أمِنْ رَيْحانة َ الدَّاعي السَّميعُ |
يُؤرِّقُنِي وأصحابي هُجوعُ |
يُنادِي مِن بَرَاقِشَ أو مَعِينٍ |
فأسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيْعُ |
وقد جاوزْنَ من غُمدانَ داراً |
لأبوالِ البغال بها وَقيعُ |
وَرُبَّ مُحَرَّشٍ في جَنْبِ سلمى |
يُعَلُّ بِعَيْبِها، عندي، شفيعُ |
كأنَّ الأثْمِدَ الحارِيَّ فيها |
ُيَسُّف بحيثُ تَبْتَدِرُ الدُموعُ |
وأبكارٍ لَهَوْتُ بِهنَّ حيناً |
نواعمَ في أسرَّتِها الرُّدُوعُ |
أُمشِّي حولَها وأطوف فيها |
وتُعجبني المَحاجِرُ والفُزوعُ |
إذا يَضحكنَ أو يَبْسِمْن يوماً |
تَرَى بَرَداً ألَحَّ به الصَّقيعُ |
كأنَّ على عَوارِضِهنَّ راحا |
يُفَضُّ عليه رُمَّانٌ يَنِيْعُ |
تَراها الدَّهْرَ مُقْتِرَة ً كِباءً |
وتَقدحُ صَحْفة ً فيها نَقيعُ |
وصِبْغُ ثيابها في زَعْفَرانٍ |
بِجُدَّتِها كما احْمرَّ النَّجيعُ |
وقد عجِبتْ أمامة ُ أنْ رأتني |
تَفَرَّعَ لِمَّتِي شَيْبٌ فَظيعُ |
وقد أغْدُو يُدَافعني سَبُوحٌ |
شديدٌ أسْرُه فَعْمٌ سَرِيعُ |
وأحْمِرَة ُ الهُجَيْرَة ِ كلَّ يومٍ |
يَضُوْعُ جِحاشَهُنَّ بما يَضُوْعُ |
فأرسَلْنَا رَبِيئَتَنَا فأوْفَى |
فقال : ألا أُولى خَمْسٌ رُتُوعُ |
رَبَاعِيَة ٌ وقاِرحُها وجَحْشٌ |
وهادية ٌ وتالية ٌ زَمُوعُ |
فنادانا: أنَكْمُنُ أم نُبادي؟ |
فلما مَسّ حالِبَهُ القَطيعُ |
أَرَنَّ عَشيَّة ً فاستعجَلَتْهِ |
قوائمُ كلُّها رَبذٌ سطُوعُ |
فأوفى عندَ أقصاهُنَّ شخصٌ |
يلوحُ كأنه سيفٌ صَنِيعُ |
تَرَاهُ حين يَعْثُرُ في دماءٍ |
كما يمشي بأقْدُحِهِ الخَليعُ |
أشابَ الرأسَ أيّامٌ طِوالٌ |
وَهَمَّ ما تَبَلَّغُهُ الضُلوعُ |
وسَوْقُ كَتيبة ٍ دَلفَتْ لأخْرَى |
كأنَّ زُهاءَها رأسٌ صَلِيعُ |
دَنَتْ واستأْخَرَ الأوغالُ عنها |
وخُلِّيَ بينهم إلاَّ الوَرِيعُ |
فِدى ً لهمُ معاً عَمِّي وخالي |
وشَرخُ شبابهِم إنْ لم يُضِيعُوا |
وإسنادُ الأسِنَّة ِ نحوَ نَحْري |
وهَزَّ المَشْرَفِيَّة ِ والوُقوعُ |
فإنْ تَنُبِ النَّوائِبُ آلَ عُصْمٍ |
تُرَى حَكَماتُهمْ فيها رُفُوعُ |
إذا لم تستطعْ شيئاً فَدَعْهُ |
وجاوِزْهُ إلى ما تستطيعُ |
وَصِلْهُ بالزِّماعِ فكلُّ أمرٍ |
سَمَا لكَ أو سَمَوْتَ له وَلُوعُ |
فكمْ مِن غائِطٍ مِنْ دُونَ سَلْمَى |
قليلِ الأُنْسِ ليس به كَتِيْعُ |
به السِّرحانُ مفترشاً يديه |
كأنَّ بياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ |
وأرضٍ قد قطعتُ ، بها الهَوَاهي |
من الجِنَّانِ، سَرْبَخُها مَلِيعُ |
تَرَى جِيَفَ المَطِيِّ بحافَتَيْه |
كأنَّ عِظامَها الرَّخَمُ الوُقُوعُ |
لَعَمْرُكَ ما ثلاثٌ حائماتٌ |
على رُبَعٍ يَرِعْنَ وما يَرِيعُ |
ونابٌ ما يَعِيشُ لها حُوارٌ |
شديدُ الطَّعْنِ مِثْكالٌ جَزُوعُ |
سَدِيسٌ نَضَّجَتْهُ بعدَ حَمْلٍ |
تَحَرَّى في الحَنينِ وتَسْتَلِيْعُ |
بأَوْجَعَ لَوْعًة منِّي وَوَجْداً |
غداة َ تَحَمَّلَ الأنَسُ الجَميعُ |
فإمَّا كنتِ سائلة ً بمُهْرِي |
فمُهْرِي إن سألتِ به الرَّفِيعُ |