جبل الكرمل

جبل الكرمل من جبال فلسطين المحتلة هو جبل ساحلي يطل على البحر الأبيض المتوسط وعلى ميناء مدينة حيفا وخليج عكا وهو يعتبر النهاية الشمالية لجبال نابلس. يأخذ الجبل شكل مثلث، رأسه في الشمال الغربي وقاعدته في الجنوب الشرقي وأعلى قمة فيه هي قمة عين الحايك ويبلغ ارتفاعها حوالي 600 متراً، ويقع جزء كبير من مدينة حيفا على جبل الكرمل وكذلك بعض القرى مثل أم الزينات وقرية اجزم وأحراش الكرمل.

تكسو أشجار السنديان والبلوط واللوز البري جبل الكرمل وكذلك العنب والزيتون واللوزيات.

وهناك آثار تعود إلى العصر الحجري الوسيط تدل على ان النطوفيين (المنسوبين إلى مغائر النطوف شمال القدس)، الذين تركزت حضارتهم على الساحل ،عاشوا أيضا في مغائر جبل الكرمل ثم تبعهتهم حضارات أخرى كالكنعانيين وغيرهم. وأقام الكنعانيون بعض مدنهم وقراهم في المناطق المجاورة مثل الطنطورة وقيسارية، وبنوا حيفا القديمة قريبا جدًا من حيفا الحالية، وقد بقي منها بعض الآثار التي تدل على مكانها في جبل الكرمل وهي على شكل قناطر.

صخور جبل الكرمل هي من الجير الرخو ومن التربة الرسوبية وتكثر فيها المتحجرات.

ذكر جبل الكرمل في كتب التوراة والعهد القديم ويقال ان معنى الاسم في اللغات السامية الأولى كالسريانية والآرامية هو "كرم إيل" ويعني "كرمة الله" (أو حديقته). هذه الكتب تقول بأن النبى إيليا اختار هذا الموضع لأن الكنعانيين كانوا يعتقدون بأن جبل الكرمل هو مسكن الآلهة وهناك واجه أنبياء البعل وعشتاروت وانتصر عليهم وقتلهم.

هناك مغارتين في جبل الكرمل، عليا وسفلى في سفح الجبل المقابل للبحر تسمان باسمه ويقال بأنه سكن فيهما. ويعتبر جبل الكرمل جبلا أثريا وجبلا مقدسا عند بعض الطوائف المسيحية لكونهم يعتقدون بأن عودة المسيح تسبقها عودة النبي ايليا.

وفي 1868م أتت إحدى هذه الطوائف من ألمانيا وانشأت مستوطنات وأقامت أول حي ألماني على الطراز الحديث في المدينة وهو حي "كارملهايم" الذي لايزال إلى اليوم في سفح جبل الكرمل. وكذلك نرى اليوم هناك مزار مريم العذراء، سيدة الكرمل، وهو من أقدم الكنائس المبنية لتكريمها.

وجبل الكرمل هو الموطن الأصلي لفرقة الكارملايت الكاثوليكية التي تأسست هناك في القرن الثاني عشر ميلادي.

وانشأ البهائيون، ضريح الباب ومركزهم الإداري وحدائقهم على سفح هذا الجبل المقدس أيضا.

المصدر: ويكيبيديا