كَالخَطِّ فِي كُتُـبِ الغُـلامِ أَجـادَه | بِمـدادِهِ وَأَسَـدَّ مِـن أَقـلامِـهِ |
قَلَـمٌ كَخَرطـومِ الحَمامَـةِ مَائِـلٌ | مُستَحفِـظٌ لِلعِلـمِ مِـن عَلاَّمِـهِ |
يَسِمُ الحُـروفَ إِذَا يَشـاءُ بِناءَهَـا | لِبَيـانِهَـا بِالنَقـطِ مِـن أَرسامِـهِ |
مِن صوفَةٍ نَفـث المِـدَادِ سُخَامَـه | حَتَّـى تَغَيَّـرَ لَونُهَـا بِسُخـامِـهِ |
يَخفَى فَيُقصَمُ مِـن شَعيـرَة أَنفُـهُ | كَقُلامَـةِ الأَظفـورِ مِـن قَلاَّمِـهِ |
وَبِأَنفِـهِ شِـقُّ تَـلاءَمَ فَاستَـوَى |
سُقي الـمِدَادَ فَـزَادَ فِـي تَلامِـهِ |
مُستَعجِمٌ وَهوَ الفَصِيحُ بِكُـلِّ مَـا |
نَطَقَ اللِسَانُ بِهِ عَلَـى اِستِعجامِـهِ |
وَلَـهُ تَـراجِمَـةٌ بِأَلسِنَـةٍ لَهُـم |
تِبيانُ مَـا يَتلُـونَ مِـن تَرجَامِـهِ |
مَا خـطَّ مِن شَـيءٍ بِـهِ كتّابـه |
مَا إِن يَبوحُ بِـهِ عَلَـى اِستِكتامِـهِ |
وَهِجـاؤُهُ قَـاف وَلاَم بَعـدَهَـا |
مِيـم مُعَلَّقَـةٌ بِـأَسـفَـلِ لاَمِـهِ |
قَالَـت لِجَارَتِهَـا الغَزّيـلُ إِذ رَأَت |
وَجهَ الـمُقَنَّـع مِـن وَرَاءِ لِثامِـهِ |
قَد كَـانَ أَبيَـضَ فَاعتَـرَاهُ أُدمَـةٌ |
فَالعَيـنُ تُنكِـرُهُ مِـن أدهيمَامِـهِ |
كَم مِـن بويـزل عَامِهَـا مهرِيَّـةٍ |
سُرُحُ اليَدَيـنِ وَمن بويـزل عَامِـهِ |
وَهَبَ الوَليـدُ بِرَحلِهَـا وَزِمامِهَـا |
وَكَـذَاكَ ذَاكَ بِرَحلِـهِ وَزِمـامِـهِ |
وَقُـوريـحٍ عَـتَـدٍ أُعِـدَّ لِنيِّـهِ |
لَبنُ اللُقوحِ فَعَـادَ مِـلءَ حِزامِـهِ |
وَهبَ الوَليدُ بِسَرجِهَـا وَلِجامِهَـا |
وَكَـذَاكَ ذَاكَ بِسَرجِـه وَلِجَامِـهِ |
أَهـدَى المُقَنَّـعُ لِلوَليـدِ قَصيـدَةً |
كَالسَيفِ أُرهِفُ حَـدُّهُ بِحُسَامِـهِ |
وَلَهُ الـمَآثِرُ فِـي قُريـشٍ كُلِّـهَا |
وَلهُ الخِلافَةُ بَعـدَ مَـوتَ هِشَامِـهِ |