جَهِلتَ عَلَيَّ اِبـنَ الحَيـا وظَلَمتَنـي وَجمَّعتَ قَولاً جـاءَ بيتـاً مُضَلِّـلا
عَدَدتَ قُشَيراً إِذ فَخَـرتَ فَلَـم أُسَـأ بِذاكَ وَلَم أَزمَعكَ عَـن ذاكَ معـزِلا
مَرِحتَ وَأَطـرافُ الكَلاَليـبِ تُتَّقـى فَقَد عَبَـطَ المـاءُ الحَميـمُ فَأَسهَـلا
فَـإِن كُنـتَ تَلحـاهُ لِتَنقُـلَ مَجدَنـاً لِسَبـرةَ فانقُـل ذا المناكِـبَ يَذبُـلا
وَإِنّـي لأَرجـو إِن أَرَدتَ اِنتِقـالَـهُ بكفَّيـكَ أَن يَأتـي عَلَيـكَ ويَثـقُـلا
وَنَحنُ حَبَسنا الحَيَّ عَبسـاً وَعامـراً لِحَسّانَ واِبنِ الجونِ إِذ قِيـلَ أقبَـلا
وَقَد صَعِدَت عَن ذِي بِحارٍ نِساؤُهُـم كإِصعادِ نَسـرٍ لا يَرُمـوُنَ مَنـزِلا
عَطَفنا لَهُم عَطفَ الضَرُوسِ فَصادَفوا مِنَ الهَضبَةِ الحَمراءِ عِـزّاً وَمِعقِـلا
دَعَتنَا النِسـاءُ إِذ عَرَفـنَ وُجُوهَنـا دُعاءَ نِساءٍ لَم يُفارِقـنَ عَـن قِلـى
حَنيِنَ الهِجانِ الأُدمِ نـادى بِوِردِهـا سُقـاةُ يَمُـدّونَ المَواتِـحَ بِـالـدِلا
فَقُلنا لَهُـم خَلُّـوا طَريـقَ نِسائِنـا فَقالُوا لَنـا كَـلاَّ فَقُلنـا لَهُـم بَلـى
فَنَحنُ غِضابٌ مِـن مَكـانِ نِسائِنـا ويَسفَعُنا حَرُّ مِـنَ النـارِ يُصطَلـى
تَفُـورُ عَلَينـا قِدرُهُـم فَنُديِمُـهـا وَنَفثَؤُهـا عَنّـا إِذ حَميُهـا غَــلا
بِطَعنٍ كَتَشهـاقِ الجِحـاشِ شَهيقُـهُ وَضَربٍ لَهُ ما كانَ مِن ساعِدٍ خَـلا
فَلَـم أَرَ يَومـاً كـانَ أَكثَـرَ باكِيـاً وَوَجهاً تَرَى فيـهِ الكآبَـةَ مُجتَلـى
وَمُفتَصَـلاً عَـن ثَـديِ أُمٍّ تُحـبُّـهُ عَزِيزٌ عَلَيهـا أَن يُفارِقـنَ مُفتَلـى
وَأَشمَـطَ عُريانـاً يُـشَـدُّ كِتـافُـهُ يُلاُم عَلى جَهدِ القِتـالِ ومـا ائتَلـى
لَقيِنـا شَراحِيـلَ الرَئيـسَ وَجُنـدَهُ مِنَ السيرِ قَد أَحفَى المَطِـيَّ وأَنعَـلا
تَحَمَّلَ حَيّـاً مِـن كِـلاَبٍ وَعَلَّقُـوا رُؤُوساً تُثَفِّـي مَنـزِلاً ثـمَّ مَنـزِلا
وَجِئنا بِأَبدالِ الـرَؤُوسِ فَلَـم نَـدَع لِبِنتِ كِلابـيٍّ مِـنَ التَبـلِ مِغـزَلا
وَأَطلَقَ عَبدُ اللَهِ غُـلَّ اِبـنِ جَعفَـرٍ عُلاَثَـةَ مَغلُـولاً يُـقـادُ مُكـبَّـلا
وَنَحنُ حَسَبنا عِنـدَ قـارَةِ ضـارِجٍ لِحَنظَلَـةَ العِجلـيِّ لَيـثـاً مُكَـلَّـلا
سَـراةُ مُـرادِ لا يُحـاوِلُ غيرُهُـم سَقَيناهُـمُ بالجَـزعِ قَشبـاً مُثَمَّـلا
تَرَكناهُمُ صَرعَى تَخـالُ رُؤُوسَهُـم بِذِي الرِّمثِ مِن وَادِي الرَمادَةِ حَنظَلا
وَقاتِلَ عَمـرٍو قَـد تَرَكنـا مُجَـدَّلاً يَهِرُّ عَلَيـهِ الذِئـبُ عَرفـاءَ جَيـأَلا
وَنَحـنُ رَهَنَّـا بالأَفاقَـةِ عـامِـراً بِما كانَ فِي الدَردَاءِ رَهنـاً فَأُبسِـلا
جَلَبنا مِنَ الأَكـوَارِ والسِّـيِّ والقَفـا وَبِيشَـةَ جَيشـاً ذا زَوائِـدَ جَحفَـلا
وَهَبنا لَكُم فِيهـا المئِيـنَ وَغـادَرَت مَغارَتُنا خـدّا مِـنَ النـاسِ عُيَّـلا
دَنانِيـرُ نَجبِيهـا العِبـادَ وَغَـلَّـةً عَلى الأَزدِ مِن جاهِ اِمرىءٍ قَد تَمَهَّلا
عَلى مَوطِنٍ أَغشى هَـوازِنَ كُلَّهـا أَخا المَـوتِ كَظّـاً رَهبَـةً وَتَوَيُّـلا
شَراحِيـلُ إِذ لا يَمنَعُـونَ نِساءهُـم وَأَفناهُـمُ خــدّاً فَـخَـدّاً تَنَـقُّـلا