كنانة

تنتسب قبيلة «كنانة» إلى جذم مضر العدناني، وتمام نسبها: كنانة بن خُزَيمة بن مُدرِكة بن اليأس بن مضر بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان. وتتفرع من هذه القبيلة قبائل وبطون كثيرة وأشهر ولدها: النَّضْر، وعبد مناة، ومَلْك، ومِلْكان.

فولد النضر بن كنانة مالكاً، وولد مالك فهراً، ومن فهر قبيلة رسول الله قريش.

 

ومن بطون عبد مناة بن كنانة: بكر، وعامر، ومُرَّة، والحارث، وكلها بطون ضخمة العدد. ومن أشهر بطون بكر بن كنانة: ليث بن بكر، والديل بن بكر، وضمرة بن بكر.

 

طائفة من أخبارها

شاركت قبيلة كنانة في الجاهلية في طائفة من الوقائع والأيام بينها وبين قبيلة قيس عيلان منها: يوم الكَديد، وكان الظفر في هذه الوقعة لقيس عيلان، وقد أبلى فارس كنانة المشهور ربيعة بن مكدَّم، بلاء حميداً في قتل فوارس من قيس عيلان. ثم قتلته بنو سُلَيم. ومن ذيول هذه الوقعة أن بني مالك بن كنانة أغاروا على بني جُشم، فقتلوا وغنموا ووقع فارس بني جشم المشهور دُريد بن الصّمة أسيراً في أيديهم، وكان لدريد يد فيهم فأطلقوه.

 

وفي يوم بُرزة كان الظفر لبني فراس ابن مالك بن كنانة على قبيلة بني سُليم القيسية، وأبلى يومئذ فارس بني كنانة ورئيس بني فراس عبد الله بن جِذل بلاء حسناً وقتل عدداً من فوارس بني سليم.

 

وكان لكنانة مشاركة في أول أيام الفجار، ولم يقع قتال بينها وبين قيس عيلان.

 

وقبيل الإسلام حدث نزاع بين قبيلة خزاعة وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة قتل بسببه رجال من القبيلتين ثم حجز الإسلام بينهما، وبعد صلح الحديبية دخل بنو بكر بن كنانة في حلف قريش وعهدهم ودخل بنو خزاعة في حلف الرسول rوعهده، وبعد فتح مكة دخلت قبيلة كنانة في الإسلام.

 

وفي زمن رسول الله وقف بعض بني كنانة إلى جانب المشركين من قريش في وقعة أحد، وكان بعض من رجالها مع قريش يوم الأحزاب.


أعلام قبيلة كنانة

من أعلام كنانة في الجاهلية الفارس عبد الله بن جِذل الطعان، الفارس والبَرَّض بن قيس، قاتل عروة الرحّال، والفارس وسيد قومه ربيعة بن مكدَّم وقد قتلته بنو سليم في بعض الوقائع.

 

ومن أعلام كنانة في الإسلام نصر بن سيّار أمير خراسان من قبل هشام ابن عبد الملك، وقد قام بغزوات كثيرة ما وراء النهر، وكان مقامه بمرو، وفي زمنه ظهرت الدعوة العباسية واستفحل أمرها بخراسان، فكتب أبياتاً من الشعر إلى مروان بن محمد، آخر خلفاء بني أمية، يدعو بني أمية فيها إلى اليقظة والقضاء على الدعوة العباسية قبل استفحالها وآخرها قوله:

فقلت من التعجب ليت شعري   أأيـقـاظ أمـيّــة أم نيــام

 

توفي سنة 131هـ.

 

ومنهم عروة بن أُذينة، كان شاعراً غزلياً رقيقاً وكان إلى ذلك فقيهاً محدثاً ومن جيد غزله قوله:

إن التـي زَعَمَتْ فؤادك ملّهـا

جُعلت هواك كما جُعلتَ هوىً لها

فبك الذي زَعَمَتْ بها وكلاكمـا

يبـدي لصـاحبـه الصَّبابةَ كلَّها

ويبيت بين جوانحي حُبٌّ لهـا

لو كـان تحـت فِراشهـا لأقلّها

 

ومن أعلامها أيضاً الشاعر الفارس أبو الطُفيل عامر بن واثلة، له صحبة برسول الله وكان بعد ذلك من أصحاب علي بن أبي طالب t، ومن وجوه شيعته.

 

ومن أعلامها أيضاً أبو ذَرّ الغفاري جُندُب بن جُنادة، وكان من كبار الصحابة، وفي زمن الخليفة عثمان بن عفان أخذ يحرض الفقراء على الأغنياء، فنفاه عثمان إلى الربذة، توفي سنة 31هـ.

 

بعض المراجع
ـ جاد المولى والبجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، أيام العرب في الجاهلية (القاهرة 1950م).
ـ ابن حزم، جمهرة الأنساب، تحقيق عبد السلام هارون (القاهرة 1962م).
ـ ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1966م).
ـ إحسان النص، قبائل العرب: أنسابها وأعلامها (بيروت 20000م).