عوجوا ، فحيوا لنعمٍ دمنة َ الدارِ ، |
ماذا تحيونَ من نؤيٍ وأحجارِ ؟ |
أقوى ، وأقفَرَ من نُعمٍ، وغيّرهَ |
هُوجُ الرّياحِ بها والتُّربِ، مَوّارِ |
وقفتُ فيها، سراة َ اليومِ، أسألُها |
عن آلِ نُعْمٍ، أمُوناً، عبرَ أسفارِ |
فاستعجمتْ دارُ نعمٍ ، ما تكلمنا ، |
و الدارُ ، لو كلمتنا ، ذاتُ أخبارِ |
فما وجَدْتُ بها شيئاً ألوذُ به، |
إلاّ الثُّمامَ وإلاّ مَوْقِدَ النّارِ |
وقد أراني ونُعْماً لاهِييَنِ بها، |
والدّهرُ والعيشُ لم يَهمُمْ بإمرارِ |
أيّامَ تُخبْرُني نُعْمٌ وأُخبِرُها، |
ما أكتُمُ النّاسَ من حاجي وأسراري |
لولا حبائلٌ من نعمٍ علقتُ بها ، |
لأقْصَرَ القلبُ عَنها أيّ إقْصارِ |
فإن أفاقَ ، لقد طالتْ عمايتهُ ؛ |
والمرءُ يُخْلِقُ طوراً بعد أطوارِ |
نبئتُ نعماً ، على الهجرانِ ، عاتبة ً ؛ |
سَقياً ورَعياً لذاك العاتِبِ الزّاري |
رأيتُ نعماً وأصحابي على عجلٍ ، |
والعِيسُ، للبَينِ، قد شُدّتْ بأكوارِ |
فريعَ قلبي ، وكانتْ نظرة ٌ عرضتْ |
حيناً ، وتوفيقَ أقدارٍ لأقدارِ |
بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها، |
لم تُؤذِ أهلاً، ولم تُفحِشْ على جارِ |
تلوثُ بعدَ افتضالِ البردِ مئزرها ، |
لوثاً ، على مثلِ دِعصِ الرملة الهاري |
و الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها ، |
في جِيدِ واضِحة ِ الخَدّينِ مِعطارِ |
تسقي الضجيعَ - إذا استسقى - بذي أشرٍ |
عذبِ المذاقة ِ بعدَ النومِ مخمارِ |
كأنّ مَشمولة ً صِرْفاً برِيقَتِها، |
من بعدِ رقدتها ، أو شهدَ مشتارِ |
أقولُ ، والنجمُ قد مالتْ أواخرهُ |
إلى المغيبِ : تثبت نظرة ً ، حارِ |
ألَمحَة ٌ من سَنا بَرْقٍ رأى بصَري، |
أم وجهُ نعمٍ بدا لي ، أم سنا نارِ ؟ |
بل وجهُ نعمٍ بدا ، والليلُ معتكرٌ ، |
فلاحَ مِن بينِ أثوابٍ وأستْارِ |
إنّ الحمولَ التي راحتْ مهجرة ً ، |
يتبعنَ كلّ سيفهِ الرأي ، مغيارِ |
نَواعِمٌ مثلُ بَيضاتٍ بمَحْنية ٍ، |
يحفزنَ منهُ ظليماً في نقاً هارِ |
إذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هيّجَني، |
وإنْ تغربّتُ عنَها أُمِّ عَمّارِ |
و مهمة ٍ نازحٍ ، تعوي الذئابُ بهِ ، |
نائي المِياهِ عنِ الوُرّادِ، مِقفارِ |
جاوزتهُ بعلنداة ٍ مناقلة ٍ |
وعرَ الطّريقِ على الإحزان مِضمارِ |
تجتابُ أرضاً إلى أرضٍ بذي زجلٍ |
ماضٍ على الهولِ هادٍ غيرِ مِحيارِ |
إذا الرّكابُ وَنَتْ عَنها ركائِبُها، |
تشذرتْ ببعيدِ الفترِ ، خطارِ |
كأنّما الرّحلُ منها فوقَ ذي جُدَدٍ، |
ذبَّ الريادِ ، إلى الأشباحِ نظارِ |
مُطَرَّدٌ، أفرِدتْ عنْهُ حَلائِلُهُ، |
من وحشِ وجرة َ أو من وحش ذي قارِ |
مُجَرَّسٌ، وحَدٌ، جَأبٌ أطاعَ له |
نباتُ غيثٍ ، من الوسميّ ، مبكارِ |
سَراتهُ، ما خَلا لَبانِه، لَهقٌ، |
و في القوائمِ مثلُ الوشمِ بالقارِ |
باتَتْ له ليلَة ٌ شَهباءُ تَسفعُهُ |
بحاصبٍ ، ذاتِ إشعانٍ وأمطارِ |
وباتَ ضيَفاً لأرطاة ٍ، وألجأهُ، |
مع الظّلامِ، إليها وابلٌ سارِ |
حتى إذا ما انجلَتْ ظلماءُ لَيلَتِهِ، |
و اسفرَ الصبحُ عنهُ أيّ إسفارِ |
أهوى له قانصٌ ، يسعى بأكلبهِ ، |
عاري الأشاجع، من قُنّاصِ أنمارِ |
مُحالفُ الصيّدِ، هَبّاشٌ، له لحمٌ، |
ما إن عليهِ ثيابٌ غيرُ أطمارِ |
يسعى بغضفٍ براها ، فهي طاوية ٌ ، |
طولُ ارتحالٍ بها منهُ ، وتسيارِ |
حتى إذا الثّوْرُ، بعد النُفرِ، أمكَنَهُ، |
أشلى ، وأرسلَ غضفاً ، كلها ضارِ |
فكرّ محمية ً من ان يفرّ ، كما |
كرّ المحامي حفاظاً ، خشية َ العارِ |
فشكّ بالروقِ منه صدرَ أولها ، |
شَكّ المُشاعِبِ أعشاراً بأعشارِ |
ثمّ انثنى ، بعدُ ، للثاني فأقصدهُ |
بذاتِ ثغرٍ بعيدِ القعرِ ، نعارِ |
وأثبَتَ الثّالثَ الباقي بنافِذَة ٍ، |
من باسِيلٍ عالمٍ بالطّعنِ، كرّارِ |
وظلّ، في سبعة ٍ منها لحِقنَ به، |
يكُرّ بالرّوقِ فيها كَرّ إسوارِ |
حتى إذا قَضَى منها لُبانَتَهُ، |
وعادَ فيها بإقبالٍ وإدبارِ |
انقضّ ، كالكوكبِ الدريّ ، منصلتاً ، |
يهوي ، ويخلطُ تقريباً بإحضارِ |
فذاكَ شبْهُ قَلوصى ، إذ أضَرّ بها |
طولُ السرى والسرى من بعد أسفارِ |