يا غرابَ البينِ أسمعتَ فقلْ |
إنما تنطقُ شيئاً قد فعلْ |
إنّ للخَيرِ وللشّرّ مَدى ً، |
وكلا ذلكَ وجهٌ وقبلْ |
والعطياتُ خساسٌ بينهم، |
وسواءٌ قبرُ مثرٍ ومقلّ |
كلّ عيشٍ ونعيمٍ زائلٌ، |
وبَنَاتُ الدّهْرِ يلعبْنَ بكُلّ |
أبلغا حسانَ عني آية ً، |
فقريضُ الشعرِ يشفي ذا الغللْ |
كم ترَى بالجَرِّ من جُمجمة ٍ، |
وأكُفٍّ قدْ أُتِرَت وَرِجِلْ |
وسرابيلَ حسانْ سريتْ |
عن كماة ٍ أهلكوا في المنتزلْ |
كمْ قتَلنا من كريمٍ سيّدٍ، |
ماجدِ الجدّين مقدامٍ بطلْ |
صادقِ النَّجدة ِ، قَرْمٍ بارعٍ، |
غيرِ ملتاثٍ لدى وقع الأسلْ |
ليْتَ أشْياخي ببَدْرٍ شَهِدُوا |
جزعَ الخزرجِ منْ وقعِ الأسلْ |
فاسألِ المهراسَ من ساكنهُ، |
بعدَ أقحافٍ وهامٍ كالحجلْ |