّة والدّينية، من صلبانٍ وأساور وعقودٍ وأقراطٍ وما إلى ذلك.. ثم أدخل أحد الفنّانين الألمان، الذين زاروا المنطقة في العهد الصّليبي، الصّناعات الحرفيّة الصَّدَفية. وأدخل كذلك تحسيناتٍ على الآلات اليدويّة التّي تُستَعمل في هذه الصّناعات.

نشأت في بيت لحم صناعة المطرّزات اليدويّة بالخيوط القصبيّة والذّهبية. وتشمُلُ هذه المطرّزات ما يُسمّى بـ"المِعطف الصّليبي"، والشّالات المصنوعة من المُخمَل والقطيفة وحرير "البروكارد" المُقصّب.

كما نشأت في رام الله صناعةُ المُطرّزات وشغل الإبرة بمختلف الرّسومات الشّرقية والوطنيّة من الأقمشة الكتّانية والقطنيّة والألبسة الوطنيّة المُطرّزة والمُزركشة.

وفي القدس أيضًا ازدهرت صناعة الأواني الفخّارية المطلية والمزركشة برسوماتٍ فنّيةٍ تاريخيةٍ ودينيةٍ ووطنيّةٍ.

أمّا في الخليل، فنشأت صناعةٌ مماثلةٌ من الأواني الزّجاجية المُختلفة الملوّنة.