لِمَـنِ الـدارُ كَأَنضـاءِ الخِلَـل عَهدُها مِن حِقَبِ العَيـشِ الأُوَل
بِمَغامِـيـدَ فَأعـلـى أُسُـــنٍ فَحُنـانـاتٍ فَــأَوقٍ فالجَـبَـل
فَبِرَعمَيـنِ فَرَيـطـاتٍ لَـهـا وَبِأَعلـى حُـرَّيـاتٍ مُتنَـقَـل
فَذِهـابُ الكَـورِ أَمسَـى أَهلَـهُ كُّـلُّ مَوشِـيٍّ شَـواهُ ذُو رَمَـل
دارُ قَومِـي قَبـلَ أَن يُدرِكَـهُـم عَنَتُ الدَهرِ وَعَيـشٌ ذُو خَبَـل
وَشَـمُـولٍ قَـهـوَةٍ باكَرتُـهـا فِي التَبَاشِيرِ مِنَ الصُّبـحِ الأُوَل
باشَرَتـهُ جَـونَـةٌ مَرشـومَـةٌ أَو جَدِيدٌ حَـدَثُ القـارِ جَحَـل
وَضَـعَ الأُسكُـوبُ فِيـهِ رُقَعـاً مِثلَ ما يُرقَـعُ بالكَـيِّ الطَحِـل
فَشَرِبنـا غَيـرَ شُـربٍ واغِـلٍ وَعَلَلنـا عَلَـلاً بَـعـدَ نَـهَـل
وَعَناجِـيـجَ جِـيـادٍ نُـجُـبٍ نَجـلِ فَيّـاضٍ وَمِـن آلِ سَبَـل
قُصِـرَ الصَنـعُ عَلَيهـا دائِمـاً فَـإِذَا الصَاهِـلُ مِنهُـنَّ صَهَـل
جاوَبَتـهُ حُـصُـنٌ مُمسَـكَـةٌ أَرِنـاتٌ لَـم يُلَوِّحهـا الهَـمَـل
مِثلَ عَزفِ الجِنِّ فـي صَلصَلَـةٍ لَيسَ فِي الأَصواتِ مِنهُنَّ صَحَـل
فَجَـرى مِـن مِنخَرَيـهِ زَبَــدٌ مِثلَ ما أَثمَـرَ حُمّـاضُ الجَبَـل
فَعَرَفـنـا هِــزَّةً تـأخُــذُهُ فَقَرَّنـاهُ بِـرَضـراضٍ رِفَــل
أَيَّـدِ الكاهِـلِ جَـلـدٍ بــازِلٍ أَخلَفَ البـازِلَ عامـاً أَو بَـزَل
فظَـنَـنّـا أَنَّـــهُ غـالِـبُـهُ فَزَجَـرنـاهُ بِيَهـيـاهٍ وَهَــل
رُفِعَ السوطُ وَلَـم يُضـرَب بِـه فَـأَرَنَّ الوَقـعُ مِنـهُ وَاحتَـفَـل
كَلِياً مِن حِـسِّ مـا قَـد مَسَّـهُ وَأَفانِـيـنِ فُــؤادٍ مُحتَـمَـل
فَاستَـوَت لِهزِمَـتـا خَدّيمِـهـا وَجَرَى الشَـفُّ سَـواءً فاعتَـدَل
فَتـآيـا بِطَـرِيـرٍ مُـرهَـفٍ جُفـرَةَ المَحـزِمِ مِنـهُ فَسَعَـل
عَسَلانَ الذِئـبِ أمسـى قارِبـاً بَـرَدَ اللّيـلُ عَلَـيـه فَنَـسَـل
خـارِطٌ أَحقَـبُ فِلُـو ضامِـرٌ أَبلَقُ الحَقوَينِ مَشطُـوبُ الكَفَـل
فَـأَدَلَّ العَيـرُ حَـتّـى خِلـتَـهُ قَفَصَ الأَمرانِ يَعدُو فِـي شَكَـل
قـالَ صَحبـي إِذ رَأَوهُ مُقبِـلاً مـا تَـراهُ شَأنُـهُ قُـلـتُ أَدَل
لَيتَ قَيسـاً كُلَّهـا قَـد قَطَعَـت مُسحُلانـاً فَحَصِـيـدا فَتُـبَـل
فَالأَشافِـيَّ فَأَعـلـى حـامِـرٍ فَلِوَى الخُـرِّ فَأَطـرافَ الرَجَـل
جَاعِلِيـنَ الشّـامَ حَمّـاً لَـهُـمُ وَلَئِـن هَمُّـوا لَنِعـمَ المُنتَـقَـل
مَوتُـهُ أَجـرٌ وَمَحيـاهُ غِـنـىً وَإِلـيِـه عَــن أَذاةٍ مُعـتَـزَل
سَأَلتَنِـي جارَتـي عَـن أَمتـي وَإِذا ما عَـيَّ ذُو اللُّـبَِ سَـأَل
سَأَلَتنـي عَـن أُنَـاسٍ هَلَكُـوا شَـرِبَ الدَهـرُ عَليهِـم وَأَكَـل
بَلَغُـوا المُلـكَ فَلَـمّـا بَلَـغُـوا بِخِسـارٍ وانتَهـى ذاكَ الأَجَـل
وَضَـعَ الدَهـرُ عَلَيهِـم بَركَـةً فَأُبِيدُوا لـم يُغـادِر غَيـرَ فَـل
وَأُراِنـي طَرِبـاً فـي إِثرِهِـم طَـرَبَ الواِلـهِ أَو كالمُختَـبـل
أَنشُـدُ الـنـاسَ وَلا أُنشِـدُهُـم إِنّما يَنشُـدُ مَـن كـانَ أَضَـل
لَيتَ شِعرِي إِذ قَضى ما قَد مَضى وَتَجَلّـى الأَمـرُ لِلّـهِ الأَجَــل
مـا يُظَنَّـنَّ بِـنـاسٍ قَتَـلُـوا أَهلَ صِفِّينَ وَأَصحـابَ الجَمَـل
وَاِبـنَ عَفّـانَ حَنيفـاً مُسلِـمـاً وَلُحُـومَ البُـدنِ لَمّـا تُنتَـقَـل
أَيَنـامُـونَ إِذا مــا ظَلَـمُـوا أَم يَبِتُـونَ بِـخَـوفٍ وَوَجَــل
وَلَهُـم سِيـمـا إِذا تُبصِـرُهُـم بَيَّنَت رِيبَـةَ مَـن كـانَ سَـأَل
فَتَمَـطّـى زَمـخَــريٌّ وارِمٌ مِن ربِيـعٍ كُلَّمـا خَـفَّ هَطَـل
مَنَـعَ الغَـدرَ فَلَـم أَهُمـم بِـهِ وَأَخُـو الغَـدرِ إِذا هَـمَّ فَـعَـل
خَشيَـةُ اللَـهِ وَأَنّـي رَجُــلٌ إِنَّمـا ذِكـري كَـنـارٍ بِقَـبَـل
يَتَـواصـونَ بِقَتـلـي بَينَـهُـم مُقبِلي نَحويَ أَطـرافَ الأَسـل
إِن تَري هَمّيَ أَمسـى شاغِلـي وَإِذا مـا نُوجِـيَ الهَـمُّ شَغَـل
مِثـلُ هِيمـانِ العَـذَارى بَطنُـهُ يَلهَزُ الـروضَ بِنُقعـاِن النَفَـل
لَـم يُقَايِظنـي عَلـى كاظِـمَـةٍ سَمَـكُ البَحـرِ وحَولِـيُّ الدَقَـل
إِذ هُمُ مِـن خَيـرِ حَـيِّ سُوقَـةً وَطِىءَ الأَرضَ بِسَهلٍ أَو جَبَـل
لِغَرِيـبٍ قَـامَ فِيهِـم سـائِـلاً وَلِجـارٍ جُنُـبٍ جـاءَ فَـحَـل
يَستَخِفُّـونَ إِلـى الداعـي بِهِـم وَإِلى الضيفِ إِذا الضيفُ نَـزَل