شبيب بن شيبة

توفي 170 هـ

هو شبيب بن شيبة بن عبد الله التميمي خطيب البصرة في زمن العباسيين .

 

إمتاز بخطبه البليغة والقصيرة والتي وصفها أحمد الهاشمي في كتاب جواهر الأدب بالقريبة من حد الإعجاز.

 

نشأ شبيب بن شيبة في البصرة . وكان يعرف أبو جعفر المنصور قبل توليه الخلافة وعندما أصبح المنصور خليفة جاء إلى بغداد و اتصل به وتعرف على المهدي ولي العهد وأصبح صديقاً له وبقي كذلك عندما أصبح المهدي خليفة فصار من خيرة سماره وجلسائه وبقي كذلك إلى ان توفي سنة 170 للهجرة.

 

ورد في "وفيات الأعيان" لابن خلكان:

" أبو معمر شبيب بن شيبة الخطيب المنقري البصري؛ حدث عن الحسن ومعاوية بن قرة وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، وروى عنه عيسى بن يونس وأبو بدر شجاع بن الوليد وغيرهما، وكان له لسن وفصاحة. وقدم بغداد في أيام المنصور فاتصل به وبالمهدي من بعده، وكان كريماً عليهما أثيراً عندهما.

 

قال شبيب: كنت أسير في موكب أمير المؤمنين أبي جعفر فقلت: يا أمير المؤمنين رويداً فإني أمير عليك، فقال: ويلك، أمير علي؟ قلت: نعم، حدثني معاوية بن قرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقطف القوم دابة أميرهم، فقال أبو جعفر أعطوه دابة فهو أهون من أن يتأمر علينا.

 

وقال أيضاً: قال لي أبو جعفر وكنت في سماره: يا شبيب عظني وأوجز، فقلت: يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قسم الدنيا فلم يرض لك إلا بأرفعها وأشرفها فلا ترض لنفسك من الآخرة إلا مثل الذي رضي لك من الدنيا، وأوصيك بتوقى الله عز وجل فإنها عليكم نزلت وعنكم أقبلت وإليكم صدرت. قال: لقد أوجزت وقصرت. قلت: والله لئن قصرت فما بلغت كنه النعمة فيك.

 

وخرج شبيب من دار المهدي فقيل له: كيف تركت الناس؟ قال: تركت الداخل راجياً والخارج راضياً.

 

وقال حماد بن سلمة: كان شبيب بن شيبة يصلي بنا في المسجد الشارع في مربعة أبي عبيد الله، فصلى يوماً الصبح فقرأ بالسجد و(هل أتى على الإنسان) فلما قضى الصلاة قام رجل فقال: لا جزاك الله عني خيراً فإني كنت غدوت لحاجة فلما أقيمت الصلاة دخلت أصلي فأطلت حتى فاتتني حاجتي. قال: وما حاجتك؟ قال: قدمت من الثغر في شيء من مصلحته وكنت وعدت البكور إلى الخليفة لأتنجز ذلك، قال: فأنا أركب معك، وركب معه ودخل على المهدي فأخبره الخبر وقص عليه القصة، قال: فتريد ماذا؟ قال: قضاء حاجته، فقضى حاجته وأمر له بثلاثين ألف درهم فدفعها إلى الرجل، ودفع له شبيب من ماله أربعة آلاف درهم وقال له: لم تضرك يا أخي السورتان.

 

وقال الأصمعي: كان شبيب بن شيبة رجلاً شريفاً يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم، وكان يغدو في كل يوم ويركب، فإذا أراد أن يغدو أكل من الطعام شيئاً ثم يركب، فقيل له: إنك تباكر الغداء، فقال: أجل أطفئ به فورة الجوع وأقطع به خلوف فمي وأبلغ به في قضاء حاجتي، فاني وجدت خلاء الجوف وشهوة الطعام يقطعان الحكيم عن بلوغ حاجته ويحمله ذلك على التقصير فيما به الحاجة، وإني رأيت النهم لا مروءة له، ورأيت الجوع داءً، فخذ من الطعام ما يذهب عنك النهم وتداوي به الداء.

 

قيل إن شبيباً أتى سليمان بن علي الأمير في حاجة، فقال له سليمان: قد حلفت أني ل? أقضي هذه الحاجة، فقال: أيها الأمير إن كنت لم تحلف بيمين قط فحنثت فيها فما أحب أن أكون أول من أحنثك، وغن كنت ترى غيرها خيراً منها فكفر، فقال: أستخير الله، ثم قضاها.

 

وكان يقول: من سمع كلمة يكرهها فسكت انقطع عنه ما يكره، فإن أجاب سمع أكثر مما يكره".