ألا يا اسلمي لا صرم لي اليوم فاطما المرقش الأصغر

أَلا يا اسْلَمِي لا صُرْمَ لِي اليومَ فاطِما    ولا أَبَـداً مـا دامَ وَصْلُـكِ  دائِمـا

رمَتْكَ ابْنَةُ البَكْرِيِّ عَنْ فَرْعِ ضالَـةٍ      وهُنَّ بنـا خُـوصٌ يُخَلْـنَ نَعائِمـا

تَراءَتْ لَنـا يـومَ الرَّحِيـلِ بِـوارِدٍ      وعَذْبِ الثَّنايـا لـم يَكُـنْ مُتَراكِمـا

سَقاهُ حَبِـيُّ المُـزْنِ فـي  مُتَهـدِّلٍ      مِنَ الشَّمسِ رَوَّاهُ رَبابـاً  سَواجِمـا

أَرَتْكَ بِذاتِ الضَّالِ منهـا  مَعاصِمـاً     وخَـدّاً أَسِيـلاً كالوَذِيلَـةِ ناعـمـاً

صحا قَلْبُهُ عنهـا عَلـى أنَّ ذِكْـرَةً        إذا خَطَرَتْ دارتْ به الأَرضُ  قائِمـا

تبَصَّرْ خَلِيلي هل تَرى مِنْ  ظَعائِـنٍ      خَرَجْنَ سِراعاً واقْتَعَـدْنَ  المَفائِمـا

تَحَمَّلْنَ مِنْ جَوِّ الوَريعـةِ بَعْـدَ مـا       تَعالى النَّهارُ واجْتَزَعَـنْ الصَّرائِمـا

تَحَلَّيْـنَ ياقُوتـاً وشَـذراً وصِيغَـةً       وجَزْعـاً ظَفـارِيّـاً ودُرّاً تَوائِـمـا

سَلَكْنَ القُرى والجزْعِ تُحْدى جِمالُهُمْ       ووَرَّكْنَ قَوّاً واجْتَزَعْـنَ  المُخارِمـا

أَلا حَبَّـذا وَجْـهُ تُرِينـا بَيـاضَـهُ        ومُنْسَـدِلاتٍ كالمَثـانِـي واحِـمـا

وإنِّـي لأَسْتَحْيِـي فُطَيْمـةَ  جائِعـاً        خَمِيصاً، وأستحيِي فُطَيْمـةَ طاعِمـا

وإنِّـي لأَسْحْييـكِ والخَـرْقُ بَيْنَنـا         مخافةَ أَنْ تَلْقَيْ أَخـاً لِـيَ صارِمـا

وإِنِّي وإِنْ كَلَّـتْ قَلُوصِـي  لَراجِـمٌ          بِها وبَنَفْسِي، يا فُطَيْـمَ،  المَراجِمـا

أَفاطِمَ إِنَّ الحُبَّ يَعْفُـو عـن القِلـى           ويُجْشِمُ ذا العِرْضِ الكرِيمَ  المَجاشِما

أَلا يا اسْلَمي بالكَوْكَبِ الطَّلْقِ فاطِمـا       وإنْ لم يَكُنْ صَرْفُ النَّوى  مُتَلائِمـا

أَلا يا اسْلَمِي ثمَّ اعْلَمِي أَنَّ حاجَتِـي        إليكِ، فَـرُدِّي مِـنْ نَوالِـكِ فاطِمـا

أَفاطِـمَ لَـوْ أَن النِّـسـاءَ بِبَـلْـدَةٍ       وأَنْـتِ بأُخْـرى لاتَّبَعْتُـكِ  هائِمـا

متى ما يَشَأْ ذُو الوُدِّ يَصْرِمْ  خَلِيلَـهُ       ويَعْبَـدْ عليـهِ لا مَحالَـةَ ظالِـمـا

وآلـى جَنـابٌ حِلْـفَـةً فأَطعْـتَـهُ     فَنفْسَكَ وَلِّ اللَّـومَ إِنْ كُنْـتَ لائِمـا

كـأنَّ عليـه تــاجَ آلِ مُـحَـرِّقٍ     بِأَنْ ضَر مَـوْلاهُ وأَصْبَـحَ  سالِمـا

فمن يَلْقَ خَيْراً يَحْمَدِ النَّـاسُ أَمْـرَهُ       ومن يَغْوِ لا يَعْدَمْ على الغَـيِّ لائِمـا

أَلَـمْ تَـرَ أَنَّ المَـرْءَ يَجْـذِمُ كفَّـهُ      ويَجْشَمُ مِنْ لَوْمِ الصَّدِيقِ المَجاشِمـا

أَمِنْ حُلُمٍ أَصْبَحْـتَ تَنْكُـتُ  واجِمـا      وقَد تَعتَرِي الأَحلامُ مَن كـانَ نائِمـا

أخوك الـذي إنْ أَحْوَجَتْـكَ  مُلِمَّـةٌ       مِنَ الدَّهْرِ لم يَبْرَحْ لها الدَّهْر  واجما

وليس أَخـوك بالـذي إنْ تَشَعَّبَـتْ        عليكَ أمـورٌ ظـلّ يلحـاك  دائمـا