اقترب الوعـد والقلـوب إلـى أمية بن أبي الصلت

اقتَرَبَ الوَعـدُ وَالقُلـوبُ إِلـى

اللَهـوِ وَحُـبِ الحَيـاةِ سائِقُهـا

باتَت هُمومي تَسـري طَوارقُهـا

اكُفَ عَينِـي وَالدَّمـعُ سابِقُهـا

لَمَّـا أَتَاهَـا مِـنَ اليَقيـنَ وَلَـم

تَـكُـن تَـراهُ يَلُـمُّ طـارِقُهـا

مَا رَغبَةُ النَّفـسِ فِي الحَيـاةِ وَإِن

عاشَت طَويلاً فَالـمَوتُ لاحِقُهـا

قَد أُنبئَـت أَنَهّـا تَعـودُ كَمـا

كانَت بَدِيّـاً بِالأَمـسِ خاَلِقُهـا

وَأَنَّ مـا جَمَّـعَـت وَأَعجَبَهـا

مِـن عَيشِهـا مَـرَّةً مُفـارِقُهـا

تَعـاهَـدَت هَـذِهِ القُلـوبُ إِذا

هَمَّت بِخَيـرٍ عاقَـت عَوائِقُهـا

وَصَـدَّها لِلشَّقـاءِ عَـن طَلَـبِ

الجَنَّـةِ دُنيـا الإِلَـهُ مـا حِقُهـا

عَبـدٌ دَعـا نَفـسَـهُ فَعـاتَبَهـا

يَعلَـمُ أَنَ الـصَّبـرَ رامِـقُـهـا

مَن لَم يَمُت عَبطَةً يَمُـت هَرِمـاً

للمَوتُ كَـأسٌ وَالـمَرءُ ذائِقُهـا

يوشِـكُ مَـن فَـرَّ مِـن مَنيَتِـهِ

فِـي بَعـضِ غِـرّاتِـهِ يواقِفُهـا

لا يَستَـوي الـمَنـزِلانِ ثُمَّ وَلا

الأَعمـالُ لا تَستَـوي طَرائِقُهـا

أَمَن تَلَظَّـى عَلَيـهِ واقِـدَةُ النَّـارِ

مُحـيـطٌ بِـهِـم سُـرادِقُهـا

أَم مَسـكَـنُ الـجَنَـةِ الَّـتِـي

وُعِدَ الأَبرارُ مَصفوفَـةٌ نَمارِقُهـا

هُمـا فَريقـانِ فِرقَـةٌ تَـدخُـلُ

الجَنَـةَ حُفَّـت بِهِـم حَدائِقُهـا

وَفِرقَـةٌ مِنهُـم وَقَـد أُدخِلَـت

الـنَّـارَ فَسـاءَتهُـم مَـرافِقُهـا