رد الخليط الجمال فانقضبا قيس بن الخطيم

ردَّ الخليطُ الجمالَ فانقضبا

وقطّعوا منْ وصالكِ السَّببا

قادتهمُ للفراقِ شاطنة ٌ

فشطَّ وليُ الحبيبِ فاغتربا

لَمْ أدْرِ قَبْلَ النّوَى بِبَيْنِهِمُ

حتّى استطارتْ عصاهمُ شعبا

هِنْدٌ تَجَنّى الذُّنُوبَ عاتِبة ً

يا حبَّ بالعاتبِ الذي عتبا

أقسمتُ لولا الذي زعمتُ وما

خبرتُ قوماً عن مجدهمْ كذبا

وقدْ أضعتِ الذي حفظتُ منَ الـ

ـودّ -لقدَّ متُ مدحة ً عجبا

أفنيتُ دهري وطولَ دهركِ لا

نَنْفَكُّ نُزْجي مَقالة ً لَعِبَا

يَسْلُكُ منْها الصَّعودَ مَنْ طَلَبَ الـ

ـقصدَ وتعوي سباعها كلبا

هلاَّ إذِ الخورُ في أصرَّتها

والحفلُ في الذَّرّ تقطعُ العصبا

لاقَيْتِ أمري والرَّأيُ مُؤْتَنِفٌ

أتبعُ رأساً وأتركُ الذَّنبا

في غيرِ ما كنههِ سفهتِ وما

أحدثتِ حالاً فتحدثي الخطبا

الحَمْدُ للَّهِ البَنِيّة ِ إذْ

أمستْ دحيٌّ قدْ أثخنتْ غلبا

يَرْكَبُ حَزْنَ الطّرِيقِ أوَّلُهُمْ

يدعو يني عمهِ وقدْ كربا

غودرَ عندض المكرّ سيّدهمْ

فيهِ سنانٌ تخالهُ لهبا

وابنا حرامٍ وثابتٌ كشفتْ

خَيْلاهُما عَنْهُما وقَدْ عَطِبَا

زُرْنَاهُمُ بالخَمِيسِ ضَاحِية ً

نُزْجي إلى المَوْتِ جَحْفَلاً لَجِبَا

جاءتْ بنو الأوسِ عارضاً برداً

تَحْلِبُهُ الرّيحُ مُقْبِلاً حَلَبا

أرْعَنَ مِثْلَ الأتيّ أعْقَبَهُ

صَوْبُ مُلِثٍّ يُسَيِّلُ الحَدَبَا

إنَّ بني الأوسِ حينَ تستعرُ الـ

ـحَرْبُ لَكالنّارِ تأكلُ الحَطَبَا

إنَّ بني الأوسِ معشرٌ صدقوا الـ

ـضَّرْبَ وَسَنُّوا الإساءَ والنَّدَبَا

فَصَمَدُوا رَأس كَبْشِ إخْوَتِهِمْ

حتّى تولَّوا واستنفروا هربا

بكُلّ لَيْنٍ ماضٍ ضَرِيبَتُهُ

عَضْبٍ إذا ما هَزَزْتَهُ رَسَبا

قالتْ بنو الأوسِ منْ عفافهمُ

مرُّوا ولا تأخذوا لهمْ سلبا

تسوقُ أخراهمُ أوائلهمْ

كما يسوقُ المعارضُ الجلبا

لمّا دعاهمْ للموتِ سيّدهمْ

ثَابَتْ إليهمْ جُمُوعُهُمْ عُصَبَا