أشاقتكَ أظعانٌ بجفنِ يبنبمِ |
نعم بُكُراً مثلَ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ |
غدوا فتأملتُ الحدوجَ فراعني |
وقد رفعُـوا في السَّيرِ إبرَاقُ مِعْصَمِ |
أسيلِ مشكَّ المنخرين كأنهُ |
إذا اسْتَقبَلَته الرِّيح مُسعُط شُبْرمِ |
وَرَبِّ التي أشرَقنَ في كلِّ مِذنَبٍ |
سَوَاهِمَ خُوصاً في السَّريحِ المُخَدَّمِ |
أبسَّتْ به ريحُ الجنوبِ فأسْعَدَتْ |
رَوايـا لـه بالماءِ لمَّا تَصَرَّمِ |
له هيدبٌ دانٍ كأنَّ فروجهُ |
فُوَيقَ الحَصَى والأرضِ أرفَاضُ حَنْتَمِ |
تسوفُ الأوابي منكبيه كأنها |
عَذَارَى قُرَيشٍ غير أن لم تُوَشَّمِ |
أرى إبلى عافت جدودَ فلم تذق |
بها قطرة ً إلاَّ تحلة َ مقسمِ |
فقلت لحراضٍ وقد كدتُ أزدهي |
من الشوق في إثر الخليطِ الميممِ |
يَزُرْنَ إلالاً لا يُنَحِّبْنَ غَيرَهُ |
بِكُلِّ مُلَبٍّ أشعثِ الرَّأسِ مُحْرِمِ |
عَوازِبُ لم تَسمَع نُبوحَ مَقامَـة ٍ |
ولم تَرَ ناراً تِـمَّ حـولٍ مُجرَّم |
ألم تَـرَ ما أبصَرتُ أم كنتَ ساهِياً |
فتشجى بشجوِ المستهامِ المتيمِ |
لقد بينت للعينِ أحدابها معاً |
عَلَيهِنَّ حوكِيُّ العراق المُرقَّم |
وبُنيَانَ لم تُورد وقد تمَّ ظِمؤها |
تراحُ إلى جوَّ الحياضِ وتنتمي |
سوى نارِ بيضٍ أو غزالٍ بقفرة ٍ |
أغنَّ من الخنس المناخرِ توأمِ |
عقارٌ تظلُّ الطيرُ تخطفُ زهوهُ |
و عالينَ أعلاقاً على كلَّ مفأمِ |
أهلت شهورَ المحرمينَ وقد تقتْ |
بِأذنَابِهَـا رَوْعَـاتِ أكْلَفَ مُكْدَمِ |
فقال ألا لا لم ترَ اليومَ شبحة ُ |
و ما شمتَ إلاَّ لمح برقٍ مغيمِ |
إذا رَاعِياها أنضّجَاهُ تَرامَيا |
به خِلسَة ً أو شَهـوَة َ المُتَقَرِّمِ |
وفي الظَّاعِنينَ القلبُ قد ذَهَبَتْ به |
أسيلَة ُ مَجرَى الدَّمعِ رَيَّا المُخَدَّمِ |
إذا ما دَعاها استَسْمَعَت وتأنَّستْ |
بسحماءَ من دون الغلاصمِ شدقمِ |
عَروبٌ كأنَّ الشَّمسَ تحت قناعِها |
إذا ابتسمتْ أو سافراً لم تبسمِ |
رقودُ الضحى ميسانُ ليلٍ خريدة ٌ |
قد اعتدلت في حُسنِ خلّقٍ مُطَهّم |
إذا وردتْ ماءً بليلٍ كأنها |
سحابٌ أطاعَ الريحَ من كلَّ مخرمِ |
أصاحِ ترى بَرقاً أُريك وميضَة ُ |
يُضيءُ سَنَاهُ سُوقَ أثلٍ مُرَكَّمِ |
تَعارَفُ أشباهاً على الحَوضِ كُلُّها |
إلى نَسَبٍ وسط العَشيرَة ِ مُعْلَـمِ |
غَنْمِنا أباها ثم أحـرَزَ نَسلها |
ضرابُ العدى بالمشرفي المصممِ |
وكُلُّ فتى ً يَرْدى إلى الحَرْب مُعْلَماً |
إذا ثوبَ الداعي وأجردَ صلدمِ |
وسَلهَبَة ٌ تَنضُو الجِيادَ كأنَّها |
رادة ٌ تدلتْ من فروع يلملمِ |
فذلكَ أحياها وكلُّ مُعَمَّمِ |
أريبٍ بمنعِ الضيفِ غير مضيمِ |
إذا ما غَدا لم يُسقِط الخوفُ رُمحَهُ |
و لم يشهدِ الهيجا بألوثَ معصم |