وكأن فاهـا بـات مغتبقـا النابغة الجعدي

وَكَأَنَّ فاهـاً بـاتَ    مُغتَبِقـاً

بَعدَ الكَرى مِن طيِّبِ    الخَمرِ

شَرِقاً بِماءِ الـذَوبِ  أَسلَمَـهُ

بِالطودِ أَيمنُ مِن قُرَى   النَسرِ

قُرعُ الرُؤُوسِ لِصوتِها   زَجَلٌ

فِي النَبعِ والكَحلاَءِ   وَالسِـدرِ

بَكَرَت تُبَغِّي الخَيرَ فِي    سُبُلٍ

مَخرُوفَةٍ وَمَسارِبٍ    خُضـرِ

حَتّـى إِذا غَفَلَـت وَخَالَفَهـا

مُتَسَرِبلٌ أَدَماً عَلى    الصَـدرِ

صَدَعٌ أُسَيِّدُ مِن شَنُوءَةَ    مَش

اءٌ قَتَلنَ أَبـاه فِـي    الدَهـرِ

يَمشِـي بِمِحجَمِـهِ   وَقِربَتِـهِ

مُتَلَطِّفـاً كَتَلَطُّـفِ   الـوَبـرِ

فَأَصابَ غِرَّتَها وَلَو شَعَـرَت

حَدِبَت عَلَيهِ بضيّـقٍ   وَعـرِ

حَتّى تَحَـدَّرَ مِـن مَنَازِلِهـا

أُصُلاً بِسَبعِ ضَوَائـنٍ   وَُفـرِ

ما كانَ أَغنى عَن أَبِي   كَرِبٍ

ما كانَ جَمَّعَ أَو أَبِي   الجَبـرِ

مِن هَجمَـةِ دُهـمٍِ    مُزَنَّمَـةٍ

حُمرِ الخُـدُودِ وقَينَـةٍ بِكـرِ

وَأَبَـحَّ جُـنـدِيٍّ   وَثَاقِـبَـةٍ

سُبِكَتِ كَثَاقِبَةٍ مِـنَ    الجَمـرِ

وَجَدِيدِ حُرِّ الوَجهِ حُودِثَ بِال

مِثقَالِ خَبءِ خَوالِـدِ   الدَهـرِ

إِنِّي أَرى إِبلاً أضَـرَّ    بِهـا

دارُ الحِفاظِ وَمَحبِسُ   التَجـرِ

أَسَدِيَّةٌ تَرعَـى الصِـرَادَ   إِذا

ضاقَت وَتَحضُرُ جانَبي   شَعرِ