أماوي! قد طال التجنب والهجر، |
وقد عذرتني، من طلابكم، العذرُ |
أماوي! إن المال غادٍ ورائح، |
ويبقى ، من المال، الآحاديث والذكرُ |
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ، |
إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ |
أماوي! إما مانع فمبين، |
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ |
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى ، |
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ |
إذا أنا دلاني، الذين أحبهم، |
لِمَلْحُودَة ٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ |
وراحوا عجلاً ينفصون أكفهم، |
يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ |
أماوي! إن يصبح صداي بقفرة ٍ |
من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ |
ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني، |
وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ |
أماوي! إني، رب واحد أمه |
أجرت، فلا قتل عليه ولا أسرُ |
وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً |
أراد ثراء المال، كان له وفرُ |
وإني لا آلو، بكالٍ، ضيعة ، |
فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ |
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً |
وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ |
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي |
شهوداً، وقد أودى ، بإخوته، الدهرُ |
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى |
كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ |
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً |
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ |
فما زادنا بأواً على ذي قرابة ٍ، |
غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ |
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ |
على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ |
وما ضَرّ جاراً، يا ابنة َ القومِ، فاعلمي |
يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ |
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ |
وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ |