لِخَوْلَة َ بالدُّوميّ رَسْمٌ كأنّهُ |
عن الحولِ صحفٌ عاد فيهنَّ كاتبُ |
ظلْتُ بها أبْكي وأُشعَرُ سُخْنَة ً |
كما اعتادَ محموماً مع الليلِ صالبُ |
لعرفان آياتٍ وملعبة ٍ لنا |
ليالينا إذا أنا للجهلِ صاحبُ |
هلاليّة ٌ شطّتْ بها غَرْبَة ُ النّوى |
فمِنْ دونها بابٌ شديدٌ وحاجبُ |
تَبَدَّلتُ مِنها خُلّة ً وتبدَّلَتْ |
كلانا عَن البَيْعِ الذي نالَ راغبُ |
ألا بانَ بالرَّهْنِ الغَداة َ الحبايبُ |
فعَمْداً أكُفُّ الدمْعَ والحبُّ غالبُ |
تحمّلْنَ واستَعْجَلْنَ كلَّ مودِّعٍ |
وفيهنَّ لو تدْنو المُنى والعجايبُ |
لبثنَ قليلاً في الديارِ وعُوليتْ |
على النجبِ للبيضِ الحسانِ مراكبُ |
إذا ما حدا الحادي المُجِدُّ تدافعتْ |
بهنَّ المطايا واستحثّ النجايبُ |
وغيثٍ ثنى روادهُ خشية َ الردى |
أطاعَ وما يأتيهِ للناسِ راكبُ |
فأصْبَحَ إلاَّ وحْشَهُ وهو عازِبُ |
ورَواهُ سكباً في جمادى الأهاضِبُ |
عَفا مِنْ سَوامِ الناسِ واعتمَّ نبتُهُ |
|
تظلّ به الثيرانُ فوضى كأنّها |
مَرازِبُ وافَتْها لعيدٍ مَرازِبُ |
بكرتُ به والطيرُ في حيثُ عرستْ |
بعبل الشوى قد جرستهُ الجوالبُ |
أشقَّ كسِرْحانِ الصَّريمة ِ لاحَهُ |
طِرادُ الهوادي فهوَ أشعثُ شاسِبُ |
ذعرتُ به سرباً تلوحُ متونهُ |
كما لاحَ في أفق السماء الكواكبُ |
فعاديتُ مِنهُ أَربَعاً ثم هِبتُهُ |
ونازَلَ عنهُ ذو سراويلَ لاغِبُ |
فلمّا رأيتُ الفلّ قرناً محارباً |
ومُستوْعِلاً قدْ أَحرزَتْهُ الصَّياهِبُ |
رجعتُ به يرمي الشخوصَ كأنهُ |
قطاميّ طير أثخنَ الصيدَ خاضبُ |
أحمّ حديدُ الطرفِ أوحشَ ليلة ً |
وأعْوَزَهُ أذخارُهُ والمَكاسِبُ |
فطلّ إلى نصفِ النهار يلفهُ |
بذي الحرْثِ يوْمٌ ذو قِطارٍ وحاصِبُ |
فأصبحَ مُرتبياً إلى رأسِ رُجمة ٍ |
كما أشرفَ العلياءَ للجيشِ راقِبُ |
يقلبُ زرقاوين في مجرهدة ٍ |
فلا هوَ مَسْببوقٌ ولا الطرْفُ كاذِبُ |
فحمتْ لهُ أصلاً وقد ساء ظنهُ |
مصيفٌ لها بالجبأتين مشاربُ |
فعارَضَها يَهْوي وصَدَّتْ بوَجْهِها |
كما صدَّ من حسَ العدوَ المكالبُ |
فلمْ أرَ ما ينجوهُ ينخو لطائرٍ |
ولا مثلَ تاليها رأى الشمسَ طالبُ |
فأهْوى لها ما لا تَرى وتحَرَّدتْ |
وقد فرقتْ ريشَ الذنابى المخالبُ |
بلمعٍ كطرفِ العينِ ليستْ ترثيهُ |
وركضٍ إذا ما واكلَ الرَّكضَ ثايبُ |
فعارضَ أسرابَ القطا فَوْقَ عاهِنٍ |
فممتنعٌ منهُ وآخرُ شاجِبُ |
إذا غَشْيَ حِسياً مِلْ حساءِ درَتْ لهُ |
صوادرُ يتلونَ القطا وقواربْ |
يفرقُ خزانَ الخمايلِ بالضحى |
وقد هربتْ مما يليهِ الثعالبُ |
فلما تناهى من قلوبٍ طرية ٍ |
تذكرَ وكراً فهو شبعانُ آيبُ |