ابن تيمية

1263-1328م

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله، تقي الدين أبو العباس، الملقب بشيخ الإسلام. هو أحد علماء المسلمين. ولد في حران وهي بلدة تقع في الشمال الشرقي من بلاد الشام في جزيرة ابن عمرو بين دجلة والفرات. وحين استولى المغول على بلاد حران وجاروا على أهلها، انتقل مع والده وأهله إلى دمشق سنة 667هـ فنشأ فيها وتلقى على أبيه وعلماء عصره العلوم المعروفة في تلك الأيام. كانت أمه تسمى تيمية وكانت واعظة فنسب إليها وعرف بها. وقدم مع والده إلى دمشق وهو صغير. قرأ الحديث والتفسير واللغة وشرع في التأليف من ذلك الحين.  

 

بَعُدَ صيته في تفسير القرآن وانتهت إليه الإمامة في العلم والعمل وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول والمنقول.

 

نشأ ابن تيمية في دمشق وترعرع فيها. وكانت مدينة دمشق مركزًا من مراكز العلم الكبرى. فقد كان فيها ما لا يقلّ عن ثلاثين مدرسة يطلب فيها الناس العلوم الشرعية واللغوية. وقد تعلّم ابن تيمية الخط والحساب وحفظ القرآن الكريم وانتقل إلى الفقه والعربية وبرع في النّحو ثم أقبل على التفسير إقبالاً كليًا، وأحكم أصول الفقه، وهو لم يبلغ واحدًا وعشرونًا عامًا. وكان قد عرف واشتهر وقضىى في دمشق حياته كلّها إلاّ سبع سنوات قضاها في مصر. في هذه السنوات السّبع سُجِنَ مرّتين: الأولى بسبب تحامل العلماء المصريين عليه، والثانية بسبب تهجّمه على الصوفية. وفي دمشق سُجِنَ ابنن تيمية في القلعة مرّتين: الأولى كانت قصيرة الأمد والثانية دامت سنتين وبعض السّنة. وفي سجنه كتب قسمًا كبيرًا من رسائله ومؤلّفاته، ولكن في الشهور الأخيرة من سجنه الأخير أخذت السّلطات منه كُتُبَه ومنعت عنه الورق والحبر لأنّها أرادت أن تحول دونه ودون توضيح آرائه. وقد اغتمّ لذلك ومرض وانتقل إلى رحمة ربّه سنة 728هـ.

 

كان ابن تيمية فقيهًا عالمًا، وكان يصدر فتاواه في كلّ شأنٍ سُئِلَ عنه. لكنّ المُهم في الرّجل ليس علمه وفقهه فحسب، بل جرأته في الحقّ. وقد نصّب نفسه خصمًا لكلّ ما من شأنه أن يمسّ جوهر الإسلام، وكلّ مَن يقول بذلك. فالفلاسفة والباطنية والصوفية والمشبهة والمجسمة كانوا في رأيه مؤذين للتعاليم الإسلامية، فخاض ضدّهم حربًا عوانًا بقلمه ووعظه وتفسيره ومجالسه العلميّة.

 

لكن ابن تيميّة لم يكن ناقدًا سلبيًا، بل كان في أعماله بنّاءً إيجابيًا. والقاعدة التي انطلق منها أنّ الأمة وُجِدَت لكي تتمّ إرادة الله، وإرادة الله أظهرها وَحيًا في القرآن الكريم وحديثًا على لسان النبي. وإذن فالنّص والسُّنة هُما ما يجب أن يُتَّبَع بالنسبة إلى جماعة المؤمنين. وتشدّد في قضية التوحيد والوحدانية تفسيرًا وإرشادًا. ذلك بأن بعض الفِرَق التي كانت موجودة في الشرق العربي وقتها كانت فيها دعوة إلى الحلول أو الشرك أو الوساطة، فكانت دعوته إلى الوحدانية قوية حارة.

 

كان يدعو إلى نشر العدل والوقوف ضد الظلم، ولم يخفِ هذه الدعوة بل جهر بها، وهذا ما عرّضه للنّقمة أمام أصحاب السلطان والنفوذ.

 

وإذا كانت كُتب ابن تيمية الفقهيّة والكتب المُتعلّقة بالعقيدة وخاصةً الفتاوى كبيرة، فلإبن تيمية رسائل صغيرة هي في القمة من علم السياسة العملي مع الحفاظ على الأسس الإسلامية، أهمها رسالته في السياسة الشرعية ورسالته في الحسبة.

 

كان ابن تيمية سلفيّاً، لكنّه كان سلفيًا مصلحا قويًا في دعوته، شديدًا في إلحاحه إلى الحق والعدل، مُتشدّدا في أن يكون الإيمان صحيحًا صريحًا خاليًا من الشوائب، أي إنّه كان إمام السّلفيين، ولُقّب بـ"شيخ الإسلام".

 

أهم كتبه: منهاج السنة، درء تعارض العقل والنقل، اقتضاء الصراط المستقيم، الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، الصارم المسلول على شاتم الرسول، الفتاوى الكبرى، مجموع فتاوى ابن تيمية، السياسة الشرعية في صلاح الراعي والرعية.

 

المراجع: ويكيبيديا

  

 



حران