يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ، |
إنّ المنى لَلِقاءُ أُمّ المِسْوَرِ |
وأكنّ طارقها، على علل الكرى ، |
ولنجمُ، وهناً قد دنا لتغوّرِ |
يستافُ رِيحَ مدامة ٍ معجونة ٍ |
بذكيِّ مِسكٍ، أو سَحِيقِ العنبرِ |
إني لأحفظُ غيبَكم ويسرّني، |
لو تعلمينَ، بصالحٍ أن تذكري |
ويكون يومٌ، لا أرى لكِ مُرسَلاً، |
أو نلتقي فيه، عليّ كأشْهُر |
يا ليتني ألقى المنيّة بغتة ً، |
إنْ كانَ يومُ لقائكم لم يُقْدَر |
أو أستطيعُ تجلّداً عن ذكركم، |
فيفيقَ بعضُ صبابتي وتفكّري |
لو تعلمين بما أجنُّ من الهوى ، |
لعَذَرتِ، أو لظلمتِ إن لم تَعذرِي |
واللهِ، ما للقلب، من علمٍ بها، |
غيرُ الظنونِ وغيرُ قولِ المخبرِ |
لا تحسبي أني هجرتكِ طائعاً |
حَدَثٌ، لَعَمْرُكِ، رائعٌ أن تُهجري |
ولتبكينّي الباكياتُ، وإنْ أبحْ، |
يوماً، بسرِّكِ مُعلناً، لم أُعذَر |
يهواكِ، ما عشتُ، الفؤادُ، فإن أمُتْ، |
يتبعْ صدايَ صداكِ بين الأقبرِ |
إني إليكِ، بما وعدتِ، لناظرٌ |
نظرَ الفقيرِ إلى الغنيِّ المكثرِ |
تقضى الديونُ، وليس ينجزُ موعداً |
هذا الغريمُ لنا، وليس بمُعسِر |
ما أنتِ، والوعدَ الذي تعدينني، |
إلاّ كبرقِ سحابة ٍ لم تمطرِ |
قلبي نصَحتُ له، فردّ نصِيحتي، |
فمتى هَجرَتِيه، فمنه تَكَثَّري |