كمال الدين الحمصي

توفي 612 هـ

هو أبو منصور المظفر بن علي بن ناصر القرشي من الفضلاء المشهورين، والعلماء المذكورين، وكان كثير الخير، وافر المروءة، كريم النفس محباً لاصطناع المعروف.

 

اشتغل بصناعة الطب على الشيخ رضي الدين الرحبي، وعلى غيره وشرع قراءة كتاب القانون على الحكيم القاضي بهاء الدين أبي الثناء محمود بن أبي الفضل منصور بن الحسن بن إسماعيل الطبري المخزومي، لما أتى إلى دمشق، وقرأ عليه منه إلى علاج الإسهال الدماغي، ثم سافر الشيخ بهاء الدين إلى بلد الروم في سنة ثمان وستمائة، وكان كمال الدين الحمصي قد اشتغل أيضاً بالأدب، وقرأ على الشيخ تاج الدين الكندي، وكان محباً للتجارة وأكثر معيشته منها، وكانت له دكان في الخواصين بدمشق يجلس فيها، ويكره التكسب بصناعة الطب، وإنما كان الملوك وأكثر الأعيان يطلبونه ويستطبونه لما ظهر من علمه، وبان من فضله، وطلبه الملك العادل أبو بكر بن أيوب وغيره ليخدمه ويبقى معه في الصحبة فما فعل، وبقي سنين يتردد إلى البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي، ويعالج المرضى فيه احتساباً، ثم ألزم بعد ذلك بأن قررت له فيه جامكية وجراية، وبقي كذلك إلى أن توفي وكانت وفاته في يوم الثلاثاء تاسع شهر شعبان.

 

لكمال الدين الحمصي من الكتب مقالة في الباه وهي مستقصاة في فنها، شرح بعض كتاب العلل والأعراض لجالينوس، الرسالة الكاملة في الأدوية المسهلة، اختصار كتاب الحاوي للرازي لم يتم، مقالة في الاستسقاء، تعاليق على الكليات من كتاب القانون، تعاليق في الطب، تعاليق في البول ألفها في أول رجب سنة ثلاث وستمائة، اختصار كتاب المسائل لحنين بن إسحاق وقد أجاد فيه.

 


المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء



الملك العادل
جالينوس