إذا فاضَ دمعي واستهلّ على خدِّي |
وجاذبني شوقي إلى العلم السّعدي |
أذكر قومي ظلمهم لي وبغيهم |
وقلة َ إنصافي على القربِ والبعدِ |
بَنَيْتُ لهمْ بالسَّيفِ مجْداً مُشيّداً |
فلّما تناهى مجدهمْ هدموا مجدي |
يعيبونَ لوني بالسواد وإنما |
فعالهم بالخبث أسودُ من جلدي |
فواذلّ جيراني إذا غبتُ عنهمُ |
وطالَ المدَى ماذا يلاقونَ من بَعدي |
أَتحْسبُ قَيْسٌ أنَّني بعد طردِهمْ |
أخافُ الأعادي أو أذلَُ من الطَّردِ |
وكيفَ يحلَُ الذُلّ قلبي وصارمي |
إذا اهتزَّ قَلْبُ الضَّدِّ يخْفِقُ كالرَّعْد |
متى سلّ في كفِّي بيوم كريهة |
فلا فَرْقَ ما بيْنَ المشايخ والمُرْدِ |
وما الفخرٌ إلاّ أنْ تكونَ عمامتي |
مكوّرة َ الأطرافِ بالصّارم الهندي |
نديميّ إمّا غبتما بعد سكرة ٍ |
فلا تذكرا أطلالَ سلمى ولاهندِ |
ولا تَذْكرا لي غيرَ خَيلٍ مُغيرة ٍ |
ونقعْ غبارٍ حالك اللّون مسودّ |
فإنّ غبارَ الصّافِنات إذا علا |
نشقتُ لهُ ريحاً ألذَّ منَ النّدّ |
وريحانتي رمحي وكاساتُ مجلسي |
جماجمُ ساداتِ حراصٍ على المجد |
ولي منْ حسامي كلّ يوْمٍ على الثَرى |
نقوشُ دمٍ تغني النَّدامى عن الوردِ |
وليْسَ يَعيبُ السَّيفَ إخلاقُ غِمْدِه |
إذا كانَ في يوم الوغى قاطع الحدّ |
فلِلَّهِ دَرِّي كمْ غُبارٍ قطَعْتُهُ |
على ضامر الجنبين معتدلِ القدّ |
وطاعنتُ عنه الخيل حتى تبّددت |
هزاماً كأسرابِ القطاءِ إلى الوردِ |
فزَارة ُ قد هيَجتُم لَيثَ غابة ٍ |
ولم تفرقوا بين الضلالة ِ والرُّشدِ |
فقولوا لِحصْنٍ إنْ تَعانَى عدَاوَتي |
يبيتُ على نارٍ من الحزنِ والوجدِ |