البحر الأحمر وخليج عدن

 تتميز منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ببيئتها البحرية والساحلية الغنية بسلسلة حيود بحرية ونباتات وحيوانات بحرية. فرغم أنها محاطة بأراضٍ مجدبة فإنها أوت وتأوي مجموعات إحيائية عديدة وبقايا أنواع شبه منقرضة. فقد عاشت في هذه البيئة منذ القدم نباتات وحيوانات بحرية أغنت المنطقة بيئياً ووفرت لها فرص إقامة علاقات حضارية وتجارية مع شبه الجزيرة العربية وأفريقيا وأوروبا وبلدان آسيا، حتى البعيدة منها. 

 

يعد البحر الأحمر أحد أهم المناطق الذي يضم تنوعاً إحيائياً فريداً في العالم. فهو ملجأ شبه منعزل تأوي إليه هذه الأحياء ويؤمن لها وسائل البقاء والعيش والتكاثر بفضل مياهه التي يتفاوت عمقها بين أقل من متر واحد وألفي متر. وبفضل هذا التنوع الطبيعي نمت أشجار المانغروف ذات الجذور المتدلية من الأغصان، كما كثرت الأعشاب البحرية والحيود الطحلبية، فأصبحت الأنواع المستوطنة من أسماك ولا فقاريات عديدة وكثيرة.

  

مياه خليج عدن معتدلة البرودة، غنية بالمواد المغذية، لكنها تتعرض للرياح الموسمية الحارة مما يضعف نمو الحيود البحرية. لذلك لا تتعدى هذه الحيود نسبة 5 بالمئة من الشاطئ اليمني لخليج عدن. وتقوم بدلاً عنها، جروف عالية ذات حوافٍ حادة الارتفاع، وتنتشر جروف صخرية بين الشواطئ الرملية التي تلجأ إليها عادة السلاحف الخضراء لتضع بيوضها. ولا يعرف الكثير عن ثروات خليج عدن المحاذي للصومال، إنما ما نعرفه هو أن هذا الخليج يضم حيوداً مرجانية وغابة من المانغروف.


يقع أرخبيل سقطرة على الجزء الشرقي من خليج عدن وهو جزء من اليمن. وهو غني جداً بالأنواع الإحيائية المستوطنة. فأكثر من ثلث نباتاته وأشجاره مستوطنة مما يجعلها واحدة من أول عشر جزر في العالم في هذا المضمار. وكثير من هذه النباتات المستوطنة يعود إلى الحياة النباتية القديمة التي لم يعد لها وجود في البرين الأفريقي والعربي. فخلافاً لمثيلاته في العالم ظل أرخبيل سقطرة في منأى عن التطور العمراني. وليس من دليل على انقراضٍ كبير في نباتاته. وظل المحيط البحري لهذا الأرخبيل على بدائيته، لم يفسده التلوث ولا الاستغلال التجاري. 

 

تعيش في مياه هذه المنطقة أعداد كبيرة من الأنواع المهمة العالمية بينها بنوع خاص الحيوانات الثديية البحرية والسلاحف البحرية والطيور البحرية. ومن الحيوانات الثديية: الدلفين والحوت والأطوم. وهذا الأخير كان يتعرض للصيد سابقاً وانقرض من مياه بلدان قريبة مثل المملكة العربية السعودية، لكنه ظل يعيش هنا بأمان ويتكاثر. أما السلاحف فإنها تبحر إلى مياه خليج عدن تفتيشاً عن غذاء ولوضع بيوضها. وهي تعتمد على الحشائش البحرية والطحالب واللافقاريات في غذائها.

 

ينتشر المانغروف بكثرة في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وبخاصة في جنوب البحر الأحمر. والمانغروف نبات مهم جداً بفضل الحماية التي تؤمنها جذوره المتدلية للشواطئ وللترسبات الرملية. وتلجأ إلى خليج عدن طيور وحيوانات بحرية متنوعة مما يعزز تكاثر هذه المخلوقات في جو طبيعي مؤات لبقائها وبالتالي لتعزيز الصيد البحري من أسماك وثمار بحر. ويتغذى القريدس أو الربيان باوراق المانغروف وأغصانه المتساقطة.

 

يبقى أن نشير هنا إلى أن المنطقة تواجه حالياً مخاطر بيئية منها ارتفاع الملوحة والحرارة مما قد يلحق أضراراً فادحة بالمزروعات وبخاصة المانغروف. كذلك تواجه المنطقة أخطاراً من صنع الإنسان بسبب التوسع العمراني الذي يجيء على حساب النبات ومنه المانغروف الذي يتعرض حالياً للاقتلاع، كما تلحق به الجمال التي تتغذى بأوراقه وأغصانه، أضراراً كبيرة أهمها إضعاف قدرته على التكاثر. كذلك يصيبه بعض الضرر حالياً بفعل بناء السدود على الأنهار وفي الوديان مما يقلل من كمية المياه الحلوة التي يحتاج إليها، وقد يحرم منها قريباً إذا استمر هذا التبديل البيئي. 

 

كما أن ضعف نمو المانغروف وتكاثره يؤثر مباشرة على الحياة السمكية. فكلما قطعت شجرة حرمت أسماك من أماكن آمنة لوضع بيوضها، وبالتالي حرمت الثروة السمكية من التكاثر. لذلك أصبح من الضروري أن تتخذ السلطات المحلية إجراءات عاجلة لتصحيح الوضع ضمن النطاق التالي:

1- حماية المانغروف.

2- تحديد أماكن الرعي.

3- تحديد التوسع العمراني وإيجاد توازن بين هذا التوسع والحاجة للحفاظ على البيئة.

4- تعزيز السقي بالمياه الحلوة.

5- تحديد مناطق المزارع السمكية وثمار البحر.

6- إنشاء مشاتل للمانغروف.

 

 



اليمن
سقطرة