رد الخليط الجمال فانصرفوا قيس بن الخطيم

ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفوا

ماذَا عَلَيْهِمْ لَوَ انّهُمْ وَقَفُوا

لَوْ وَقَفُوا ساعة ً نُسَائلُهُمْ

رَيْثَ يُضَحّي جِمَالَهُ السَّلَفُ

فِيهِمْ لَعُوبُ العِشاء آنِسَهُ الـ

دَّلّ، عروبٌ يسوءها الخلفُ

بَيْنَ شُكولِ النّساء خِلْقَتُها

قصدٌ، فلا جبلة ٌ ولا قضفُ

ألا إنَّ بينَ الشَّرعبيّ وراتجٍ

ضراباً كتخذيمِ السَّيالِ المعضَّدِ

تغترقُ الطَّرفَ وهيَ لاهية ٌ

كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ

قَضى لهَا اللَّهُ حين يَخْلُقُها الـ

ـخالقُ ألاَّ يكنَّها سدفُ

تَنامُ عَنْ كُبْرِ شَأنِها فإذا

قَامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ

ترى اللاَّبة َ الّوداءَ يحمرُّ لونها

ويسهل منها كلُّ ربيعٍ وفدفدِ

حَوْراءُ جَيْداءُ يُسْتَضاء بها

كأنّها خُوطُ بَانَة ٍ قَصِفُ

تَمْشي كمَشْيِ الزَّهراء في دَمَثِ الـ

ـرَّملِ إلى السّهلِ دونهُ الجرفُ

ولا يغثُّ الحديثُ ما نطقتْ

وَهْوَ بِفِيها ذُو لَذَّة ٍ طَرِفُ

تَخْزُنُهُ وَهْوَ مُشْتَهًى حَسَنٌ

وهوَ إذا ما تكلمت أنفُ

كأنَّ لبّاتها تبدَّدها

هَزْلى جَرَادٍ أجْوَازُهُ جُلُفُ

كأنّها دُرَّة ٌ أحَاطَ بِها الـ

ـغوَّاصُ، يجْلو عن وجهها الصَّدَفُ

واللهِ ذي المسجدِ الحرامِ وما

جُلِّلَ مِنْ يُمْنَة ٍ لها خُنُفُ

وأنّنا دُونَ ما يَسومُهُمُ الأعـ

خَطْمَة َ أنّا وَرَاءهُمْ أُنُفُ

نفلي بحدّ الصَّفيحِ هامهمُ

وفلينا هامهمْ بنا عنفُ

وَذي شيمَة ٍ عَسْراءَ تَسْخَطُ شيمتي

أقولُ له: دعني ونفسك أرشدِ

فما المالُ والأخلاقُ إلاَّ مُعَارَة ٌ

فما اسطعتَ من معروفها فتزوَّدِ

إنّا وَلَوْ قَدَّمُوا التي عَلِمُوا

أكْبادُنَا مِنْ وَرَائهِمْ تَجِفُ

لمّا بدتْ غدوة ً جباههمُ

حنتْ إلينا الأرحامُ والصُّحفُ

مَتى ما تَقُدْ بالباطلِ الحقَّ يأبَهُ

وإنْ قُدْتَ بالحقّ الرَّواسيَ تَنْقَدِ

كقيلنا للمقدِّمينَ: قفوا

عن شأوِكُمْ، والحِرَابُ تخْتَلِفُ

مَتى ما أتَيْتَ الأمْرَ مِنْ غَير بابهِ

ضللتَ وإنْ تدخلْ من الباب تهتدِ

فمنْ مبلغٌ عني شريد بن جابرٍ

رولاً إذا ما جاءهُ وابن مرفدِ

يتبعُ آثارها إذا اختلجتْ

سُخْنٌ عَبِيطٌ عُرُوقُهُ تَكِفُ

فأقسمت لا أعطي يزيد رهينة ً

سِوَى السّيْفِ حتى لا تَنُوء له يدي

قالَ لنا النّاسُ: معشرٌ ظفروا

قلنا: فأنّى بقومنا خلفُ

لنا معَ آجامنا وحوزتنا

بَيْنَ ذُرَاها مَخارِفٌ دُلُفُ

فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ عبدَ بن نافذٍ

ومَنْ يَعْلُهُ رُكْنٌ من التُّرْبِ يَبعَدِ

يذبُّ عنهنَّ سامرٌ مصعٌ

سودَ الغواشي كأنّها عرفُ