محمية جزر النخل الطبيعية

أنشئت محمية جزر النخل الطبيعية بموجب القانون رقم 121 تاريخ 9 آذار 1992. وتديرها لجنة المحمية الطبيعية تحت إشراف وزارة البيئة.

تحتوي محمية جزر النخيل الطبيعية على ثلاث جزر متوسّطية غير مأهولة بالسكان وحزام من حوالي 500م من المياه المحيطة بها، وتقع على بعد حوالي 5.5 كلم شمالي غربي
طرابلس.

تشكّل جزر سنني ورامكين (الفنار) والنخل الجزر الحقيقية الوحيدة في
لبنان. ولهذا النظام البيئي البحري أهمية على المستوى العالمي إذ يشكّل أحد مواطن التفريخ القليلة المتبقية للسلحفاة "ضخمة الرأس" (Loggerhead Turtle – CARETTA CARETTA) المهدّدة. وتشكّل الجزر أيضاً مكان استراحة لـِ 156 نوعاً من الطيور المهاجرة (بما فيها العديد من الأنواع النادرة والمهدّدة). وبالإضافة إلى أنّها غنية بالحياة النباتية الساحلية والنباتات الطبية.

تتميّز مياهها الساحلية بوفرة السمك والإسفنج البحري والكائنات البحرية الأخرى. وتجدر الإشارة إلى أنه تُسمح السباحة في أجزاء من المحمية خلال فصل الصيف، في حين تبقى الجزر خلال بقية العام جنةً تنعم فيها الحيوانات البرية بالهدوء والسكينة.

محمية جزر النخل الطبيعية غنية بالتنوّع البيئي. فهناك أنواعاً عدة من الطيور مثل: مالك الحزين/البلشون الرمادي الذي يهاجر بأعداد كبيرة وتستضيفه المحمية شتاءً بأعداد قليلة. يُشاهَد عدد قليل منه (4 إلى 7 في المرة الواحدة) بين أواخر آب وأواخر أيار. إلا أنه تمّ اكتشاف ما يعادل 25 طيراً مشتّياً في جزر النخل. ويمكن أن تجده جاثماً فوق الصخور. أما لذعرة البيضاء، وهو هو طائر نادر يتوالد صيفاً بشكل غير منتظم (وإن كان قد سبق له التوالد في جزر النخل في أوائل القرن العشرين). يعتبر هذا الطائر من الطيور المهاجرة العادية وزائراً شتوياً للمحمية. يمكن العثور عليه بين منتصف أيلول وأوائل نيسان في جزر النخل، في أماكن ملائمة بالقرب من الماء. وهناك الحجوالة الذي يهاجر هذا الطير بأعداد اعتيادية إلى كبيرة في فصل الربيع، من منتصف شباط إلى أواخر أيار. وبالرغم من أنّها تهاجر بالآلاف، يمضي القليل منها فصل الشتاء في المحمية، وكذلك الطيور الصيفية غير المتوالدة التي تظهر بشكل متقطّع. يُشاهد الحجوالة في جزر النخل وشيخ زنّاد أكثر من سائر الأمكنة.

   

كما توجد في المحمية أنواعاً من السلاحف. فالسلحفاة البحرية الخضراء هي نوع مهدّد عالمياً. تقضي السلحفاة البحرية الخضراء الشتاء في مياه جزر النخل. تقتات بالأعشاب وتقضي معظم وقتها وهي تتغذّى من الطحالب والأعشاب البحرية التي تنمو في المياه الضحلة. تأكل صغار السلحفاة النباتات وكائنات أخرى مثل قنديل البحر والسلطعون والإسفنج والبزاق والديدان. والسلحفاة البحرية ضخمة الرأس هي نوع مهدّد عالمياً. تعيش في مياه الإفريز القاري الضحلة، غالباً في مياه لا يتعدّى عمقها بضع عشرات من الأمتار. تضع الإناث بيضها في الشواطىء الرملية، عادة فوق متوسّط خطّ المدّ (average high-tide line) ما بين أواخر أيار وآب، ويتراوح العدد السنوي للأعشاش على جزر النخل ما بين 20 و36. تضع العديد من الإناث بيضها على الشاطىء نفسه عاماً بعد عام، في حين تضع القليل منها على شواطىء مختلفة بين الموسم والآخر. تقتات هذه السلحفاة باللحم بشكل أساسي وتقضي معظم وقتها بالقرب من سلسلة الصخور البحرية الضحلة أو أسفل الرفّ الصخري لتصطاد قنديل البحر والإسفنج والسلطعون والبطلينوس والسمك والحبّار والمحار. أما صغار السلحفاة التي لا تغطس، فتبقى قرب السطح وتعوم غالباً مع الأعشاب البحرية. كذلك توجد العظاءة الجدارية، وهي نوع من السحليات شائع ومنتشر في لبنان ويمكن العثور عليه بدءاً من الشاطىء وحتى ارتفاع 1800 متر. تتواجد هذه السحليات بأشكال متنوّعة على جزر النخل أكثر منه على البرّ الرئيسي، وإن كانت لا تشكّل بعد نويعاً. هي نهارية (تستمتع بضوء النهار الدافىء) وتقتات بالحشرات والنباتات على حدٍّ سواء. قد تعثر على سحليات جدارية في المناطق الرملية حيث يتوفر الملاذ الملائم (حطب، حطام...)، إلا أنها أكثر شيوعاً في المناطق الصخرية.

   

أما الثدييات، فهناك الخفاش الشائع وهو الأصغر (3.5-5.0 سم ) والأكثر تواجداً في لبنان. يظهر بعد مغيب الشمس وبوسعه تناول 3000 حشرة في ليلة واحدة، (حوالي المليون في السنة)، مسهماً إلى حدٍّ كبير في ضبط عدد الحشرات. قد تعيش أنثى خفاش الشائع حتى 16 عاماً، في حين يعيش الذكر خمس سنوات على الأقل. ينجب الخفاش عادة، في حزيران أو تموز، ذرية تتغذّى من حليب الأم خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة إلى أن يتمكن الخفاش الصغير من التحليق للمرّة الأولى. في جزر النخل، يطالعك الخفاش الشائع على جدران الآبار وفي الشقوق الصغيرة خلال فصل الصيف.

   


هذا بالإضافة إلى فراشة الحرفش وهي فراشة تهاجر مساحات بعيدة وتشكّل هجرتها إحدى أكثر الهجرات إثارة في لبنان. يمكن العثور عليها في الأماكن المفتوحة والمشمسة في كافة أنحاء لبنان، من الساحل إلى أعلى القمم. يتفاوت عدد هذه الفراشة بين العام والآخر. ويظنّ السكان المحليون أنه حالما يطلّ عدد كبير من فراشات "الحرفش" (لا سيما في آذار)، لن يتأخّر طائر السمانى عن الظهور خلفها. تتناسل هذه الفراشة في شهري نيسان وأيار وتعاود الظهور كمهاجرة في فصل الخريف. وتوحي العينان الزائفتان على جناحي "السيدة المطلية" لأعدائها (الطيور، السحليات، العنكبوت، الفئران، السرعوف...) بأنهم تحت المراقبة طوال الوقت.

تتميز جزر النخيل بتنوع نباتي، فالشمرة البحرية هي نبتة معمّرة ومهدّدة تتواجد أصلاً على طول البحر المتوسط وفي أوروبا. يرغبها الناس كثيراً لغناها باليود، إذ يمكن تخليل الجزء الأخضر منها أو تناوله مباشرة مع السلطة. والماميثا البحري هي نبتة سنوية تتميّز بزهورها الصفراء وورقها الفضي المائل إلى الأخضر. تتواجد هذه النبتة المهدّدة إقليمياً بالقرب من البحر ويُستخدم عصيرها كقطرة عين لمعالجة التهاب باطن الجفن وسائر أمراض الجفون. يمكن أيضاً استخدامها ككحل للعينين. أيضاً يوجد النرجس البحري أو الزنبق الرملي الذي ينتج زهراً أبيض، كبيراً وجميلاً، في الصيف. يمكن العثور عليه في الكثبان الساحلية. ويمكن استغلال النرجس البحري تجارياً على جزر النخل إذ من المتوقّع أن يختفي على طول سواحل اليابسة بسبب التمدّد العمراني.

طرابلس#لبنان

المصدر: http://www.destinationlebanon.gov.lb



طرابلس
لبنان