أتَعْرِفُ مِنْ أسْماء بالجُدّ رَوْسما |
مُحيلاً، ونؤياً دارِساً، قدْ تهدَّما |
ومَوْضِعَ أحْطابٍ، تحمّلَ أهْلُهُ |
وموقدَ نارِن كالحمامة ِ أسحما |
على آجنٍ أبقتْ لهُ الريحُ دمنة ً |
وحوضاً، كأدحِي النعامة ِن أثلما |
ترى مشفر العيساء حينَ تسوفُهُ |
إذا وجدَتْ طَعْمَ المرارة ِ أكزما |
كأنَّ اليماميَّ الطّبيبَ انبرى لها |
فذرَّ لها في الحوضِ شرياً وعلقما |
بأحناءَ مجهولٍ تعاوَى سباعهُ |
تقوَّضَ، حتى كان للطّيرِ أدْرما |
إذا صدَرَتْ عَنْهُ حَمامٌ، تركْنهُ |
لوِرْدِ قطاً، يسقي فُرادى وتوْأما |
تراها إذا راحتْ رواءً كأنّها |
معلقة ٌ عندَ الحناجرِ حنتما |
تأوَّبُ زُغْباً بالفَلاة ِ، تَرَكْنَها |
بأغبرَ مجهولِ المخارمِ أقتما |
إذا نبّهَتْهُنَّ الرّوافِدُ بالقِرى |
سقينَ مجاجاتٍ هوامدَ جثمّا |
يُنَبِّهْنَ قَيظيَّ الفِراخِ، كأنّما |
يُنَبِّهْنَ مَغْموراً مِنَ النّوْمِ أعجَما |
ثنينَ عليهِ الريشَن حتى تلاحقتْ |
وصار شَعاعاً قَيظُها، قدْ تحَطّما |
فصارتْ شلالاً وابذعرتْ كأنها |
عصابَة ُ سَبْيٍ، شَعَّ أنْ يُتقسّما |
لعمري لئن أبصرتُ قصدي لقد أنى |
لمثلي يا دهماء أن يتحلما |
وبيداءَ محلٍ، لا يُناخُ مَطِيُّها |
إذا صَخِبَ الحادي بها وتَهَمْهما |
ترى القومَ فيها يركبونَ رؤوسهُمْ |
من النومِ، حتى يكبحَ الواسطُ الفما |
قطعتُ بهوجاء النَّجاء نجيبة ٍ |
عُذافِرَة ٍ تَهْدي المطيَّ المُخزَّما |
قريبَة ُ تَهْجوني، وعوْفُ بنُ مالكٍ |
وزَيدُ بنُ عَمْرو. طَاَلَ هذا تحلُّما |
ويا للهِ ما تهجونني منْ عداوة ٍ |
ثكلتُمْ، وما ترمون بالقذعِ مفحما |
وإنا لحيّ الصدق، لا غرة بنا |
ولا مثلُ من يقري البكيءَ المصرّما |
ومستنبحِ بعد الهدوّ، دعوتهُ |
بصَوْتيَ، فاستعشى بِنِضْوٍ تزَغّما |
وإني لحلالٌ بي الحقّ، أتقى |
إذا نزلَ الأضيافُ، أنْ أتجهما |
إذا لمْ تذدْ ألبانها عن لحومها |
حلَبْنا لهُمْ منْها بأسْيافِنا دَما |
ومُنْتحِلٍ منّي العداوة َ، نالَهُ |
عناجيجُ أفراسٍ، إذا شاء ألجما |
فإن أكُ قدْ عانيتُ قومي، وهبتهم |
فهَلْهِلْ وأوْلى عَنْ نُعيمِ بنِ أخثما |
فإن أعفُ عنكمْ، يا نعيمُ، فغيركُمْ |
ثَنى عنكُمُ منّي المُسَرَّ المُجمجَما |
فجاء، وقَدْ بلّت عَلَيْهِ ثيابَهُ |
سحابة ُ مُسْوَدّ مِنَ اللّيلِ أظلَما |
فلما أضاءتهُ لنا النارُ، واصطلى |
أضاءتْ هجفاً موحشاً، قد تشهما |
فنَبّهْتُ سَعْداً بَعْدَ نوْمٍ لطارِقٍ |
أتانا ضئيلاً صوتهُ، حين سلما |
فقُلْتُ لهُمْ: هاتوا ذخيرَة َ مالكٍ |
وإن كان قد لا قى لبوساً ومطعما |
فقال: ألا لا تجشموها، وإنما |
تَنَحْنَحَ دونَ المُكْرَعاتِ، لتُجْشما |