أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ |
بينَ الجوابي، فالبُضَيعِ، فحَوْمَلِ |
فالمرجِ، مرجِ الصفرينِ، فجاسمٍ، |
فَدِيَارِ سلْمى ، دُرَّساً لم تُحلَلِ |
دمنٌ تعاقبها الرياحُ دوارسٌ، |
والمدجناتُ من السماكِ الأعزلِ |
دار لقوم قد أراهم مرة |
فوقَ الأعزة ِ عزهمْ لمْ ينقلِ |
لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نادَمْتُهُمْ، |
يوْماً بجِلّقَ في الزّمانِ الأوَّلِ |
يمشونَ في الحُللِ المُضاعَفِ نسجُها، |
مشيَ الجمالِ إلى الجمالِ البزلِ |
الضّارِبُون الكَبْش يبرُقُ بيْضُهُ، |
ضَرْباً يَطِيحُ لَهُ بَنانُ المَفْصِلِ |
والخالِطُونَ فَقِيرَهمْ بِغنيّهِمْ، |
والمُنْعِمُونَ على الضّعيفِ المُرْمِلِ |
أوْلادُ جَفْنَة َ حوْلَ قبرِ أبِيهِمُ، |
قبْرِ ابْنِ مارِيَة َ الكريمِ، المُفضِلِ |
يُغشَوْنَ، حتى ما تهِرُّ كلابُهُمْ، |
لا يسألونَ عنِ اليوادِ المقبلِ |
يسقونَ منْ وردَ البريصَ عليهمِ |
بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحِيقِ السَّلسَلِ |
يسقونَ درياقَ الرحيقِ، ولمْ تكنْ |
تُدْعى ولائِدُهُمْ لنَقفِ الحَنْظَلِ |
بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَة ٌ أحسابُهُمْ، |
شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ |
فَلَبِثْتُ أزْماناً طِوَالاً فِيهِمُ، |
ثمّ ادّكَرْتُ كأنّني لمْ أفْعَلِ |
إمّا تَرَيْ رأسي تَغَيّرَ لَوْنُهُ |
شَمَطاً فأصْبَحَ كالثَّغامِ المُحْوِلِ |
ولَقَدْ يَرَاني مُوعِدِيَّ كأنّني |
في قَصْرِ دومَة َ، أوْ سَواءَ الهيْكلِ |
ولقد شربتُ الخمرَ في حانوتها، |
ضهباءَ، صافية ً، كطعمِ الفلفلِ |
يسعى عليَّ بكأسها متنطفٌ، |
فيعلني منها، ولوْ لم أنهلِ |
إنّ الّتي نَاوَلْتَني فَرَدَدْتُها |
قُتِلَتْ، قُتِلْتَ، فهاتِها لم تُقتَلِ |
كِلْتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فَعَاطِني |
بِزُجاجَة ٍ أرْخاهُما للمِفْصَلِ |
بِزُجاجَة ٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها، |
رَقَصَ القَلوصِ براكبٍ مُستعجِلِ |
نسبي أصيلٌ في الكرامِ، ومذودي |
تَكْوي مَوَاسِمُهُ جُنوبَ المصْطَلي |
وَلَقَدْ تُقلّدُنا العَشِيرَة ُ أمْرَها، |
ونَسُودُ يوْمَ النّائبَاتِ، ونَعتَلي |
ويسودُ سيدنا جحاجحَ سادة ً، |
ويصيبُ قائلنا سواءَ المفصلِ |
ونحاولُ الأمرَ المهمَّ خطابهُ |
فِيهِمْ، ونَفصِلُ كلَّ أمرِ مُعضِل |
وتزورُ أبوابَ الملوكِ ركابنا، |
ومتى نحكمْ في البرية ِ نعدلِ |
وَفَتًى يُحِبُّ الحَمدَ يجعَلُ مالَهُ |
من دونِ والدهِ، وإنْ لم يسألِ |
باكرتُ لذتهُ، وما ماطلتها، |
بِزُجاجَة ٍ مِنْ خَيْرِ كرْمٍ أهْدَلِ |