لقَدْ غدَوْتُ على النَّدمانِ، لا حَصِرٌ |
يُخْشى أذاهُ، ولا مُسْتَبْطىء ٌ زَمِرُ |
طَلْقَ اليدينِ كبِشْرٍ، أوْ أبي حَنَشٍ |
لا واغلٌ حينَ تلقاهُ ولا حصرُ |
وقَدْ يُغادي أبو غَيْلاَنَ رُفْقَتَهُ |
بقهوة ٍ ليس في ناجودِها كدرُ |
سُلافة ٍ، حصَلَتْ مِن شارِفٍ خَلَقٍ |
كأنّما ثارَ مِنْها أبجَلٌ نَعِرُ |
عانية ٍ ترفعُ الأرواحَ نفحتها |
لوْ كان يُشْفى بها الأمواتُ قد نشروا |
وقد أحدثُ أرْوى وهي خالية ٌ |
فَلا الحديثُ شَفانيها ولا النّظَرُ |
لَيسَتْ تُداويكَ مِنْ داء تُخامرُهُ |
أروى ، ولا أنتَ، مما عندها تقرُ |
كأنَّ فأرة َ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها |
حتى اشتراها بأغلى سِعْرِها التّجِرُ |
على مقبلِ أروى أو مشعشعة ٍ |
يعلو الزجاجة َ منها كوكبٌ خصرُ |
هل تدنيكَ من أروى مقتلة ٌ |
لا ناكتٌ يشتكي منها ولا زور |
كأنها أخدريّ في حلائلهِ |
لهُ، بكلّ مكانٍ عازبٍ، أثرُ |
أحفظُ، غيرانُ، ما تستطاعُ عانتهُ |
لا الوردُ وردٌ ولا إصدارهُ صدرُ |
بعانة ٍ رعتِ الأوعارَ صيفتها |
حتى إذا زَهِمَ الأكْفالُ والسُّرَرُ |
صارتْ سماحيجَ قُباً ساعة َ ادرعتْ |
شَعْبانَ، وانجابَ عَن أكفالها الوَبَرُ |
كأنَّ أقرابها القُبْطيُّ، إذْ ضَمَرَتْ |
وكادَ مِنها بقايا الماء يُعْتَصَرُ |
يشُلُّهُنَّ على الأهواء ذو حَرَدٍ |
على الظّعائنِ، حتى يَذْهَبَ الأشَرُ |
دامي الخياشيمِ، قدْ أوْجعْنَ حاجبَهُ |
فهوَ يعاقبُ، أحياناً، فينصرُ |
سَحّاجُ عُونٍ، طواهُ الشّدُّ صَيْفَتَهُ |
فالضلعُ كاسية ٌ والكشحُ مضطمرُ |
حتى إذا وضَحَتْ في الصُّبْحِ ضاحيَة ً |
جوزاؤهُ وأكبَّ الشاة ُ يحتقرُ |
وزَمّتِ الرّيحُ بالبُهْمى جَحافلَهُ |
واجتمَع الفيضُ مِن نَعمانَ والخُضَرُ |
فظلَّ بالوعرِ الظمآنُ يعصبهُ |
يومٌ تكادُ شحومُ الوحشِ تصطهرُ |
يبحثُ الأحساء من ظبيٍ وقد علمتْ |
من حيثُ يفرغُ فيهِ ماءهُ وعرُ |
وعَزَّهُ كلُّ ظنٍّ كانَ يأمُلُهُ |
من الثمادِ ونشتْ ماءها الغدر |
فهوَ بها سيء ظنّاً، وليسَ لَهُ |
بالبيضَتَيْنِ ولا بالعِيصِ، مُدَّخَرُ |
ذكّرَها مَنْهلاً زُرْقاً شرائعُهُ |
لهُ، إذا الريحُ لفتْ بينها، نهرُ |
فَحْلٌ، عَذومٌ، إذا بَصْبَصْنَ ألحقَه |
شدّ يقصرُ عنهُ المعبلُ الحشرُ |
يَشُلُّهُنَّ بصَلْصالٍ يُحشْرِجُهُ |
بينَ الضلوعِ وشدَّ ليسَ ينبهرُ |
صلبُ النسورِ فليسَ المروُ يرهصهُ |
ولا المضائغُ مِنْ رُسْغَيْهِ تَنْتشِرُ |
يذودُ عنها، إذا أمستْ بمخشية ٍ |
طرفٌ حديدٌ وقلبٌ خائفٌ حذرُ |
وهنَّ مستوجساتٌ يتقينَ به |
وهوَ على الخوفِ مستافٌ ومقتفرُ |