أَعاذِلُ إِنَّ المَرءَ رَهنُ مُصيبَةٍ |
صَريعٌ لِعافي الطَيرِ أَو سوفَ يُرمَسُ |
فَلا تَقبَلَن ضَيماً مَخافَةَ ميتَةٍ |
وَموتَن بِها حُرّاً وَجِلدُكَ أَملَسُ |
فَما الناسُ إِلاّ ما رَأَوا وَتَحَدَّثوا |
وَما العَجزُ إِلا أَن يُضاموا فَيَجلِسُوا |
فَمِن طَلَبِ الأَوتارِ ما حَزَّ أَنفَهُ |
قَصيرٌ وَخاضَ المَوتَ بِالسَيفِ بَيهَسُ |
نَعامةُ لَمّا صَرَّعَ القَومُ رَهطَهُ |
تَبَيَّنَ في أثَوابِهِ كَيفَ يَلبَسُ |
أَلَم تَرَ أَنَّ الجونَ أصبحَ راسِياً |
تُطيفُ بِهِ الأَيامُ ما يَتَأَيَّسُ |
عَصى تُبَّعاً أَيّامَ أُهلِكَتِ القُرى |
يُطانُ عَلى صُمِّ الصَفِحِ وَيُكلَسُ |
هَلُمَّ إِلَيها قَد أُثيرَت زُروعُها |
وَعادَت عَليها المَنجَنونُ تَكَدَّسُ |
وَذاكَ أَوانُ العِرضِ حَيَّ ذُبابُهُ |
زَنابيرُهُ وَالأَزرَقُ المُتَلَمِّسُ |
فَإِن يُقبِلوا بِالوُدِّ نُقبِل بِمِثلِهِ |
وَإِلاّ فَإِنّا نَحنُ آبى وَأشمَسُ |
وَجَمعُ بَني قُرّانَ فَاِعرِض عَلَيهِمِ |
فَإِن يَقبَلوا هاتا الَّتي نَحنُ نُوبَسُ |
يَكونُ نَذيرٌ مِن وَرائِيَ جُنَّةً |
وَيَمنَعُني مِنهُم جُلَيٌّ وَأَحمَسُ |
فَإِن يَكُ عَنّا في حُبَيبٍ تَثاقُلٌ |
فَقد كانَ فينا مِقنَبٌ ما يُعَرِّسُ |