غَشِيتُ بِقُـرَّا فَرطَ حَـولٍ مكمّل |
مَغانِـيَ دَارٍ من سُعادٍ ومَنْزِلِ |
تَرَى جُـلَّ ما أبقى السَّواري كأنَّه |
بُعَيْد السَّوافِـي أثـرُ سَيفٍ مفَلَّل |
إذا نَظَرَتْ فيه الحَفِيَّة ُ وَلوَلتْ |
خَنُوفَاً بِكَفَّيْهـا بُعَيْدَ التَّوَلُّلِ |
أتانا فلم ندفنهُ إذ جاء طارقاً |
و قلنا له : قد طالَ طولكَ فأنزلِ |
إذا هي لم تَسْتَكْ بِعُود أراكَـة ٍ |
تُنُخِّلَ فاسْتَاكَتْ بِهِ عُوْدُ إسحَلِ |
أملَّت شُهُور الصيَّفِ بَين إقامة |
ذلولاً لها الوادي ورملٍ مسهلٍ |
وَوَحْفٌ يُغَادَي بالدِّهَانِ كأنَّه |
مديدٌ غداهُ السيلُ من نبتِ عنصلِ |
إذا سئمتْ من لوحة ِ الشمسِ كنها |
كناسٌ كظلَّ الهودجِ المتحجلِ |
و كائن كررنا من جوادٍ وراءكم |
و كائن خضبنا من سنانِ ومنصلِ |
هَنَأنَا فلم نَمنُنْ عليه طَعَامَنَا |
فَرَاحَ يُبَارِي كُلَّ رأسِ مُرَجَّلِ |
دِيَارٌ لسُعدى إذ سُعَاد جِدَايَـة ٌ |
من الأُدم خُمصانُ الحَشَا غَيرُ خنثل |
بأبطَحَ تُلفِيْها فُوَيقَ فِراشِهَا |
ثَقَالُ الضُّحى لم تنتطق عن تَفَضُّلِ |
فأبَّلَ واسْتَرخَـى به الشَّأنُ بَعدما |
أسافَ ولولا سعينا لم يؤبلِ |
هجانُ البياضِ أشربتْ لونَ صفرة ٍ |
عقيلة ُ جوًّ عازبٍ لم يحللِ |
و كائن كررنا من سوامٍ عليكمُ |
ومن كَاعِبٍ ومن أسِيرٍ مُكَبَّلِ |
بَني جَعفَرٍ لا تَكفُروا حُسْنَ سَعِينَا |
وأثنُوا بِحُسنِ القولِ في كُلِّ مَحفَلِ |
تظلُّ مداريها عوازبَ وسطه |
إذا أرسَلتْـه أو كذّا غَيرُ مُرسَلِ |
يُغَّنِّي الحَمامُ فَوقَها كُلَّ شَارِقٍ |
غناءَ السكارى في عريشٍ مظللِ |
فذاكَ ولم نحرم طفيلَ بن مالكٍ |
و كنا متى نسألِ الخيرِ نفعلِ |
و لا تكفروا في النائبات بلاءنا |
إذا مسكمْ منها العدوُّ بكلكلِ |
تضلُّ المدارى في ضفائرها العلى |
إذا أُرسِلَتْ أو هكـذا غَيْرَ مُرْسَلِ |
إذا وردتْ تسقيْ بحسيٍ رعأوها |
قصيرِ الرشاءِ قعرهُ غيرُ محبل |
و أشعثَ يزهاه النبوحُ مدفع |
عن الزَّادِ ممن خَلَّف الدَّهرُ مُحثَلِ |
يَزِيْنُ مَرَادَ العَينِ من بَيْنِ جَيْبِها |
ولبَّاتِهَا أجـوازُ جَذْعٍ مُفَصَّلِ |
فَنحنُ مَنَعَّنا يوم حِرْسٍ نَسَاءَكُم |
غداة دعانا عامرٌ غيرَ مؤتلي |
لنا معقلٌ بذَّ المعاقلَ كلها |
يُرى خامِلاً من دُونِـه كلُّ مَعقِلِ |
كأنَّ الرعاثَّ والسلوسَ تصلصلتْ |
على خششاويْ جأبة القرنِ مغزلِ |
كجمرِ غضاً هبتْ له وهو ثاقب |
بمروحة ٍ لم تستتر ريحُ شمألِ |
دعا دعوة ً يالَ الجليحاءِ بعدما |
رأى عرضَ دهمٍ صرعَ السربَ مثعلِ |
فقال اركبوا أنتم حماة ٌ لمثلها |
فطرنا إلى مقصورة لم تعبل |
طوالُ الذنابي أترفت وهي جونة ٌ |
بلَبسة ِ تَسبِيغٍ وثـوبٍ مُوصَّل |
فجاءت بفرسانِ الصباحِ عوابساً |
سراعاً إلى الهجا معاً غير عزلِ |
فأحمَشَ أولاهـم وألحَـقَ سِربَهُمْ |
فوارسُ منا بالقنا المتنخلِ |
فحامى محامينا وطرف عينهم |
عَصَائِبُ مِنَّا في الوَغَـى لم تُهَلِّل |
رَدَدْنا السَّبايا من نُفَيلٍ وجَعْفَر |
وهُنَّ حُبالى من مُخِفٍّ ومُثقِلِ |
و راكضة ٍ ما تستجنُّ بجنة ِ |
بعيرَ حلالٍ راجعته مجعفلِ |
فقُلتُ لها لـمَّا رأينا الذي بها |
من الشَّرِّ : لا تَسْتَوهِلِي وتَأمَّلِي |
فإنْ كان قومي ليس عندكِ خيرهم |
فإنْ سُؤالَ النَّاسِ شَافِيْكِ فاسألِي |
و مستحلمٍ تحت العوالي حميته |
مُعَمِّمِ دَعوى مُسْتَغِيثٍ مُجَلِّلِ |
فَفَرّجتُ عنه الكَرْبَ حتى كأنما |
تأوى من الهيجا إلى حوزِ معقلِ |
مُشِيْفٍ على إحدى اثَنَتَيْنِ بنفسِه |
فُوَيتُ المَعَالي بين أسرٍ ومَقْتَلِ |
برماحة ٍ تنفي الترابَ كأنها |
هَرَاقَة ُ عَقً من شَعبَييْ مُعَجَّلِ |