ماجد حردان

1958- 2002م

وُلِد البروفيسور ماجد حردان إغبارية في قرية معاوية، بمدينة أم الفحم بفلسطين لوالدين فقيرين. فقد والدته عام 1967م وخرج للعمل ولم يتجاوز عمره 14 عامًا ليسهم في الإنفاق على أشقائه الخمسة وشقيقاته السبع.



عمِل في البناء كأي فتى فلسطيني فقير، بل إنه اضطر تحت وطأة الحاجة وبعد أن أنهى المرحلة الثانوية أن يتوقف عن الدراسة لعام كي يعمل. بدأ عام 1978م مشواره الأكاديمي في الجامعة العبرية بالقدس ليحصل على البكالوريوس بامتياز في تخصص "الإحصاء والاقتصاد". وبعدها بعام عُيِّن معيدًا في الجامعة، ثم أكمل دراسة الماجستير في الجامعة نفسهامتخصصا بإدارة الأعمال.



حصل وهو في الرابعة والعشرين على منحة من جامعة تل أبيب لدراسة الدكتوراه في تخصص الأنظمة المعلوماتية. وخلال سنتين فقط حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة ليحاضر بعدها في جامعة هاواي بالولايات المتحدة أستاذًا زائرًا، ثم محاضرا في جامعة دروكسل في ولاية فيلادلفيا لمدة أربع سنوات. وفي تلك الأثناء حصل على لقب "بروفيسور".



بدأ نجم البروفيسور ماجد يسطع تدريجيًّا بعد أن حصل على شهادة الدكتوراه في فترة وجيزة، وبتقدير امتياز، فتعاقد مع شركة أبحاث أمريكية وتنقل بين الجامعات الأمريكية مكرسًا حياته للعلم والبحث العلمي. انضم عام 1996م إلى وكليرمونت الأمريكية، ودخل عام 1998م في الهيئة الأكاديمية لجامعة تل أبيب، وهو العربي الوحيد الذي حصل على هذه الصفة. وقد ترأس بعض الأقسام في كلية الإدارة بجامعة تل أبيب، وكان آخرها رئيس قسم الأنظمة المعلوماتية.



لم يكن ماجد ذلك الأكاديمي الجاف، ولا العالم القابع في برجه العاجي. فقريته كلها عرفت عنه مدى حبه لكرة القدم. لعب ضمن صفوف فريق قريته "معاوية" في صغره، وحين كسرت قدمه في إحدى المباريات وتوقف عن اللعب ظلَّ يتابع أخباره، وحين ذهب إلى أمريكا اهتم بكرة القدم الأمريكية.



في تشرين أول/ أكتوبر من عام 1996م شعر ماجد بألم في رجليه نقل على إثره إلى المستشفى للفحص وتبين وجود مشاكل عنده في الظهر. وبينت صور الأشعة وجود أورام سرطانية في عموده الفقري. وبعد عملية جراحية عاجلة أخبره الطبيب أنه سيعيش لمدة ثلاثة أشهر لا أكثر. لكنه بعد ثلاثة أسابيع مشى على قدميه وعاد للتدريس، ثم اضطر للعودة إلى البلاد لإجراء عملية أخرى في مستشفى إيخيلوف.



ومنذ عام 1996م حتى وفاته أجرى سبع عمليات لم تعقه أبدًا عن إكمال مشواره الأكاديمي. كان مؤمنًا بالله ومخلصًا في عمله. حارب المرض بقوة وصلابة. الأطباء كانوا يستغربون منه كيف ينهض كل مرة من العملية أو الفحوصات ويعود إلى عمله مباشرة. كان متفائلاً لإيمانه القوي بقدر الله. وقبل شهرين من وفاته أخذت حالته الصحية في التدهور، فدخل المستشفى في كليرمونت بالولايات المتحدة يوم 18-7-2002، ووضعوا له جهاز تنفس اصطناعي ووضع تحت التخدير المتواصل حتى فارق الحياة.



احتل ماجد حردان المركز الأول كأكثر الباحثين في مجال الأنظمة المعلوماتية نشراً للأبحاث في الفترة من 1981 إلى 1991، ثم أعيد تصنيفه أيضاً ليكون الباحث الأكثر إنتاجاً في مجاله للفترة من 1991 إلى 1997. ووصلت أبحاثه المنشورة إلى 23 بحثاً بمقدار تقييمي 10.58 في حين وصل عدد أبحاث من تلاه مباشرة 13 بحثا منشوراً بمقدار تقييمي 6.5.

  


أم الفـحم
فلسطين